من قتل الحسين؟لعائض القرني والرد عليه
كتب عائض القرني مقاله بعنوان من قتل الحسين؟
وهنالك رد على هذه المقاله من الكاتب / حيدر موسى العديل
ومن / ميثم الجشي
من قتل الحسين ؟
عائض القرنيأنا سُني حسيني، جعلتُ ترحُّمي على الحسين مكان أنيني، أنا أحبُ السّبطين، وأتولَّى الشيخين، أنا أعلن صرخة الاحتجاج، ضد ابن زياد والحجاج، يا أرض الظالمين ابلعي ماءك، ويا ميادين السفَّاحين اشربي دماءك، لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من قتل الحسين أو رضي بذلك، ولكن لماذا ندفع الفاتورة منذ قُتل الحسين إلى الآن من دمائنا ونسائنا وأبنائنا بحجة أننا رضينا بقتل الحسين ونحن في أصلاب آبائنا وفي بطون أمهاتنا؟!.
استباح ابن العلقمي بغداد بحجة الثأر للحسين، وذبح البساسيري النساء والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين، والآن تُهدَّم المساجد في العراق ويُقتل الأئمة وتُبقر بطون الحوامل وتحرَّق الجثث ويُختطف الناس من بيوتهم وتُغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين، إن المنطق الذي يقول: إن مليار مسلم كلهم رضي بقتل الحسين وكلهم ناصبوا العداء لأهل البيت منطق يخالف النقل والعقل والتاريخ، ومعناه إلغاء أهل الإسلام والقضاء على كل موحِّد في الأرض، هل من المقبول والمعقول أن يجتمع مئات الملايين من العلماء والخلفاء والحكماء والزُّهاد والعُبّاد والمصلحين ويتواطأوا على الرضا بقتل الحسين والسكوت على هذه الجريمة الشنعاء ؟! لماذا لا يُحَكّم العقل ويسأل نفسه الذي يمشي وراء السراب ويصدق الوهم ويؤمن بالخرافة ؟.
هل من المعقول أن تُحارب أمة الإسلام لأجل كذبة أعجمية صفوية ملفّقة كاذبة خاطئة تكفِّر الصحابة والتابعين ودول الإسلام وتتبرأ من أبي بكر وعمر وأصحاب بدرٍ وأهل بيعة الرضوان ومن نزل الوحي بتزكيتهم وأخبر الله أنه رضي عنهم ؟ متى تُكف المجزرة الظالمة الآثمة التي أقامها الصفويون ضد كل مسلم ومؤمن تحت مظلة الثأر للحسين ؟ .
نحن أولى بالحسين ديناً وملَّة، ونسباً وصهراً، وحباً وولاءً، وأرضاً وبيتاً، وتاريخاً وجغرافيا، ارفعوا عنّا سيف العدوان، وأغمدوا عنّا خنجر الغدر فنحن الذين اكتوينا بقتل الحسين، وأُصبنا في سويداء قلوبنا بمصرع الحسين:
جاؤُوا بِرَأْسِكَ يا ابْنَ بِنْتِ مُحَمّدٍ مُتَـزَمِّـلاً بِدِمائِهِ تَزْمِيلا
ويُكَبِّـرونَ بِـأَنْ قُتِلْـتَ وإنّما قَتَلوا بكَ التّكْبيرَ والتّهْليلاَ
يقول شيخ الإسلام بن تيمية: قتل الحسين رضي الله عنه مصيبة من أعظم المصائب ينبغي لكل مسلم إذا ذكرها أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وأقول لو كره عضو من أعضائنا الحسين أو أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لتبرأنا من هذا العضو ولبترناه.
لكننا نحبهم الحب الشرعي السنُي الصحيح الموافق لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، لا الحب الصفوي والسبئي الغريب على الأمة وعلى الملّة وعلى السماء وعلى الأرض:
مَرحباً يا عراقُ جئتُ أغنّيـ ـك وبعضٌ من الغناءِ بكاءُ
فجراح الحسين بعض جراحي وبِصَدرِي من الأسى كربلاءُ
الحسين ليس بحاجة إلى مآتم وولائم، تزيد الأمة هزائم إلى هزائم، رحم الله السبطين الحسن والحسين، وجعل الله علياً وفاطمة في الخالدين ورضي الله عن الشيخين.
