التهاب الأسعار وراء احتراق البرلمان المصري
التهاب الأسعار وراء احتراق البرلمان المصري
مصادر
http://wasatonline.com/images/stories/all/3/a07.jpg
استقبل مصريون احتراق مبنى البرلمان المصري خصوصا الغرفة الثانية (مجلس الشورى) وبعض حجرات من الغرفة الأولى (مجلس الشعب) بإطلاق سيل من النكات و"القفشات" الساخرة في مكان الحدث، وعلى مواقع الانترنت، والمدونات المختلفة، مشددين في نكاتهم على مسؤولية البرلمان عن قرارات رفع الأسعار التي احترقت مع المبنى، والفشل الحكومي في تأمين أحد أهم المباني السيادية في وسط القاهرة وغياب الأمن الصناعي.
وأطلق عشرات الشباب الذين التفوا حول منطقة الحريق الذي أمتد من الساعة السادسة الثلاثاء حتى الخامسة من الأربعاء، نكاتا وقفشات حول الحريق، الذي هددت الشرارات المتطايرة منه مباني حكومية أخرى، تسخر من نجاح المصريين في عبور قناة السويس وهزيمة إسرائيل عام 1973 في ست ساعات في حين أستمر إطفاء حريق البرلمان ما بين 11- 16 ساعة، وفق التعليقات المختلفة، فيما تمنى آخرون من المدرسين الغاضبين من قرارات وزارتهم أن يطال الحريق وزارتهم، ومن الغاضبين على جباية الضرائب أن تحترق مصلحة الضرائب، التي اشتعلت فيها بالفعل نيران تم محاصرتها سريعا، وأعربوا عن خشيتهم من فرض ضرائب جديدة لإصلاح ما أفسده الحريق".
وتبنى البرلمان الذي تسيطر عليه أغلبية من الحزب الوطني الحاكم في غضون الشهور القليلة الماضية، سلسلة من القرارات لرفع أسعار الوقود والسلع الأخرى، ما ألهب أسعار غالبية السلع الغذائية خصوصا في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية في السوق العالمي، ما أثار غضبا شعبيا بين العديد من فئات الشعب المصري الأكثر فقرا والذين يتراوح عددهم بين 20 - 40 في المائة من جملة السكان.
وكان حريق شب بعد عصر الثلاثاء بعدد من الحجرات الخشبية الموجودة فوق سطح الدور الثالث بمقر مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) الذي كان مقرا سابقا لوزارة الأشغال، وهو مبنى عتيق مبني من الخشب وعمره يزيد على 120 عاما، ما أدى إلى اشتعال النيران في مبنى المجلس بأكمله، وامتدت لبعض حجرات مبنى مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) المجاور له، وشاركت في إطفاء الحريق ثلاث طائرات للجيش المصري وقرابة 100 سيارة إطفاء مختلفة، بيد أن الحريق ظل مشتعلا بعد إخماده عدة مرات حتى الأربعاء.
وتسبب الحريق في فوضى مرورية في المنطقة انعكست على عدة طرق أخرى بسبب غلق المحاور قرب البرلمان لإخلائها لسيارات الإسعاف والإطفاء، فيما توافد كبار مسؤولي البرلمان ووعدوا بإعادة بناء المبنى بنفس مواصفاته التاريخية وذلك بأحدث أساليب البناء.
وأدت النيران المشتعلة لعدة ساعات وأطنان المياه التي ألقيت على المبنى من الطائرات وعربات الإسعاف، الى سقوط أسقف المبنى الذي لم يتبق منه سوى طابق واحد تقريبا من ثلاثة طوابق وحوائط خارجية بلا أسقف، فيما سمعت أصوات انفجارات كبيرة قيل أنها أصوات انفجارات أجهزة التكييف وأنابيب الغاز في مكاتب ومطابخ المجلس نتيجة الحريق.
وأستبعد وزير الداخلية المصري حبيب العادلي الأربعاء أن يكون الحريق بفعل فاعل، كما استبعد وجود عمل "إرهابي" في حريق المبنى الذي يعود الى القرن التاسع عشر ميلادي. بحسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط.