علماء الشيعة تصدّوا لادعاءات القرضاوي.. وانتقدوا "قرصنة" 300 موقع شيعي...
علماء الشيعة تصدّوا لادعاءات القرضاوي.. وإنتقدوا "قرصنة" 300 موقع شيعي...
الخميس 02-10-2008
بقلم " شيخ خالد الكلابي
ردا على تصريحات (القرضاوي ) الأمين العام لأتحاد علماء المسلمين والتي هاجم فيها المسلمين الشيعة ووصفهم بأنهم (( مسلمون ولكنهم مبتدعون )) ومحذرا من انتشار المد الشيعي في العالم فقد تصدى عدد من علماء الشيعة الرد على هذه التصريحات ومهاجمين ماقام به انصاره من ضرب مايقارب (300) موقع الكتروني شيعي .
فقد أكد آية الله ناصر مكارم الشيرازي أن قيام بعض المجموعات الوهابية باختراق المواقع الالكترونية للحوزة العلمية ومكاتب مراجع التقليد في قم المقدسة، دليل على انه ليس لدى الوهابيين أي جواب منطقي امام منطق الشيعة.
واضاف السيد "شيرازي" انه لا يمكن من خلال هذه الافعال، الحيلولة دون النشاط التبليغي للشيعة، موضحا ان مثل هذا الاجراء لا يقلل من فاعلية الشيعة في التبليغ، وانما ستؤدي الى زيادتها في هذا المجال، مؤكدا انه بإمكان اي شخص ان يقوم بالتبليغ للدين على شبكة الانترنت، وتقوم فئة اخرى بالرد عليه، الا ان الوهابيين وباختراقهم للمواقع الشيعية، اثبتوا انهم لا يملكون جوابا امام الشيعة، ولا يمكنهم الرد عليهم بالمنطق.
من جهته ، رد المرجع الشيعي اللبناني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله على الشيخ القرضاوي ، مؤكدا استغرابه من أن تصدر مثل تلك التصريحات عنه، مضيفا "لم أسمع عن الشيخ القرضاوي أي موقف ضد التبشير الذي يراد منه إخراج المسلمين عن دينهم وربطهم بدين آخر، ونحن نعرف الآن أن هناك مشكلة كبرى في الجزائر، حيث تذهب فرق التبشير المسيحي من أجل التبشير بالمسيحية في المجتمع الإسلامي مستغلين الفقر الذي يعيشه المسلمون هناك ، لم نسمع منه أي حديث سلبي في هذا الاختراق، أو في اختراق العلمانيين أو الملحدين للواقع الإسلامي".
وتساءل السيد فضل الله: هل الخطورة عند الشيخ القرضاوي فيما لو أن شيعيا أقنع سنيا بالتشيع؟! هل يعتبر هذا غزوا كغزو المبشرين للمسلمين أو الملحدين؟! فما رأيه في أن بعض السنة يصدرون الآن الكتب التي تهاجم الشيعة وتكفرهم، وتعتبرهم مشركين مرتدين؟! وما رأيه بأن بعض السنة في لبنان أقنعوا بعض الشيعة بالتحول إلى المذهب السني، فهل نقول: إن هناك غزوا سنيا".
وأكد السيد فضل الله قائلا: "إنني أرسلت إليه بواسطة بعض الأصدقاء أن أعطني إحصائية عما يحدث هناك؛ بحيث إن ذلك يشكل عنوان خطر في البلدان التي ذكر أنها تتعرض لاختراق شيعي، كمصر، والجزائر، وسوريا، وغيرها، فلم يجب.. وأقول له إنك لا تملك أي إحصائية في هذا المجال، ولذلك أعتقد أنه إذا صح ما نسب إلى الشيخ القرضاوي فإنه حديث فتنة".
ولفت السيد فضل الله إلى أنه "يستوحي من كلام القرضاوي أنه يعتبر الشيعة مبتدعة"، وتساءل: "هل دخل الشيخ القرضاوي وهو الذي يحمل عنوان "رئيس اتحاد علماء المسلمين" في حوار مع علماء الشيعة ، معنا أو مع بعض العلماء الذين يحضرون المؤتمرات، في محاولة لتبيان أو توضيح هذه البدعة عند الشيعة؟
إننا لم نسمع ذلك ولم يحصل، ولكنه يطلق القول من غير دراسة علمية موضوعية تقارن بين ما كتب في الماضي وما يكتب الآن من علماء الشيعة الواعين".