*نقلا عن جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية
الخلافة من قتلت الحسين
حيدر موسى العديل * - 27 / 1 / 2007م - 12:17 ص
حسنا يا شيخ عائض لن أشق عن قلبك لأكشف عن مدى مصداقية حبك للإمام الحسين ، وبالطبع لن أعتبره أيضا تقية، وسأكتفي بما أفصحت عنه نثرا وشعرا، كدليل عن صدق محبتك للإمام الحسين ، لأنه ليس من أخلاقنا التي أدبنا بها الرسول وأهل بيته الكرام، أن نشكك أو نُكذب أحدا فيما يقر به بلسانه، خصوصا وأن حب أهل البيت ليس كحب غيرهم، أي أنها واجبة على جميع المسلمين بالدليل القرآني القطعي، وهذا عكس ما تفعلونه بنا نهارا ليلا، جهارا سرا، في التشهير بكفرنا وبغضنا للصحابة، على الرغم من أننا نتلفظ بالشهادتين ونصلي ونصوم ونزكي، ونحج في كل عام معكم حتى وان اختلف ثبوت الهلال بيننا وبينكم، ونعترف بحب الصحابة المنتجبين الأخيار.
هذا مع أن بعضكم قبل إسلام صدام بمجرد نطقه للشهادة، ولم تقبلوا نطقها منا، إلا إذا اعتبرتموه من أولياء الأمور الذين تجب طاعتهم، فعندئذ نفهم أن ثبوت إسلام الوالي مختلفة عن ثبوت إسلام بقية الشعب!!.
استغرب يا شيخ كيف لهذا القلب المملوء والمتدفق عشقا للحسين وأهل البيت ، أن ينسى ويتجاهل خصم الحسين الأساسي، المتربع على سدة الخلافة، الذي من أجل وجوده نهض الحسين فقتل، إذ كيف لهذا القلب أن يلعن ابن زياد والحجاج الذين هم مجرد أدوات وخدم للخليفة، وينسى بالتالي مجرد ذكر اسم الخليفة يزيد بن معاوية؟!، أليست هذه تقية منك، خصوصا مع وجود بعض السنة الذين يعتقدون بإسلام يزيد ومشروعية خلافته عن رسول الله ؟! فلربما كنت تخشاهم!! أو انك ترى رأيهم وتميل إليه!! وهنا أتساءل كيف لهذا القلب أن يجتمع بحب النقيضين والمتخاصمين الإمام الحسين ويزيد؟! ويرى بذلك براءة القاتل والمقتول، الظالم والمظلوم!! ولربما رأيت أيضا أن الرسول سيرحب بيزيد قاتل ابنه كي يكون معه بجواره في الجنة!!.
أو لربما اعتبرت يزيدا بريئا من هذه التهمة، وإنما من قتله هو ابن زياد، وبالطبع فانك بقولك هذا تستنقص من هيبة ومكانة خليفة المسلمين الذي بيده الأمر والنهي، إذ كيف له أن يسمح لأحد أمرائه الصغار أن يقدم على هذه الفعلة الشنيعة، فيقتل ابن بنت رسول الله ، وسيد شباب أهل الجنة، ومن ثم لا يتخذ العقوبة الشرعية بحقه وهو القصاص، أو على الأقل إعفائه من منصبه، أو على أقل القليل توبيخه على فعلته تلك؟!!.
وأنا اعرف أن مثل هذا الطرح قد يصعب على بعضكم أن يستوعبه، لذا فبطريقة أخرى لماذا تنسبون فتح فارس مثلا للخليفة عمر بن الخطاب على الرغم من انه لم يشارك في معركة الفتح؟ بالطبع ستقول لي لأنه هو الخليفة وبأمره وبدعمه وبتخطيطه تحرك الجيش، لذا نُسب إليه الفتح، إذا سأقول لك باختصار لماذا لا تنسبون إلى الخليفة يزيد قتل الحسين ؟!.
وبالطبع أنت لا تستطيع أن تقول كما قال بعضكم أن الشيعة هم من قتل الإمام الحسين ، لأنه حسب رأيكم الشائع أن التشيع غريب على هذه الأمة، ولم يأتي إلا مع الدولة الصفوية الفارسية المجوسية، هذا يعني بعد قرون من قتل الحسين .
أما إذا اعترفت بوجود التشيع من ذي قبل، أو ما تسمونهم بالسبأية، فهذا يحتاج منك أولا إثبات صحة وجود ابن سبأ، وان ثبت وجوده كيف إذا للإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة، الذي تعتبره واحد منكم وأنكم أولى به من غيركم، أن ينخدع ويستجيب أصلا لنداء هؤلاء السبأيون، الفرقة الكافرة المبتدعة واليهودية المغالية، الذين لا يؤمن جانبهم - كما تستخدمون هذه العبارة كثيرا معنا - للخروج على خليفة المسلمين؟! أليس في هذا قدح أخر واستهانة أخرى في شخصية الحسين ؟!.
