توعدت «الكردستاني» بردّ مزدوج على «عملية هكاري» ... تركيا ........
أنقرة الحياة - 05/10/08//
توعد الرئيس التركي عبدالله غُل حزب العمال الكردستاني برد قاسٍ على هجومه الذي استهدف مخفراً للجيش التركي على الحدود مع العراق وايران في منطقة هكاري، وأسفر عن مقتل 15 جندياً تركياً و23 من عناصر الكردستاني واعتبر جنديان في عداد المفقودين، بحسب قيادة الأركان التركية.
وقال غُل إن مكافحة الإرهاب في تركيا ستستمر بزخم كبير مهما كلف ذلك من ثمن أو وقت.
وقطع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان جولته في آسيا الوسطى وعاد ليترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس مكافحة الإرهاب مع عدد من وزرائه ومسؤولين أمنيين وعسكريين، للبحث في سبل الرد على عملية الحزب الكردستاني ومنع تكرارها.
وركز الاجتماع على منح الجيش صلاحيات طالب بها مجدداً وكان حُرم منها قبل أربع سنوات من خلال تطبيق إصلاحات الاتحاد الأوروبي السياسية المتعلقة بحقوق الإنسان في ما يتعلق بعمليات التفتيش والمداهمة. لكن رئيس الوزراء شدد على ضرورة بقاء هذه الصلاحيات محدودة لئلا تؤثر في سجل تركيا الأوروبي.
وبدا ان المجتمعين يميلون الى ضرورة عدم اتخاذ أي خطوات عقابية ضد أكراد تركيا كنتيجة لهجمات الحزب الكردستاني، والفصل بين المواطنين الأكراد وتصرفات الحزب المسلح، بل الرد على هجماته بمزيد من الانفتاح الاقتصادي الذي قد يتبعه أيضاً انفتاح سياسي على أكراد تركيا.
ونددت رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان أمس بهجوم المتمردين الأكراد، مؤكدة ان الاتحاد يقف بحزم الى جانب أنقرة في مواجهة حزب العمال الكردستاني.
إشعال فتنة
وذكر مسؤول تركي لـ «الحياة» طالباً عدم ذكر اسمه، أن الحزب الكردستاني يهدف من خلال هجماته الى إشعال الفتنة بين الأكراد والأتراك وجرّ أنقرة الى ردّ عقابي يزيد الهوة بينها وبين المواطنين الأكراد، وهذا ما يجب أن تتجنبه حكومة أردوغان. لكن مصادر الحكومة رفضت الكشف عما اذا كان تمّ بحث الخروق الأمنية التي أدت الى سقوط هذا العدد الكبير من الجنود في هجوم واحد، خصوصاً أن المخفر المستهدف يفترض أن يكون من المخافر الأشد تحصيناً نظراً الى قربه من الحدود التي تعرضت سابقاً لهجمات مماثلة، اذ شنّ الحزب الكردستاني هجوماً مشابهاً في 21 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي على مخفر ضاغلجه الحدودي وقتل 13 جندياً واعتقل 8 آخرين.
وهو ما يبدو انه تكرر ثانية في هكاري علماً أن الجيش الأميركي زوّد الجانب التركي بصور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمجموعة المهاجمة قبل بلوغها موقع الاشتباك، بحسب اعتراف قيادة الأركان.
وكانت مجموعة من عناصر الحزب الكردستاني هاجمت ظهر أول من أمس مخفر أق توتون قرب الحدود مع ايران والعراق. واستمر الاشتباك أكثر من 8 ساعات.
ومن المقرر أن يناقش البرلمان التركي غداً تجديد الإذن السنوي للجيش لشن هجمات على معاقل الحزب الكردستاني في شمال العراق. وفيما تتوقع مصادر عسكرية تركية شن غارات جوية قوية ومكثفة قريباً على معاقل الحزب ومعسكراته في شمال العراق، الا انها تستبعد احتمال القيام بعملية برية مماثلة للحملة التي نفذتها في شباط (فبراير) الماضي واستمرت ثمانية أيام، لأن ذلك يستلزم تنسيقاً مع واشنطن وبغداد وأربيل، الامر الذي يبدو غير ممكن قبل حلّ تركيا مشاكل الفجوات الأمنية داخلياً، ومع عودة الفتور الى العلاقة بين أنقرة وحكومة أربيل على خلفية الخلاف حول كركوك.