الجنود الأمريكيون يفرضون "عقوبات جماعية" على العراقيين
الجنود الأمريكيون يفرضون "عقوبات جماعية" على العراقيين
كتبت صحيفة الاندبندنت أون صنداي تقريرا تحت عنوان "الجنود الأمريكيون يدمرون محاصيل المزارعين". وتقول الصحيفة إن جنودا أمريكيين يقودون جرافات ويستمعون إلى موسيقى الجاز الصاخبة قاموا باقتلاع أشجار نخيل قديمة يرجع عمر بعضها إلى 70 عاما بالإضافة لأشجار الليمون والبرتقال في وسط العراق في إطار سياسة جديدة من العقوبات الجماعية للمزارعين الذين يرفضون الإدلاء بأسماء مقاتلين يشنون هجمات على القوات الأمريكية.
وتنقل الصحيفة عن نصيف جاسم وهو واحد من 32 مزارعا اقتلعت أشجارهم إن القوات الأمريكية قالت إن المقاتلين يختبئون وسط هذه الأشجار لكن هذا غير صحيح. في حين يقول مزارع آخر أن الأمريكيين أخبروهم عبر مكبرات الصوت وباللغة العربية إن هذا الإجراء عقاب للمزارعين الذين لا يدلون بأسماء أعضاء المقاومة العراقية النشطة في تلك الضاحية السنية التي تبعد عن العاصمة بغداد بنحو 50 ميلا.
وتقول الصحيفة إن وفدا من المزارعين الذين اقتلعت أشجارهم ونخيلهم توجهوا إلى قاعدة أمريكية قريبة يطالبون بتعويضات عن محاصيلهم التي أتلفت إلا أن الجنود الأمريكيين ردوا عليهم قائلين إن هذا "عقاب للسكان لأنهم يعرفون أعضاء المقاومة الموجودين هنا ولا يخبروننا بأسمائهم."
ويقارن أحد أعضاء هذا الوفد ما تتبعه إسرائيل مع الفلسطينيين من فرض عقوبات جماعية بما تفعله القوات الأمريكية الآن في العراق.
وتضيف الصحيفة إن العراقيين لا يمكنهم الإفصاح عن أسماء من يشنون الهجمات على القوات الأمريكية لأن هذا يعرضهم لخطر شديد حيث يعرف جميع سكان البلدة بعضهم البعض وتربطهم علاقات أسرية وبالتالي لا يمكنهم الإبلاغ عن أفراد أسرهم أو أقاربهم.
أما صحيفة الصنداي تلجراف فتكتب تقريرا حول قرب محاكمة علي حسن المجيد الشهير ب"علي الكيماوي" وتقول إن قوات التحالف صرحت بإمكانية تقديمه لمحكمة حرب في غضون عام مع عدد آخر من كبار المسؤولين العراقيين السابقين.
وتقول الصحيفة إن هناك مشاورات لتشكيل هيئة، على غرار لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب إفريقيا، للتعامل مع مرتكبي الجرائم الأصغر والتي ارتكبها الآلاف من أعضاء حزب البعث وأجهزة الأمن التابعة للنظام السابق.
وقال مسؤول من قوات التحالف إن هذه الهيئة ستحاكم المسؤولين عن تعذيب المساجين أو الإبلاغ عن قيام أقاربهم أو أصدقائهم بانتقاد النظام الحاكم وهو عدد كبير جدا من الناس لا تتمكن المحاكم من التعامل معهم.
وعن العراق أيضا تكتب صحيفة الأوبزرفر عن الحملة التي يشنها الرئيس الأمريكي جورج بوش لرسم صورة أفضل للوضع في العراق مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية التي يأمل في فوزه بها.
وتقول الصحيفة إن بوش أعلن في خطابه الإذاعي الأسبوعي إن الأمور في العراق "تحقق تقدما" على الرغم من السيل المتدفق من الأخبار السيئة التي تحملها عناوين الصحف يوميا.
ويحاول بوش أن ينفذ من وسائل الإعلام الرئيسية في البلاد التي تتهمها إدارته بالتركيز على عدد القتلى والمقاومة العراقية. ومن الأساليب التي يتبعها بوش، الذي انخفضت شعبيته إلى 49 في المئة وهي أدنى نسبة يحصل عليها منذ توليه الرئاسة، لتحقيق هذا الهدف وفقا للصحيفة محاولته نقل الصورة الجيدة عن الموقف في العراق إلى الصحف ومحطات التلفزيون المحلية بعيدا عن وسائل الإعلام في واشنطن.
وتقول الصحيفة إن الوضع في العراق أصبح ورقة رابحة في يد الديمقراطيين الذين يركزون على عدد القتلى من القوات الأمريكية وتكاليف الحرب.
أما عن الوضع المتوتر في الشرق الأوسط بين إسرائيل من ناحية والفلسطينيين وسورية من ناحية أخرى تكتب صحيفة الصنداي تايمز قائلة إن قادة الجماعات الفلسطينية المسلحة التي تتخذ من سورية مقرا لها حذرت من أنها ستواصل هجماتها ضد الأهداف الإسرائيلية مما يزيد من الضغوط التي يتعرض لها الرئيس السوري بشار الأسد.
وتقول الصحيفة إن الغارة التي شنتها إسرائيل على أهداف بالقرب من العاصمة السورية دمشق زادت من الضغوط على الأسد. فعلى الرغم من أن البعض كان يعتبره ليبراليا عندما تولى السلطة إلا أنه اضطر لاعتناق أفكار المساعدين المحافظين الذين كانوا يعملون مع والده.
ويبدو أن الأسد مصمم الآن على اتباع نفس السياسة المتشددة التي كان يتبعها والده ضد إسرائيل وأن يحافظ على تأييده لجماعتي الجهاد الإسلامي وحماس.
وتقول الصحيفة إن الضغوط التي تضعها واشنطن على الأسد تزيد موقفه صعوبة، فلا يمكنه القيام بأي تنازلات حتى لا يبدو وكأنه يخضع للضغوط الأمريكية.
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/...00/3184762.stm
منشور 2003/10/12 07:37:45 GMT