ثم أن سير التاريخ تذكر لنا أن الإمام الحسين ، خاطب هؤلاء الجموع المحتشدة لقتله ووصفهم بأنهم شيعة آل أبي سفيان.
ولكن بعد كل هذه البراهين سوف أعذرك جناب الشيخ عائض، واعتبر أن الوقت لم يسعفك لكتابة اسم يزيد في قائمة الملعونين، خصوصا أنك ترى نفسك ممن هو أولى بحب الحسين، وأنك ممن اكتوى بقتله!!.
نقطة أخرى، وهي أنك اتهمت ابن العلقمي باستباحت بغداد بحجة أخذ الثأر للحسين، وهذا من المستجدات علينا، ولكن نقبلها، لكن ما رأيك بمن سبق ابن العلقمي بـ 500 سنة في أمر الأخذ بثأر الحسين، ألا وهي الدولة العباسية التي تعتبرها الخلافة الشرعية السنية، ألم يذكر التاريخ أنها ثارت ونهضت بالرايات السود بحجة الأخذ بثأر الحسين ضد الخلافة الشرعية الأموية السنية؟ وسؤالي لك الآن من الذي قتل الآخر بحجة الثأر للحسين، الشيعة قتلوا السنة؟ أم أن السنة قتلوا السنة هذه المرة!!.
وبالطبع أنت لا تملك إثباتا ونماذج عديدة، استخدم فيها الشيعة شعار الثأر للحسين من أجل ذبح السنة، إلا ما حصل خلال الخمس سنوات من احتلال العراق، وان كانت صحيحة فلعنة الله على مرتكبيها، لكن أسألك عن من شن حرب الإبادة ضد الشيعة منذ أيام الدولة الأموية إلى وقتنا الحاضر بحجة حبنا للحسين وزيارته، يمكنك أن تسأل مثلا الخليقة الشرعي لك وهو المتوكل الذي هدم قبر الإمام الحسين ونكل بزواره، أيضا يمكنك أن تراجع أرشيف الأخبار إن خانتك الذاكرة، حول من الذي افتتح مسلسل التفجيرات وحاول من جديد النيل من الإمام الحسين والنيل من الشيعة وذلك في محرم 1425هـ، أو مجزرة جسر الأئمة عند قبر الإمام الكاظم في رجب 1426هـ، أو تفجير مرقد العسكريين في سامراء في محرم 1427هـ، أو المجازر المتعددة الشبه معتادة في مدينة الصدر، علما أن جميع ما ذكرته نقلت صورها جميعا وعلى الهواء مباشرة، لكن في المقابل أسألك بالله لماذا نسمع عن تفجيرات هنا وهناك لمساجد وأحياء سنية، لكن لا نرى لها صور مباشرة على الرغم من أن وسائل الإعلام كلها بيدكم؟!، أليس هذا بعض من التضليل الإعلامي الطائفي الذي يمارس عليكم من حيث لا تعلمون؟.
أما إذا اعتبرتها أنها أماكن بدعية وشركية، ويحل لك الاعتداء على شيء لا تملكه، وهي تمثل للآخر حرية مذهبية شخصية، فهنا نرجع إلى دوامة التكفير الممتلئة في صفحاتكم الفكرية.
ومع هذا فاني مقتنع تماما أن ما يجري في العراق من تفجيرات، للسنة والشيعة، إنما هي في جلها الأكبر من صنع الاستخبارات الصهيوأمريكية.
نقطة أخرى وهو في الآونة الأخيرة كثر الحديث على وسائل الإعلام، منك ومن كبار مراجع أهل السنة أمثال الشيخ القرضاوي الذي وللأسف يمثل رئيس جمعية التقريب بين المذاهب - وهذا الذي لم استوعبه لحد الآن - اعتدنا منكم توجيه الاتهام نحو ما يسمى بالتشيع الصفوي، لكن هل تسمح لي جناب الشيخ أن استخدم معك مصطلح التسنن الأموي أو العثماني، بالطبع فهذا غريب لم تعهده من مشايخ الشيعة قديما وحديثا وحسبنا بيننا وبينكم هذا التفاوت، فمن يريد إذا التقارب مع الآخر لا ينعته بصفات غير مقبولة، حتى وان اختلف معه مذهبيا وسياسيا.
ولربما تحاول أن تخدعنا بأنك لا ترمي بهذا المصطلح عموم الشيعة، وإنما فقط شيعة إيران، ولكن اسمح لي إذا أن استخدم أيضا مصطلح التسنن الطالباني، وبالطبع أنا لا أعني به إلا ما أعني!!.
