تقارير اوروبية تؤكد: نغروبونتي حذر المالكي من رفض التوقيع على الاتفاقية ومحذرا بان وا

كشف مصدر دبلوماسي يعمل في ممثلية دولة اسكندنافية في بروكسل، عن مخاوفه من ان يكون نائب وزيرة خارجية الولايات المتحدة جون نغروبونتي قد حمل معه انذارا صريحا لرئيس الحكومة نوري المالكي بتوقيع الاتفاقية الامنية الاستراتيجية ، والا ستواجه حكومته خيارا صعبا ربما يصل الى حد الاطاحة بها .

واكد هذا المصدر : " ان اكثر من طرف اوروبي وصلته تقارير موثقة من العاصمة العراقية ، تؤكد بان السيد نغروبونتي قد حمل تهديدا صريحا وواضحا للسيد نوري المالكي يخيره بين توقيع الاتفاقية او مواجهة ظروفا صعبة تؤدي الى الاطاحة

بحكومته ".!!

واضاف هذا المصدر الذي كان يتحدث على هامش جلسة ضمت عددا من الدبلوماسيين الاوروبيين في بروكسل اجتمعوا لتداول اخر تطورات الانهيارالذي يعصف بالاسواق المالية الاوروبية،" ان واشنطن المتورطة في العراق ربما ستواجه الاسوأ ،حيث بعثت نغروبونتي الى المالكي ليخيره بين التوقيع على الاتفاقية الامنية او الاطاحة به " .

وقال هذا الدبلوماسي الاوروبي " ان التقارير الخاصة تؤكد ان نغروبونتي قال للمالكي ولمسؤولين عراقيين، ان واشنطن لن تسمح بهذا التسويف في تاخير التوقيع على هذه الاتفاقية ، ولن تسمح لاي طرف كان سواء في الحكومة او خارجها ان يعرض امن قواتنا في العراق والمنطقة ويعرض مصالحنا للخطر" .

وحسب هذا المصدر قال نغروبنتي " ان كل جندي امريكي قتل في العراق كان يسعى لتحقيق مثل هذه الاتفاقية ، ولم يقتل جنودنا في العراق، لياتي البعض ليمارس الشغب الاعلامي والسياسي ويسعى لعرقلة التوقيع على هذه الاتفاقية .. اننا لن نتراجع عن حصانة جنودنا باي شكل من الاشكال".

ووفق هذا المصدر اضاف نغروبونتي قائلا : " لن نسمح ان يرسم مستقبل العلاقات بين بلدينا في الشارع ، ومن سيقف معنا في هذه الاتفاقية سنقف معه ومن سيعارض مصالح بلدينا المشتركة سيجد الجواب المناسب منا " .

وقال هذا المصدر: ان هذه التقاريرالخاصة حول مهمة نغروبونتي في زيارته الحالية للعراق اكدت بان المالكي " كان هادئا ومستمعا جيدا لحديث نغروبونتي وتهديداته مؤكدا له ، ان لاوجود لاي اعتراض على ابرام اتفاقيةامنية مع واشنطن من حيث المبدأ، ولكن نقاط الخلاف يمكن التوصل الى حل بشانها من خلال الحوار ، وبالتاكيد سيمكن حلها بشكل او باخر "!

وتوقع هذا الدبلوماسي ان يسبب الضغط على المالكي بالتوقيع على الاتفاقية الى توسع العمليات العسكرية ضد القوات الامريكية ، وسيدقع بالمالكي ليكون " هدفا سهلا لمعارضيه الذين سيستخدمون رفض المرجعيات للاتفاقية والرفض الشعبي لها ، لتسقيطه وانهاء الحياة السياسية للمالكي ،بشكل لايمكن ان يعود الى السلطة بل ولايقوى على التحرك الشعبي لكسب الاصوات ، وربما سيضطر الى مغادرة العراق لاسباب مختلفة ربما سيوعزها الى اسباب صحية " !

من جانب اخر ، اكد عضو سابق في حزب الدعوة الاسلامية على "ان المالكي يمر هذه الايام ، بمرحلة احباط كبيرة بسبب محتوى مسودة المعاهدة الامنية والاصرار الامريكي على تمريرها رغم وجود ثغرات كبيرة تمس سيادة العراق وحاضره ومستقبله ".

وحسب قول هذا العضو السابق في حزب الدعوة " فان المالكي بدأت تمر به ساعات يحدث فيها بعض مقربيه قائلا لهم انه يتمنى ان يكون ميتا ولا يواجه مثل هذا الموقف الذي يدعوه الى التوقيع على هذه الاتفاقية ببنودها الخطيرة " !

وهذا الخبر ، يدلل هو الاخر على ان نغروبونتي وصل العراق حاملا تهديدا مباشرا وقويا للمالكي من ادارة البيت الابيض بان عليه ان يختار بين التوقيع على الاتفاقية او مخاطر لاتحمد عقباها اهونها الاطاحة بحكومته "! وهذا التهديد هو السبب وراء حالة الاحباط والقلق التي يعيشها المالكي حاليا .

واشارت هذه التقارير الى ان نغروبونتي لم ينس ان يشيد اثناء اجتماعه بالمالكي بالدور الذي قام به لتحقيق المصالحة الوطنية ودوره في " التصدي" لجيش المهدي والتيار الصدري في بغداد والبصرة .

واكد مصدر كردي نقلا عن مسؤول كبير ان نغروبونتي قال اثناء لقائه به : " اننا نريد ان نعرف من هم اصدقاؤنا ومن يتفقون معنا اثناء اللقاء معنا ويثبتون على قولهم ـ بعدما ينصرفون عنا ، ومن يعلنون رفضهم وتحفظهم وراءنا بعدما ينصرفون عنا وبعدما يعطون الوعود لنا بانهم غير معارضين للاتفاقية، نعم نريد ان نعرف من سيقف مع هذه الاتفاقية ومن سيعارضها ، وبذلك فهي المحك لمعرفة حجم الوعود التي أعطانا اياها مسؤولون ونواب بتاييد الاتفاقية ، وحجم من سينكث بوعوده ".!!