تسعيرة الاعتداء والقتل حسب العرف العشائري في العراق

كل شيء في العراق له سعره وحسب نوع الفعل او العمل ومثال على ذلك ان المجرمين من عصابات القتل والارهاب وصل سعر القتل فيها للعراقي المظلوم خمسين الف دينار وهذا ارخص سعر للقتل في العالم فيما اذا قارنا الدينار بالدولار !! بل ان هناك قتل في العراق مجاني كما حدث مع قتل الطفل ذو الخمس سنوات بعد ان امتنع اهله عن دفع الفدية عنه !!! والحمد لله ان الشرطة قد القت القبض على هؤلاء المجرمين الذين لا يرحمون حتى الطفولة البريئة من اجرامهم وخستهم ودونيتهم 0 ولكن في العرف العشائري العربي في العراق فان قوانين القتل تكاد تكون متفق عليها في جميع العشائر بينما هناك امور في غاية الغرابة وهي لا تقارن بالقتل الا ان سعرها يفوق عشر مرات سعر القتل وهذا من غرائب الامور ولا ادري كيف تم تصنيف ذلك في الحكم العشائري وسوف أذكر بعضها على سبيل الحصر 0 كنت جالس في مضيف عشيرتنا في ارياف مدينة الحي وكانت هناك مشكلة عشائرية بين عشيرتنا واحد العشائر المعروفة في الحي ودار الحديث عن تلك المشكلة حيث علمت بأن دية القتيل تصل من مليونين دينار وحتى خمسة ملايين دينار اي اما الف وخمسمائة او اربعة الاف دولار وبرغم ان الانسان اغلى الموجودات يعتبر المبلغ بسيط جدا ولكن العجيب في العرف العشائري ان الراشدي او المحمودي او الصفعة تكلف الصافع خمسة ملايين دينار !! وهذا شيء غريب اي الصفعة تقابل دية قتيلين ونصف بمعنى ان الاخ لو يقتل الشخص افضل له من ضربه صفعة او راشدي معدل !!! وتعالوا معي الى حادثه تكاد تكون اغرب من الخيال وهي حقيقية حدثت في مدينة النعمانية ورواها لي الشخص الذي وقعت معه هذه الحادثة الغريبة وهو من عشيرة القريش حيث كان يقود سيارته في النعمانية فخرج طفل يركض وكاد يدهسه لكن الله نجاه فخرج السائق ليطمئن على الطفل وكان والد الطفل قد ان انحنى على طفله مما كان انحنائه سبب بسقوط عقاله على الارض وبما ان عقاله سقط على الارض معنى ذلك ان السماء وقعت على الارض فما كان من والد الطفل الا ويقول للسائق أنا وانت كوم ) وهذا معناه في العرف العشائري انها الحرب ولم تنتهي هذه الحرب الا بدفع السائق مبلغ عشرين مليون دينار اي ما يعادل عشرة قتلى واجلائه من مدينة النعمانية وهو الان في مدينة الكوت خوفا على حياته برغم انه دفع هذا المبلغ الكبير0 والمضحك المبكي ان السائق ووالد الطفل هم من نفس العشيرة كريشات !!! ولا ادري على اي مقاييس بنية هذه الاحكام العشائرية فهل يعقل ان قتل الانسان ارخص بعشر مرات من سقوط عقال وبطريق الصدفة 0 واني انصح الاخوة المغتربين في حال وصولهم للعراق ان يتجنبوا الناس قدر المستطاع لان هناك من ضعاف النفوس من يتخذ من هذه الامور للارتزاق من المال الحرام ؟؟ ولعنة الله على هذا الزمان الاغبر الذي يجعل من الصفعة وسقوط عقال اغلى من دم العراقي المظلوم 0 وحسب مقارتني بان صفعة العراقي هي اغلى صفعة في العالم واذا صادف اخي المسافر للعراق واجبرت على ضرب احدا صفعة اطلق ساقيك للريح او احمل معك مبلغ خمسة ملايين دينار دائما تحسبا للطواريء لان تسعيرة الاعتداء والقتل في العراق حسب العرف العشائري تجارة مربحة وياويله الذي ليس له عشيرة في العراق تطالب بحقه في حالة ضربه راشدي معدل او محمودي ترس الخد 0 كفانا الله واياكم شرور هذه الاحكام العشائرية قولوا امين 000


سيف الله علي

ليس هناك شيء عفر تأريخ الاسلام بالتراب غير العشاير والتعصب القبلي والثارات القبلية والجنون القبلي .. الذي صدر و يصدر من ابناء العشاير يكون في الغالب بلا موجب .. بأستطاعة عشيرتين في العراق ابو الحضارات ان تغلقا في نزاع سخيف منافذ المدينة و سد الطرق وتنصب كل عشيرة سيطرات بحثا عن الاعداء من العشيرة الاخرى و يسأل جنود العشيرة الرعنان الخوثان ركاب السيارات عن هوياتهم و يتفحصون الوجوه بحثا عن المطلوبين !! قبل مدة اختصم الكرامشة والحلاف في البصرة واستخدمت الاسلحة الخفيفة والثقيلة واغلق الشارع العام .. وصار المواطن العادي مضطرا للمجازفة واقتحام الشارع لأنه يرى انتظار انتهاء هذه المهزلة العراقية امرا مستحيلا .. و من جنون العشاير انها تقتل اي شخص من عشيرة القاتل .. ذلك مبلغ الكلاب من العلم .. قتلوا مهندس وأباه لأنهم عجزوا عن استهداف القاتل السربوت .. وصار ابن العشيرة يخشى ان يقتل بجرم يرتكبه فرد من عشيرته ومن عادة المذنب ان يفر بجلده و لا يبلغ عشيرته بأن مطلوب امنيا من قبل ابناء عشيرة اخرى .. هذه السفالات تجري في العراق الديمقراطي و لا أمل بأن تعتمد الحكومة سياسة العصا والجزرة مع القبايل النافرة عن المعنى الانساني والديني .. لابد ان تعتمد الحكومة العراقية سياسة تضمن السيادة المنتهكة من قبل نظام قبلي صارم يستخدم حتى الصواريخ في نزاعاته الستريلا والهاون و غيره اصبح من معدات العشيرة للحفاظ على الشرف و هم بلا شرف .. لأن شرف المرء التزامه بدينه و تشيعه و انصياعه لثوابت الشريعة و توصيات المرجعية .. ان الشريف ليس من يقبع يخنس في زمن صدام و حين ينحسر المد الكاسر و ينزاح كابوس ابن صبحة فتراه بدلا من دعم حكومة تمنحه حتى حرية القتل وحرية النذالة يجير وظيفته في الدولة لصالح العشيرة .. شرطي يهد مع عشيرته بصفته الرسمية لا القبلية الخايسة .. حقيقة لا بد من نزع سلاح تلك العشاير و استمالتها بالمال والعصي والسياط .. فهولاء المجانين لا ينفع معهم الاحترام .. و يسجل هنا ان العراقي سابقا كان يعجب من مجريات و حوادث قبلية تجري في اليمن و غيرها من البلدان و الآن صرنا نعجب من كوارث القبلية المقيتة في بلاد تزعم انها اهم وأقدم حضارة وأنها علمت الناس القراءة والكتابة فيما الامية الانسانية والاخلاقية والوجدانية معشعشة في القلوب المغلقة