ولعمري كيف لمن امتلئ قلبه حبا للحسين أن يصف مآتم العزاء عليه، بأنها سبب يزيد من هزائم الأمة، في حين أننا نعتقد أن الإمام الحسين لم ينهض ولم يستشهد إلا من أجل الدفاع عن هذه الأمة، وقد تحقق المراد، وما هذه المآتم التي تقام عليه إلا امتداد لذلك الهدف وذلك النصر، إلا إن كنت تخشى أن تكون هذه المأتم التي يذكر فيها الحسين، شوكة وشرارة مقاومة في صدور الطغاة والإرهابيين الذين تتستر عليهم، والذين يرعبهم مجرد ذكر اسم الحسين .
وما دمت أنك تدعي حب الحسين وأهل البيت وكذلك نحن ندعي، إذا فلماذا هذه المقالة الطائفية، التي ينتظرها بلهفة أعداء الأمة، أليس حري بك أن تجعل من الحسين وذكرى عاشوراء منطلقا ورافدا للتوحد؟! إلا إذا اعتقدت أن حبك للحسين فقط هو الصحيح والمقبول من الله كما أشرت، عندئذ تسقط عن الأمة أحد أكبر روافد التوحد والتقارب وهو حب أهل البيت .
للأسف أن حكم العراق من قبل الأكثرية الشيعية قد أعمى بصيرتكم، وأجج المزيد من طائفيتكم، وكأنكم قد فقدتم دولة هي ملك لكم، ولكن تلك الأيام نداولها بين الناس، فقد انتهى على ما يبدو زمانكم، والقافلة تسير، ومآتمنا على الحسين مستمرة بالبكاء والعويل، والتفكر والتأمل، حتى نسلم الراية بيد المهدي المنتظر «عجل الله فرجه الشريف».
اللهم إن كان في هذا العمل ثواب فاهديه إلى مولاي الإمام الحسين .
ميثم محمد الجشي * - 26 / 1 / 2007م - 10:18 م
من محن الدهر أن يمر الشيعة بهذه المرحلة الحرجة من تاريخهم، فالحصار قد ضرب على الشيعة من كل صوب، فما يوحد مدعي الليبرالية هو مهاجمة الشيعة والنيل منهم والطعن فيهم، وما يوحد الاتجاه السلفي هو الطعن في عقائد الشيعة، وما يوحد فلول حزب البعث ومعظم القوميين هو تخوين الشيعة، وما يوحد السفهاء من أتباع كل هذه الاتجاهات هو شتم الشيعة.
كتب الشيخ عائض القرني مقالاً عنونه بـ «من قتل الحسين؟»، يصرخ فيه ويحتج على من قتل الحسين ، ولعمري فإن الشيخ لم يبلغ حتى مرحلة لعن من قتل الحسين الذي ورد عن جده رسول الله «حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا»، ولكنه يصب جل غضبه وحنقه على الشيعة ويرميهم بأبشع الألفاظ والصفات.
هناك تهمة مضحكة، وهي أن كل شيء ينسب للصفويين، وهؤلاء لعمري مساكين، تحملوا حتى ذنوب غيرهم، والعجم ساعدهم الله على محنهم حملوا الجزء الآخر من السب والشتم، وإن هذا الاتهام لهو دليل على سطحية هذه الأقلام وفقرهم التاريخي والفقهي، إذ أن إيران تشيعت على أيدي العرب، وبالتحديد المرحوم آية الله الشيخ إبراهيم القطيفي «ت: 1001هـ» وبعض مشائخ جبل عامل بلبنان.
يتهم القرني وكل من يهاجمون الشيعة بقتل السنة في كل مكان، إذ يقول «هل من المعقول أن تُحارب أمة الإسلام لأجل كذبة أعجمية صفوية ملفّقة كاذبة خاطئة تكفِّر الصحابة والتابعين ودول الإسلام وتتبرأ من أبي بكر وعمر وأصحاب بدرٍ وأهل بيعة الرضوان ومن نزل الوحي بتزكيتهم وأخبر الله أنه رضي عنهم»، ويقول قبل هذا «والآن تُهدَّم المساجد في العراق ويُقتل الأئمة وتُبقر بطون الحوامل وتحرَّق الجثث ويُختطف الناس من بيوتهم وتُغتصب العذارى بحجة الثأر للحسين».
