صولاغ و حزبه.. جواسيس صدام في المنطقة الخضراء ؟كتابات - داود البصري
لعلها من أغرب الغرائب ، و أعجب العجائب في تاريخ الشعوب و الأنظمة السياسية في العالم في أن يتمكن عملاء و جواسيس سابقون لنظام سياسي سقط و عملوا طويلا لصالحه و أهدافه من التسلل و الهيمنة ليكونوا البديل الموضوعي للنظام الذي جندهم و خلق منهم نجوما و تجارا في عالم المعارضة العراقية السابقة الرحب الفسيح ليتحولوا بفعل البركات الأميركية و الرعاية ( الحوزوية ) المقدسة! و الدعم الإيراني المتعدد الأغراض و الأهداف لحكام ووزراء خطرين يمتلكون ملفات الأمن و المال و الإقتصاد و يفتحون السجون و المسالخ البشرية و أقبية التعذيب الرهيبة ليكرر التاريخ نفسه في العراق بصورة مأساوية فظيعة لم تحدث سابقا مع شعب من الشعوب ، و لعل غرابة الحالة العراقية تنبع من طبيعة القوى و الأحزاب السياسية و الطائفية الحاكمة و المتحكمة و التي ركبت القطار الأمريكي أسوة بما فعل النظام السابق قبل عقود ماضيات ليعودوا و يستلموا السلطة على أنقاضه ، تلك القوى العاجزة و المشتتة و الضعيفة فكريا و آيديولوجيا ماكان يتيسر لها أن تصل للسلطة لولا الإرادات الدولية التي وجدت فيها ضالتها ، و لكن تلك الإرادات قد غفلت عن حقائق مركزية عديدة كانت من ثمار و نتائج النظام السابق و المتعلقة بطبيعة الإصطفافات و القوى السياسية التي تمكنت الأجهوة الأمنية لنظام صدام حسين من إختراقها بالكامل و تجنيد عدد مهم من قيادات المعارضة السابقة سرا للخدمة لصالح المشروع السلطوي الذي ما كان يمكن لأي قوة سياسية عراقية إقتلاعه لولا القوة الأمريكية الجبارة صاحبة الفضل الأول و الأخير في كل ما جرى و يجري أو الذي سيجري في المستقبل المنظور ! ، فالوضع السياسي القلق و الهش الراهن في العراق لن يدوم طويلا ، فهنالك تحركات إقليمية و دولية و إتصالات جانبية تؤكد بأن المتغيرات في العراق ستتوالى و بطريقة قد تشكل معها مفاجآت هائلة ، فتجربتنا مع العقلية الغربية تؤكد بأنه لا شيء مقدس أو دائم في السياسة الغربية و إن الذرائع و المبررات جاهزة على الدوام لإحداث تغييرات مفاجئة قد تقلب الصورة العامة للأحداث و بطريقة مسرحية قد تفاجأ الكثيرين ، و تغلغل العملاء و الجواسيس في الجسم العراقي المعارض كان أحد أهم أسباب قوة النظام السابق الذي كان حاضرا في داخل العقل العراقي المعارض و كانت ( عيون المقر ) مفتوحة على مصراعيها لمراقبة ما يجري من خطط و تحركات و إتصالات و برامج ! ، و حكاية الوزير العراقي الإئتلافي الحالي المثير للجدل ( باقر جبر صولاغ ) الشهير سابقا ببيان جبر وزير المالية الحالي و الداخلية السابق و العضو القيادي في المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق هي واحدة من أغرب و أعجب الحكايات التي صمت عن حقائقها الجميع ! و عجز جهاز المخابرات الوطني العراقي الحالي عن فك رموزها و طلاسمها ، فهنالك وثائق من مخابرات النظام العراقي السابق وهنالك شهود أحياء معروفة عناوينهم و أسماؤهم يعمل بعضهم حتى اليوم في شركات صولاغ خارج العراق و منها ( شركة البيان لتكنولوجيا البترول ) و مقرها الرئيسي في أبو ظبي و فرعها المهم في بيروت و الذي يضم أكثر من ستين موظف و حيث أن رئيس فرع الشركة البيروتي كان واحدا من أهم و أنشط عملاء نظام صدام على الساحة اللبنانية ، و شركة البيان يرأسها محمد إبن باقر صولاغ و الذي يسبق إسمه لقب ( دكتور )!! رغم إنه لم يكمل الدراسة المتوسطة في سوريا!! فدكاترة العراق الجديد من أصحاب الشهادات ( المضروبة ) أكثر من الهم على القلب ؟ و لا أدري حقيقة كيف سكتت المخابرات العراقية الحالية و خلفها المخابرات الأمريكية عن ماضي صولاغ أو العميل رقم ( 27 ) في مكتب بيروت للمخابرات العراقية ؟ و الذي جند العديد من العناصر للمخابرات العراقية و المتورط بألف ملف و ملف مشبوه سأزيح النقاب عنها تباعا ؟ وغني عن الذكر التذكير بإن وثائق المخابرات العراقية السابقة و ملفاتها الثمينة لم يستطع أحد العثور عليها حتى اليوم بل هي محفوظة في أماكن متفرقة في عموم العراق ووقائعها تتضمن معلومات يشيب لهولها الولدان ، قإذا كانت المخابرات الأمريكية تدري بفضائح و ماضي الوزير الخطير فهي مصيبة ! و إن كانت لا تدري و أغلب الظن كذلك فالمصيبة أعظم! ، و حينما تتكلم الوثائق تخرس كل الإدعاءات الزائفة.. و موعدنا الوثائقي قريب جدا و عندها ستبيض وجوه و تسود وجوه و ترى أهل المنطقة الخضراء سكارى بملفات الماضي العجيبة و الفضائحية... و جواسيس المنطقة البغدادية الخضراء يظل صولاغ حالة فريدة و نوعية غريبة في وضع عراقي فضائحي شامل.. لا نظير لفرادته..؟