المرجعية الحضارية وتحديات الواقع أزمة من في المجتمع؟؟
كل مشروع مرجعية جديدة يريد أن يتصدى للواقع الإسلامي ,له مواصفات صارخة تميزه عن باقي مشاريع المرجعية الأخرى ,التميز هنا قد يتصل بمسألة التجديد الفكري والثقافي والفقهي والحركي والسياسي في حركة التنظير لمشاريع الواقع الإسلامي , فمسألة التفريق في مشاريع المرجعية الناهضة والمتحدية التي تحمل هموم أمة وطموح الملايين الإسلامية ومدى استيعابها لمشاكل الحياة المتحركة تحتاج لوعي ثقافي على مستوى كل شيء في الحياة,
حركة المرجعية لها دور وموقع بارز في حركة التشيع بل الواقع الإسلامي من حيث طبيعةالصفات والعوامل والتاريخ الجهادي التي تمتلكها في داخلها ,,,وكما نعلم أن تاريخ المرجعية مرتبط بتاريخ الحركة الرسالية للأنبياء والأئمة الأطهار ..من خلال دوائر حجمها وموقعها وتأثيرها وصلاحياتها,, تبقى مسألة مهمة ترتبط بالظروف والذوق والادراكات البشرية والبيئة الثقافية التي تمثل العامل الرئيسي والفارق في نقل المرجعية إلي تبوأ المكان في الوجدان الشعبي وحركة المجتمع خاصةً إذا كان يحمل قائدها حس حركي ونزعة التنافس والتدافع الاجتماعي..وأطلاله على واقع المتغيرات الموضوعية والذاتية لدورها وحركتها..
أن الترابط الطبيعي بينهم والعلاقة التصاعدية بين المرجعية والجماهير مرهون هنا بمدى حظور الوعي الحركي لصاحب المشروع المرجعية المعاصر ..في مسألة قضايا الجماهير وأجندته المستقبلية, وتفاعله المتواصل...لأن المرجعية لايمكن أن تعيش من دون جماهير,والجماهيرلايمكن أن تعيش بدون مرجعية,لأن الإنسان المسلم ينتمي إلي تراث ديني يحثه في الرجوع إلي أهل العلم وأصحاب الفقه على قاعدة رجوع الجاهل إلي العالم , بالإضافة إلي عنصر السيرة العقلائية التي تقوده للبحث عن احتياجاته الفطرية والإنسانية..للمجتمع والفرد
حركة المرجعية في الواقع الإسلامي تمر بين مد وجزر في التعاطي مع القضايا الكبيرة ,وهذا الخط البياني تحكمه درجة الكفاءة العلمية والحركية والمؤسساتية,لأن حضور حركة المرجع من خلال خطابه الثقافي أمام مواجهة التحديات التي تتطلب فهم جديداً وعقل فقهي معاصر يضع لغة الأرقام في تنظيراته للحلول الاجتماعية يساهم بشكل كبير في تحديد دقة الحلول مدى مطابقتها لمقتضى المشكلة وافرازاتها ,فمن دون الانفتاح على العصر ومعرفة ذهنية يبقى مشروع المرجعية يراوح مكانة عند نقطة الحركة التقليدية في الأداء والطرح ,التي طالما عانت منها الأمة ,,وهي تصارع على بقاءها كهوية وتاريخ وحضارة ,,كمستقبل يراهن عليه الإسلاميين في مواجهتهم للمشاريع التغريب والهيمنة وبناء النهضة والتنمية والتحضر في الأمة الإسلامية .
البحث عن علاقة معاصرة بين المرجعية والجماهير لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية تتطلب جهود مكثفة لأنها ضرورة حياتية وحاجة اجتماعية أساسية إذا كانت تعتمد على لغة الموضوعية والعلمية والنقد البناء لبرنامجها وقضاياهما ,حتى يمكنهما دفع المشروع الإسلامي لقيادة العالم في تحريره من التخلف الجاثم على جسده..وإشراكه في تحديد وصياغة قراره المصيري ,على أرضية الحوار الإسلامي المسؤول..
أخوكم السلطة الرابعة