أستطيع هنا أن أسرد المجازر التي ارتكبها التيار التكفيري في كربلاء وما زال يرتكبها، والطائف، والمدينة المنورة وجدة، ولكن هل هذا سيسكت هذه الأفواه؟ بالطبع لا، فهذه الأفواه تتفانى بالتجييش الطائفي ضد الشيعة، ولن يفيدنا شيئا لو كتبنا من الآن إلى ظهور الإمام المهدي«عجل الله فرجه» فلن نحرز أي تقدم مع هذه العقول الهمجية. ولكن ما استفز الرد لدي هو إدعاء الشيخ القرني بقوله «نحن أولى بالحسين ديناً وملَّة، ونسباً وصهراً، وحباً وولاءً، وأرضاً وبيتاً، وتاريخاً وجغرافيا، ارفعوا عنّا سيف العدوان، وأغمدوا عنّا خنجر الغدر فنحن الذين اكتوينا بقتل الحسين، وأُصبنا في سويداء قلوبنا بمصرع الحسين».
لا أدري كيف اكتويتم بنار قتل الحسين، هل بالبكاء عليه، أم بالترحم على قاتليه؟ هل بذكره في منابركم؟ أم بتعظيم قاتليه؟ أين هو الحسين في تراثكم؟ أين هو الحسين في كتاباتكم؟ أين هي مأساة كربلاء في عقول وثقافة ناشئتكم؟. إن الإدعاء سهلا يسير، ولكن أين هو الإثبات بأنكم أولى بالحسين. إن كلام الشيخ القرني لهو مليء بالقومية والقبلية والشعوبية المقيتة، فالشيخ القرني يحتج حتى بالجغرافيا في حب الحسين، ولعمري لآثار الحسين وجده التي طمست في مكة والمدينة لهي خير شاهد على حب الحسين.
إن الحسين يا سيدي خط حياتي وفكري وعقدي متكامل، إن الحسين أعاد إحياء سنة جده المصطفى بعد أن كادت تنمحي، الحسين ثورة المظلومين المسحوقين، الحسين سيف غرس بخاصرة كل ظالم على مر التاريخ، ومن العجائب أن يكتب المسيحيون عن الحسين تاريخاً وشعراً، وتبياناً لمقام هذا الإمام، ويعجز من يدعي حبه عن ترسيخ ثقافة الحسين عليه السلام في أوساط مجتمعه ومثقفيه، حتى قال أحدهم أن الحسين خرج على إمام زمانه، إن حب الحسين ليس كلمة بسيطة تتقاذفها الأقلام، وليس حب الحسين بيتا من الشعر، إن حب الحسين التزاماً بخط الحسين، وبمبادئ الحسين، وبثورة الحسين.
تقول بأنكم أولى بالحسين دينا وملة، ولا أدري كيف تقول هذا، فأنت تعود لما شنعت به علينا، فها أنت تخرجنا حتى من الدين هداك الله، ولكن دعني أهمس في أذنك بجواب على عنوان مقالتك، أي من قتل الحسين؟
إن من قتل الحسين هو من ساوى الحسين بغيره من الناس، إن من قتل الحسين هو من قتل زواره بكربلاء وهدم قبره، إن من قتل الحسين هو قتل محبيه وشيعته في كل بقاع الأرض، إن من قتل الحسين هو من لم يستطع حتى لعن من أمر بقتله، إن من قتل الحسين هو من جند كل طاقته لتكفير محبي الحسين، إن من قتل الحسين هو من لم تدمع عينه على ما جرى على الحسين.
إن هذا التوجه المريب الذي تنتهجه هذه الأقلام ووسائل الإعلام المختلفة بالهجوم على الشيعة ورميهم بهذه التهم البشعة لهو دافع على التفكير بأننا نعيش بأزمة عميقة تنطلق من الأرضية التي يستند عليها هؤلاء، فهذا الهجوم المنظم المؤدلج على بث الكراهية والحقد وإذكاء الفتنة بين المسلمين لهو هجوم ناتج عن تخطيط مسبق بإصرار شديد على شرذمة المسلمين وتقسيمهم أكثر ما هم عليه من تشرذم وتخلف.
لا أملك إلا أن أردد ما قاله المصطفى حينما ذهب للطائف «رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
نموذج من حبهم للحسين !! ..
عشائر أردنية ترفض إحياء عاشوراء قرب أضرحة الصحابة
سعد حتر
بي بي سي - عمان
أصدر تجمع للعشائر المقيمة في محيط مزارات إسلامية يقدسها الشيعة جنوبي الأردن بيانا رفضوا فيه دخول أتباع هذا المذهب لإحياء ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم.