أما الشيخ محمد علي التسخيري نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فقد أعرب من جانبه عن دهشته من تصريحات القرضاوي، وانتقدها قائلا: "في حين تعاني الأمة الإسلامية من إثارة التفرقة، فإن هذه التصريحات تدفع الشعوب المسلمة بهذا الاتجاه".. داعيا القرضاوي إلى التراجع عن تلك التصريحات، مضيفا "إن كلام القرضاوي ناجم عن ضغوط الجماعات المتطرفة والافتراءات ضد الشيعة"، مضيفا "بأن القرضاوي يشبه التبليغ الشيعي بالتبشير، في حين أن هذه الكلمة تستخدم فقط في التبليغ المسيحي".
وأكد الشيخ "التسخيري" على "أن هذا الكلام يتنافى مع أهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي قام القرضاوي من خلال جهوده الواسعة بتأسيسه من أجل القضاء على التعصب والتفرقة، والقيام بالدعوة إلى الاعتدال حسبما جاء في الميثاق الإسلامي للاتحاد".
وردا على وصف القرضاوي للشيعة بأنهم "مسلمون ولكنهم مبتدعون" قال: "إن القرضاوي اتهم مرة أخرى الشيعة بتحريف القرآن في حين أن هذا خطأ فاحش، وثبت أيضا عدم صحته، وهو يعلم أن علماء الشيعة في مختلف العصور ومنذ البداية أكدوا على عدم تحريف القرآن، وأن أهل البيت كانوا يعتبرون القرآن معيارا لقبول أو رفض الحديث".
من جانبه، انتقد الشيخ حسن الصفار أحد رجال الدين الشيعة السعوديين تصريحات القرضاوي، وأبدى في تصريحات نشرت على موقعه على شبكة الإنترنت "انزعاجه الكبير من دعوات بث الأحقاد والضغائن بين المسلمين".
وقال الصفار: "إننا في الوقت الذي نشيد بمواقف العلماء ودورهم في إنهاض الأمة، ومن بينهم الشيخ القرضاوي، لكننا نستغرب كثيرا من صدور تلك التصريحات الجارحة التي يقول فيها بأن أكثر الشيعة يقولون بتحريف القرآن، مما يعني زرع الانطباعات السلبية في نفوس المسلمين تجاه بعضهم البعض، ومؤداه الأخير هو الحقد الذي سيلوِّث القلوب"، مؤكدا "عدم رغبته الدخول في سجال عقيم، لكنه في الوقت ذاته يدعو الشيخ القرضاوي إلى أن يُصحح هذا الانطباع السلبي الذي أعلنه، وأن ينظر بعين العقل، فهؤلاء مراجع الشيعة وعلماؤهم في كل مكان، فهل يدلنا القرضاوي على واحد منهم يقول بتحريف القرآن؟!".
وكان قراصنة وهابيين قد تمكنوا من الاستيلاء على مئات المواقع التابعة لكبار رجال الدين الشيعة حول العالم من بينها موقع المرجع الشيعي اية الله السيد "علي السيستاني" في خطوة تصعيدية في المواجهة الاعلامية التي فجرها رجل الدين السني يوسف القرضاوي الذي اتهم الشيعة بالسعي الى اختراق المجتمعات الاسلامية السنية.
فقد اخترق القراصنة اكثر من 300 موقعا من المواقع الشيعية ونشروا عليها شعارات معادية للشيعة وللمذهب الشيعي، وهاجم القراصنة 300موقعا ومن بينها موقع آل البيت التابع لاية الله السيد علي السيستاني الذي يعتبر اكبر موقع للشيعة على الانترنت".
وقد كشفت مصادر صحافية ان القراصنة الذين اطلقوا على انفسهم مجموعة xp مقرهم الامارات العربية المتحدة ومرتبطة بالمذهب الوهابي ، وهو الهجوم الاكبر خلال الاعوام القليلة الماضية، حيث تمّ انفاق أكثر من 300 مليون دولار أميركي لتنفيذ عملية القرصنة .