كارثة "الياسمين" تهدد الحمضيات العراقية

آفة "الياسمين" تهدد الحمضيات العراقية

تقرير خليل عثمان
من بغداد

يعاني القطاع الزراعي في العراق، شأنه شأن بقية القطاعات الاقتصادية، من آثار الحروب والحصار الاقتصادي، لكنه يواجه حاليا خطرا آخر يتمثل بالآفات الزراعية.

فزراعة الحمضيات مهددة بآفة يطلق عليها "ذبابة الياسمين" أو "الذبابة البيضاء" وهي حشرة مدمرة تتكاثر على أوراق الأشجار وتمتص العناصر الغذائية فيها، مما يؤدي إلى إضعاف إنتاجها أو القضاء عليه تماما.

وتنتشر هذه الآفة في سبع محافظات عراقية، لكنها تتفشى بصورة أخطر في بغداد وديالى وكركوك.

ويحذر وزير الزراعة العراقي، عبدالأمير رحيمة العبودي، من خطر هذه الآفة التي ويصفها بأنها "كارثة" بالنسبة لزراعة الحمضيات في البلاد.

ويقول الوزير العراقي في حديث مع بي بي سي أرابك دوت كوم إن هذه الحشرة "تتصف بشراستها ولا تستجيب للأدوية بصورة اعتيادية مثل بقية الآفات".

ويوضح إن ذبابة الياسمين دخلت العراق قبل ثلاث سنوات ولا يعرف الأخصائيون بالضبط الطريقة التي دخلت بها، مشيرا إلى أن الباحثين يعتقدون بأنها "أدخلت إلى العراق لأنها لا توجد في الدول المجاورة أصلا".

وعن الإجراءات التي تتخدها الوزارة قال العبودي إن الجهات المختصة تتخد إجراءات مشددة لمكافحتها "وهناك لجان تجول البساتين للقيام بحملة مكافحة تعتمد الوسائل الكمياوية". لكن المشكلة تكمن في التكاثر السريع للحشرة إذ أنها تتكاثر بمعدل 11 جيلا في السنة مما يستدعي مواصلة مكافحتها دون انقطاع.

ويقول الوزير العراق إن الوسيلة العلمية الأجدى في مكافحة مثل هذه الحشرة هي الاعتماد على "العلاج الحيوي" بواسطة تربية أنواع من الحشرات الأخرى التي تلتهمها. "لغز محير"

ويعتقد العبودي إن هذا النوع من العلاج "تلكأ بسبب الحرب وما سببته من دمار للمختبرات التي كانت تربي الحشرات التي تستخدم في أسلوب المكافحة الحيوية".

وأكد على أن دخول هذه الآفة إلى العراق لا يزال لغزا محيرا، قائلا ليس هناك "دليل واضح على كيفية إدخالها"، موضحا أنها تنتشر في مناطق جنوب شرق آسيا، لكن الطريقة التي أدخلت فيها غير معروفة لدينا".

وقال الوزير العراقي إن منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) "لم تقم بما يكفي لتأمين حصول العراق على وسائل المكافحة الكيماوية، رغم العقود الموقعة معها".

وأضاف أن العقود الموقعة مع المنظمة "حددت بأسعار عالية وتأخر تنفيذها"، مشيرا إلى تأخر وصول الأسمدة ومواد التعفير.

يذكر أن زراعة الحمضيات تنتشر في وسط العراق وتشكل مصدر رزق لشريحة واسعة من المزارعين العراقيين وتسد نقصا في حاجة السوق الغذائية.

موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/...00/3211600.stm