لكن مع ذلك أحيا زهاء 200 من أبناء الطائفة الشيعية ليلة عاشوراء الجمعة على عتبات مقامات الصحابة، وذلك وسط إجراءات أمنية احترازية.
وجاء في البيان، الذي صدر باسم "أبناء تجمع عشائر المزار الجنوبي" من أعمال الكرك، على مبعدة 125 كيلو مترا جنوبي عمان، أن أهالي المنطقة قرروا تسمية الشارع المؤدي إلى المقامات "شارع الشهيد صدّام."
لكن لم يصدر أي حظر رسمي حيال هذا الموقف الشعبي في الأردن الذي ينتشر فيه عدد كبير من أضرحة صحابة النبي محمد لا سيما من أهل بيته- موضع تقديس الشيعة- لا سيما بن عمه جعفر بن أبي طالب الملقب بـ"جعفر الطيار."
وقال فراس أبو خيط مدير أوقاف المزار الجنوبي، حيث تنتشر الأضرحة، إن الأجهزة المدنية والامنية سهلت وصول الزائرين إلى الأضرحة.
وأرجع أبو خيط انخفاض عدد الزائرين هذا العام إلى استعار الحرب في العراق وصعوبة دخول الأردن فضلا عن أجواء الصقيع التي تضرب المملكة منذ أسبوع.
مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين عقب تغيير النظام العراقي في ربيع 2003، درج عشرات الشيعة من هذا البلد المجاور على إحياء ذكرى عاشوراء سنويا قرب أضرحة قادة معركة مؤتة في صدر الإسلام.
لكن طقوس العام الماضي شهدت احتكاكات بين المصلين والأهالي الذين حاولوا منع دخول الشيعة إلى ضريح جعفر الطيار، بعد أيام من تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في مشهد متلفز أثار غضب ملايين العرب والمسلمين. تلك المواجهة استدعت تدخل رجال الأمن لفرض النظام.
يذكر ان غالبية سكان الأردن، المقدر عددهم ب 5،8 ملايين نسمة، مسلمون سنّة، يكن الكثير منهم احتراما وتعاطفا مع الرئيس العراقي السابق.
ويقيم في الأردن زهاء نصف مليون عراقي، 80 منهم من العرب السنة.
يذكر أن 20 ألف شيعي عربي- غالبيتهم من العراق- زاروا الأضرحة العام الماضي، وفي الإجمال استضافت هذه المواقع الدينية 150 ألف زائر منذ مطلع الألفية.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/7198023.stm
نموذج من الحب الوهابي لأهل اليت عليهم السلام !! ..
أمير المؤمنين يزيد بن معاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
يزيد بن معاوية لم يكن بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك ، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات .
و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة رحمهم الله أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .
و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .
اقوال العلماء في يزيد
ابن العربي
* اعتراف ابن العربي مزايا خطوة معاوية لتولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه .
: العواصم من القواصم (ص228-229 )
* يقف الناس على حقيقة حاله ( يقصد يزيد ) كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم . حاشية العواصم من القواصم لابن العربي (ص221).
*رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع ، إذ يقول : دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية ، فقال : أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد ، لا أفقه فيها فقهاً ، ولا أعظمها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : و أنا أقول ذلك ، و لكن و الله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق . العواصم من القواصم (ص231) .
*أما عن تناوله المسكر و غيرها من الأمور قلت : هذا لا يصح كما أسلفت و بينت رأي ابن الحنفية في ذلك - و هذه شهادة ممن قاتل معاوية مع أبيه ، فأحرى به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه و ولده - .
و قلت أيضاً : إن هذا لا يحل إلا بشاهدين ، فمن شهد بذلك ؟ وقد شهد العدل بعدالته ، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (ت 147هـ) قال الليث : توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا ، فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم و انقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك ما قال : إلا توفي يزيد . العواصم من القواصم لأبن العربي (ص232-234) .
*هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه و عظم منزلته في الدين و ورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه . أنظر : العواصم من القواصم (ص245) لأبن العربي.
*هذا يدل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة و التابعين الذين يقتدى بقولهم و يرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! و إذا سلبهم الله المروءة و الحياء ، ألا ترعوون أنتم و تزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحدة و المجّان من المنتمين إلى الملة . العواصم من القواصم (ص246) .
