جيش المهدي (اسد) على العراقيين و(ارنب) امام الامريكيين!!
سلام عاشور
في هذا الزمن الردئ الذي يتحول فيه (جيش القدس) الصدامي الى (جيش المهدي) الصدري لاغرابة ان يزعم (القائد المفدى) كما يسميه حاشيته من المضلليين والمدلسين، بانه انما استهدف وجيشه لانه كان ضد الاحتلال ولانه يتزعم المقاومة لاخراجه من البلاد.. وانه لن يتوقف في حربه(المفتوحة) حتى يتحقق (التحرير) الشامل! وانه جيشه ايضاً سيظل شوكة في عيون المحتلين!! وانه سيجعل من نهارهم ليلاً.. وانه لن يوقف الجهاد ضد الاحتلال حتى (تتحرر) العراق وفلسطين وافغانستان وامريكا اللاتينية والتبت ايضاً.
فـ(القائد المفدى) عولمي الجهاد وشعاراته المرفوعة (مقاومة بلا حدود)!! و(حرباً حرباً حتى النصر) و(يا اهلا بالمعارك!!) وغير ذلك مما يذكرنا بـ(القائد الضرورة) وعنترياته الفارغة والكاذبة.
استمعت قبل ايام الى بيان السيد مقتدى الصدر، ولم اصدق ما سمعت، لان ماقاله غير موجود وغير معروف! وظننت اني في حالة من التشويش اذ ربما ان يكون البيان الذي القاه نيابة عن السيد مقتدى قد حرفه او زوره! ولكن، حين قرأت البيان كلمة كلمة فجعت بما ورد فيه من بطولة لا اساس لها، وشجاعة لم يعرفها احد عن (المقاومة الحواسمية).. وقلت في نفسي ما للرجل؟ كيف يقول هذا الذي قاله، وتعالوا اقرأوا معي فقرة من البيان الخرافي.
يقول (القائد المفدى) متألما على ما يتعرض له جيش المهدي ومتسائلاً: (( هل ان ذنبهم هو (المقاومة) وهي الشرف والعزة في الدنيا والاخرة..))! عن اية مقاومة يتحدث (سماحته) وما هي المعارك التي خاضتها؟ واين كانت تلك المعارك؟ وكل ما يعرفه العراقيون ان جيش المهدي كان الوليد غير الشرعي لاولئك الذين كانوا اشداء على العراقيين والشيعة على وجه التحديد من بقايا اجهزة المخابرات والاستخبارات العسكرية والامن والامن الخاص؟ وهؤلاء (الابطال المقاومين) كما يصفهم (سماحته) لم نسمع عنهم انهم تصدوا لقوات الاحتلال لا في الارض ولا في البحر ولا في الجو، فمن اين جاءنا (السيد القائد) بهذه البطولات؟ وليدلنا او يذكرنا ببيان واحد صادر عن جيش المهدي طوال السنوات الخمس الماضية عن معركة واحدة خاضها هذا (الجيش العرمرم) مبينا ما الحق بالمحتل من خسائر من رجال وسلاح؟ ثم هل نسى سماحته بياناً له كان قد اصدره قبل عام دعا فيه جيش المهدي بعدم رفع السلاح بوجه الشرطة والجيش العراقي وقوات التحالف، نعم قوات التحالف حتى وان كان ذلك دفاعاً عن النفس؟!
وعلى اساس البيان السابق، والذي امر به سماحته بعدم الدفاع عن النفس ، اليس من حقنا ان نسأل: هل هذه هي المقاومة الباسلة التي يتحدث عنها؟ اذا كانت لاتدافع حتى عن نفسها فكيف تستطيع ان تطرد المحتل؟ وبالله عليك ياسماحة (السيد) هل انت فعلاً مصدق لما تقوله؟ وهل تعتقد ان ذاكرة العراقيين منخورة – كعقول بعض الناس- حتى ينسوا ما قلته قبل عام ليصدقوا اليوم ان جيش المهدي كان حاضراً في ساحة المقاومة؟
وارجو ان لايضيق صدر سماحته من اسئلتي الكثيرة لاسأله مره اخرى: لماذا تصر على ايذاء الشيعة وتسيء اليهم وقد كانوا لاهلك احبة؟ الم تسمع امر الله سبحانه وتعالى ((وما جزاء الاحسان الا الاحسان))، فهل احسنت الى اتباع اهل البيت وانت ترى جيشك يحصد رقابهم وينهب اموالهم ، ويعتدي على اعراضهم؟ اهذا جزاء الاحسان ياسيد مقتدى!.
واذا كنت لاتعلم، ويفترض بك ان تعلم، وهذا واجبك الشرعي والاخلاقي، فاني اقول لك من باب العلم : ان جيش المهدي كان وبالاً على العراقيين، ولم يتضرر منه غير اهل البلاد، وكانت معاركه ضدهم وليس ضد المحتل كما يزعم البعض، اضيف الى تلك النصيحة نصيحة اخرى، اذا كنت فعلاً مؤمناً بخط الشهيدين الصدرين الاول والثاني.. فاجلس في بيتك وانشغل بعبادتك، فانت لا تصلح للسياسة، لانك لاتملك مقومات القائد السياسي.. وقد كذبوا عليك واستغلوا اسمك واسم ال الصدر.
واذا كانوا يقولون لك بانهم يحاربون المحتل فلا تصدقهم، واذا كنت تحتاج الى دليل على كذبهم، فعليك ان تقرأ تصريحات الدكتور اياد علاوي يوم الاثنين 21/4/2008 اذ قال ما نصه: (( التيار الصدري طلب مني التوسط لدى القوات الامريكية لايقاف العمليات العسكرية ضدهم))، وقد قال الدكتور اياد علاوي هذا الكلام في المؤتمر صحفي ومن على شاشات التلفزة وامام الجميع، وهو صادق فيما يقول، انه التقى وفداً من التيار الصدري وطلبوا منه ذلك.. فهل بعد كل هذا يجوز ان يدعي احد بانه ((يقاوم ويتصدى ولن يوقف الحرب حتى التحرير الشامل والكامل!)) هذا هو جيش المهدي ينطبق عليه قول الشاعر ((اسد عليّ وفي الحروب نعامة)).. وفعلاً كانوا اجبن من النعامة ، كانوا يفرون كالارانب!!