أمل جديد.. لكشف ألغاز آلزهايمر
لأول مرة يتمكن العلماء من تأكيد تشخيص مرض يصيب ملايين البشر حول العالم بالعَتَه والتشوش كلما تقدمت بهم السن.
فالمرض المعروف باسم آلزهايمر -على اسم مكتشفه عام 1906- كان لا يمكن تشخيصه تشخيصا مؤكدا إلا بعد وفاة المريض وفحص مخه؛ لنجد بالفحص المجهري كتل متشابكة ومتجمدة من قطع البروتين التي تمثل الأعصاب الميتة، والتي تؤكد في حالة وجودها تشخيص ذلك المرض الموهن، إلا أن فريق العلماء بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس قد تمكنوا من رؤية تلك الكتل داخل أدمغة تسعة من مرضى آلزهايمر عن طريق تقنية جديدة تم اكتشافها بمحض الصدفة! كان فريق العلماء – والذين تخصصوا في مجال الطب النووي- بصدد تطوير مادة يمكنها تتبع البروتينات داخل الجسم عامة، إلا أنهم اكتشفوا أن تلك المادة –التي تم تسميتها بـ FDDNP – لها قابلية خاصة للانجذاب للكتل العصبية الميتة المفترض وجودها داخل أمخاخ مرضى آلزهايمر , و في الدراسة التي تم نشرها في الدورية الأمريكية للطب النفسي الشيخوخي American Journal of Geriartic Psychiatry تم حقن مادة الـ FDDNP داخل تسعة مرضى مشخصين بمرض آلزهايمر –بعد نجاح تجربة المادة داخل حيوانات المعامل- ثم تم عمل مسح لأدمغة المرضى عن طريق التقنية المعروفة باسم المسح الطبقي بانبعاثات البوزترون Positron Emission Tomography Scan الذي من خصائصه إظهار كيفية عمل الأنسجة عن طريق قياس استخدامها للسكر كمصدر للطاقة.
وكانت سعادة الفريق غامرة عندما ظهرت بالفعل إصابات في نفس مناطق المخ التي تظهر بها إصابات آلزهايمر.
بل وقد حدث أثناء فترة بحث الفريق وفاة أحد المرضى التسعة؛ وهو ما أتاح لهم فحص مخه مجهريا بعد الوفاة، فتأكد تشخيص مرض آلزهايمر وبالتالي نجاح التجربة، ومع أنه يعدّ بحثا مبدئيا بسبب قلة عدد المرضى الذين تم تجربة التقنية الجديدة عليهم، إلا أنه يفتح المجال أمام تشخيص المرض تشخيصا مبكرا؛ وهو ما قد يعطي فرصة لتجربة بعض الأدوية لإيقاف تطور المرض في بداياته.
كما أنه قد يفتح الفرصة أمام الباحثين لدراسة تأثير بعض أنواع العلاج على المرض.