" .... محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول :: وقد حضرته وأقمت عنده فرأيتهُ مواظبا على الصلاة،مُتَحَرِياً الخير،يسأل عن الفقه،مُلازماً للسنة."محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه(البداية والنهاية) أبو بكر بن العربي رحمه الله
(العواصم من القوام)
ابن خلدون
الذي كان أقواهما حجة ، إذا يقول : والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل و العقد عليه - و حينئذ من بني أمية - ثم يضيف قائلاً : و إن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك ، و حضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب منه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، و عدالتهم مانعة منه . المقدمة لابن خلدون (ص210-211) .
يقول في موضع آخر : عهد معاوية إلى يزيد ، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ، مع أن ظنهم كان به صالحاً ، ولا يرتاب أحد في ذلك ، ولا يظن بمعاوية غيره ، فلم يكن ليعهد إليه ، و هو يعتقد ما كان عليه من الفسق ، حاشا لله لمعاوية من ذلك . المقدمة (ص206) .
أبو حامد الغزالي
عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية ، هل يحكم بفسقه أم لا ؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟ فلينعم بالجواب مثاباً .
فأجاب : لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، و من لعن مسلماً فهو الملعون ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان ، - المسند (1/405) و الصحيحة (1/634) و صحيح سنن الترمذي (2/189) - ، و كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت فلعنتها ، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة ، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) - ، و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة فقال : ما أعظمك و أعظم حرمتك ، و المؤمن أعظم حرمة منك ، و هو حديث حسن ، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام للشيخ الألباني (ص197) - ، و قد صح إسلام يزيد بن معاوية و ما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به ، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام و قد قال الله تعالى{اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }[الحجرات/12] ، و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به ، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق ، فإن من كان من الأكابر والوزراء ، و السلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله و من الذي رضي به و من الذي كرهه لم يقدر على ذلك ، و إن كان الذي قد قُتل في جواره و زمانه و هو يشاهده ، فكيف لو كان في بلد بعيد ، و زمن قديم قد انقضى ، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد ، و قد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً ، و إذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به . و مع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، و إذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة و الكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. و لم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}[الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى . و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع ، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن إبليس ؟ و يقال للاعن : لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون ، و الملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك علوم الغيب ، و أما الترحم عليه فجائز ، بل مستحب ، بل هو داخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنه كان مؤمناً و الله أعلم بالصواب . قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59) .
ابن الصلاح
لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك ، و أما سب يزيد و لعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ، و إن صح أنه قتله أو أمر بقتله ، و قد ورد في الحديث المحفوظ : إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/479) -، و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، و إنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام .
شيخ الإسلام ابن تيمية
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان و وسط ، فأحد الطرفين قالوا : إنه كان كافراً منافقاً ، و إنه سعى في قتل سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم و انتقاماً منه و أخذاً بثأر جده عتبة و أخي جده شيبة و خاله الوليد بن عتبة و غيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب و غيره يوم بدر و غيرها ، و قالوا تلك أحقاد بدرية و آثار جاهلية . و هذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر و عمر وعثمان ، فتكفير يزيد أسهل بكثير . و الطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً و إماماً عدل و إنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم و حمله بيده و برّك عليه و ربما فضله بعضهم على أبي بكر و عمر، و ربما جعله بعضهم نبياً .. و هذا قول غالية العدوية و الأكراد و نحوهم من الضُلاّل . و القول الثالث : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان و لم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة . ثم افترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته و فرقة أحبته و فرقة لا تسبه ولا تحبه و هذا هو المنصوص عن الأمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين . سؤال في يزيد (ص26).
*هذا لا يتعارض مع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية نقلاً عن الإمام أحمد عندما سُئل أتكتب الحديث عن يزيد ، قال : لا ، و لا كرامة ، أوَ ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل . سؤال في يزيد (ص27) .
و كان رفض الإمام أحمد رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ليس دليلاً على فسقه ، و ليس كل مجروح في رواية الحديث لا تقبل أقواله ، فهناك عشرات من القضاة والفقهاء ردت أحاديثهم و هم حجة في باب الفقه . في أصول تاريخ العرب الإسلامي ، محمد محمد حسن شرّاب (ص 152) .
. البداية والنهاية (8/228-229) و تاريخ دمشق (65/403-404).
فيطعنون فيه و في دينه ، فقط لأجل أن يشوهوا و يثبتوا أنه لا يستحق الخلافة ، ولا شك أنه مفضول و أن الحسين و غيره من الصحابة كانوا أفضل منه بدرجات و لهم صحبة و سابقية في الإسلام ، لكن الطعن في دينه أمرٌ غير ثابت ، بدلالة أثر ابن الحنفية الذي ذكرته آنفاً ، و هناك قول مشابه لابن عباس يثبت فيه أن يزيد براء من هذه الأقوال التي يقولونها فيه ، و هو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس و حدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس : إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس .
الإمام الذهبي
في سيره عن يزيد بأنه ممن لا نسبه ولا نحبه و أنه كان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً متناول المسكر و يفعل المنكر . سير أعلام النبلاء (4/36) .
الإمام أحمد
حدثنا إسماعيل بن علية،حدثني صخر بن جويرية عن نافع،قال: "أما بعد فإنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله،وإني سمعت رسول الله لى الله عليه وسلم يقول: ((إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة،يقال هذه غدرة فلان ،وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الإشراك بالله،أن يتابع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته)) فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرفن أحد منكم في هذا الأمر،فيكون الفيصل بيني وبينه".
افتراء اباحة المدينة
واقم بظاهر المدينة،وكانت الواقعة التي نقلها أكثر المؤرخين سنة ثلاثٍ وستين وكان قائدها مسلم بن عقبة وهو الذي قالوا عنه إنَّه استباح المدينة ثلاثة أيام يقتل فيها أهلها وأسرف جنده في السلب والنهب؛وللأسف فإن أكثر من نقلوا روايتي حريق الكعبة واستباحة المدينة،نقلوا عن رواية إخباري تالف كذاب وهو لوط بن يحيى [أبو مخنف] وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم كما قال ابن عدي ف الكامل وتركه أبو حاتم،وقال ابن معين:ليس ثقة.وقال عنه عبدالمنعم ماجد:إنَّه من الشيعة المتحمسين.
يزيد بن معاوية لشيخ الإسلام ابن تيمية،والبداية والنهاية 8/232.
المؤرخ ابن كثير
يقول الحافظ ابن كثير-رحمه الله- :
" ... وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح شيء منها.وأجود ما ورد ما ذكرناه على ضعف أسانيده وانقطاع بعضه والله أعلم"
البداية والنهاية 8/226
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم الشيباني-حفظه الله- مُعلقاً على قول الحافظ ابن كثير هذا:
"فهذا مما يدل على أن أي أحد لا يملك دليلاً صحيحاً في ذمه إلا هذه الراويات الموضوعة والضعيفة والمقطوعة؛فالأصل إذن التوقف في الذم حتى يثبت لدينا شيءٌ منها صحيح.فالترحم إذن جائز كما قال الغزالي في فتاواه لأنه من المسلمين والله عز وجل أعلم."
يزيد كان قائد جيش القسطنطينية .
وتمامه عن أم حرام بنت ملحان،عند البخاري 4/51 سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا.قالت أم حرام: قلتُ: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال:أنت فيهم.،ثم قال النبي صلى الله عليه ولم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم.فقلتُ:أنا منهم؟ فقال:لا. )) وذلك أنها ماتت في الركوب الأول مع معاوية بن أبي سفيان ودفنت هناك أي في قبرص الآن وقبرها معروف.ولم تدرك أم حرام جيش يزيد هذا.وهذا من أعظم دلائل النبوة.
أول من خدم الكعبة
ويُقال إن يزيد أول من خدم الكعبة وكساها الديباج الخسرواني.
الأمصار التي فتحت في زمنه
• فتح المغرب الأقصى – على يد الأمير عقبة بن نافع.
• وفتح سلم بن زياد بخارى وخوارزم.
خلاصة البحث
يزيد لم يأمر بقتل الحسين،ولا حمل رأسه إلى بين يديه،ولا نكت بالقضيب ثناياه بل الذي جرى منه هو عبيدالله بن زياد كما ثبت في صحيح البخاري،ولا طيف برأسه في الدنيا،ولا سُبي أحدٌ من أهل الحسين؛بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه * ،فأشار أهل العلم والنُصح بأن لا يقبل منهم،فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل،فرجع أكثرهم عن كتبهم،حتى قُتل ابن عمه،ثم خرج منهم عسكرٌ مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلوماً شهيداً أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
ونحن لا نقول في يزيد إلا كما قاله شيخ الأسلام ابن تيمية كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان و لم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة
اعلم اخى الكريم أن الله سبحانه وتعالى لن يسألك عما سطره التاريخ بين معاوية أو يزيد والحسين ولكن يسأل عما عملت لنفسك وماذا اعددت لأخرتك وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال ( يبصر القذاة في عين أخيه وينسي جذع النخله في عينه) فلا تنشغل يا عبدالله بذنوب العباد وتنسي نفسك
هذا وبالله التوفيق .. اخوكم المستعين بالله
http://www.ansaaar.com/mkalat/3.htm