نعي سماحة العلامة الدكتورمحمّد جواد السهلانيّ (رضوان الله تعالى عليه)
بسم الله الرحمن الرحيم
أللهمّ صلِّ على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين ورضي الله عن صفوة صحابته والتابعين
"نــــعــي آية الله الإمام العلّامة الدكتور الشيخ محمّد جواد السهلانيّ (رضوان الله تعالى عليه)"
إمام أهل البصرة والعراق
فجر يوم الأحد 12 شوّال 1429 الموافق لـ 12/10/2008 حيث وافته المنيّة بدمشق
يشيع جثمانه الطاهر مساء اليوم الإثنين من مقام السيدة زينب (ع) بدمشق حيث ينقل جواً الى ضريحه الذي أعده بنفسه بمسجده في البصرة - العراق
ينعى مجلس رئاسة جامعة الحضارة الإسلاميّة المفتوحة في العالم، المغفور له مرجع أهل البصرة والعراق رئيس السن لمجلس أمناء جامعة الحضارة الإسلاميّة المفتوحة "سماحة آية الله الإمام الشيخ محمّد جواد السهلاني (رضوان الله تعالى عليه)"الذي إمتد عمره الشريف لقرن كامل بذله في سبيل نشر قيم الإسلام وسماحته وإعتداله وكان مثالاً صادقاً لأهل العلم والعلماء وقد عانا رضوان الله تعالى عليه الأمرّين في البعد عن الوطن والحنين إليه فقد زرع الحبّ في نفوس مريديه وكان مناراً في العلم والفقه والفكر والسلوك كما انه أديب لوذعي وشاعر مبدع وخطيب مفوّه ومحاور وقور أحبه العلماء على إختلاف مذاهبهم ووقره رجال الدين مسلمين ومسيحيين وغيرهم وكانت له جولات وزيارات الى العديد من البلدان العربيّة والأوروبيّة يحرص على حضور المؤتمرات فيها ويكون محل تقديرٍ وإجلال من قبل جـميع العلماء والمفكرين والزعماء في شتى أنحاء العالم، وعزاؤنا الوحيد لفقده بأنه خلّف للأمة أبناءه الصلبـــيين وهم أصحاب الفضيلة والعلم والفقه والفكر المستنير أمثال سماحة الشيخ الفاضل السهلاني رئيس مؤسسة الإمام الخوئي في نيويورك وسماحة الشيخ الهيثم السهلاني من العلماء العاملين في لندن وسماحة الشيخ الليث السهلاني من العلماء الأفاضل في السيدة زينب (ع) بدمشق والشيخ المهند السهلاني من العلماء بدمشق وكذلك حفدته العلماء أبناء ولده الأكبر المرحوم العلامة الشيخ محمد علي السهلاني إمام مسجد الإمام السهلاني في البصرة. نسأل الله تعالى أن يتغمد الإمام الجواد السهلاني بواسع رحمته وأن يحشره مع سيدنا رسول محمد المصطفى وأهل بيته المعصومين (صلى الله وسلم عليهم أجـمعين).
و (إنـــّا لله وإنـــّا الــيــه راجــــعـــون)
أ.د. سمير الصفار أ.د. الأب سهيل قاشا أ.د. الشيخ مخلص أحـمد الجدّة
سكرتير مجلس الأمناء الأمين العام رئيس جامعة الحضارة الإسلاميّة المفتوحة
ببالغ التسليم لقضاء الله وقدره ، وببالغ الصبر على الحزن والأسى الشديدين ، نعزّي علماء الدين الأعلام ، والشعب العراقي الصابر ، والعالَم الإسلامي ، برحيل واحد من أعلام الدين والأدب والتقى والصلاح سماحة آية الله الشيخ محمد جواد السهلاني تغمده الله بواسع رحمته ، وأسكنه الفسيح من جنـّـته، وحشره مع الرسول الأعظم والطاهرين من عترته ، إنه سميع مجيب ..
لقد لبّى سماحة الفقيد نداء ربه الرحيم فجر يوم الأحد 12/10/2008 في دمشق بعد عمر مبارك بطاعة الله وخدمة دينه ونبيّه (صلـّى الله عليه وآله وسلـّم) وأهل البيت الكرام (عليهم السلام) ، وخدمة شعبه العراقي والمسلمين بكل ما أُوتي من قوة وثبات وصبر وإخلاص .. فلم يكن عطاء سماحة الفقيد محدوداً بالنجف الأشرف ، ولا بالبصرة الفيحاء وحسب ، بل أمكنه الله تبارك وتعالى من أن يكون أحد الأعلام المرموقين الذين خدموا الإسلام العزيز في العراق وسورية والكويت وبلدان أُخرى عربية وإسلامية وغيرها .. وكان شعاره الإصلاح ، وجمع الكلمة ، ورأب الصدع ، والعمل على عزة الإسلام والمسلمين ، تحقيقاً لأمر الله تعالى بأن نكون خير اُمّة اُخرجتْ للناس ..
ولئن ظلت حسرته كبيرة وهو يقول :
وإنـّـيَ أخشى أن أموتَ بـ(جــلـّق ٍ)
فيا حسرتا إنْ لمْ أمُتْ بـ(ـعراقي)
وإنّ عراقـــــي للنـفـوس ِ مُـحبـّبٌ
سـلامٌ عـلـى أهـلـي بـهِ ورفاقـي
لكنّ أمنيته الكبرى بأنْ يكون مع النبي الأكرم وأهل البيت الطاهرين تحققتْ إنْ شاء الله ، وهو يقدّم كل وجوده وإمكاناته من أجل إعلاء كلمة الله وأداء حق نبيّه وأوليائه بما يحقق العزة والرفعة والكرامة لوطنه وشعبه والإنسانية جمعاء ..
وسيُشيّع جثمانه يوم الاثنين 13/10/2008 من قاعة سماحة آية الله السيد أحمد الواحدي إلى مقام عقيلة الطالبيين السيدة زينب (سلام الله عليها) بعد الساعة الرابعة والنصف عصرا .. ثم يُنقل إلى موطنه العراق حسب وصيته ليكون تشييعه يوم الثلاثاء بمشيئة الله تعالى من مطار البصرة إلى مثواه الأخير في جامع الشيخ السهلاني الكبير في البصرة .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يمن عليه بالرحمة والمغفرة والرضوان ، ولـمُـريديه ومُحبّيه والمفجوعين بفقده بجزيل الصبر والسلوان .. إنه مجيب الدعاء ، والقادر على ما يشاء .. ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم ..
سيرة ذاتية مختصرة جداً لسماحة الشيخ الفقيد
• هو آية الله الدكتور الشيخ محمد جواد السهلاني ، المولود في النجف الأشرف عام 1330هج ، 1911 م ..
• كان من رجال الحوزة العلمية المعروفين بالتقى والصلاح ، وبالعلم والأدب والعمل الاجتماعي والإصلاحي ، وكان ثقة مراجع الدين العظام منذ مرجعية الإمام السيد أبو الحسن الإصفهاني والإمام الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء ، وحتى مراجعنا العظام في عصرنا الحاضر .
• أسهم في بث روح التدين والثقافة والوعي في صفوف جماهير البصرة الفيحاء ، وكان مسجده الكبير العامر في البصرة مركزاً عامراً بالنشاط الديني والإصلاح الاجتماعي ، كما كان للاحتفال السنوي الكبير الذي يقيمه في ذكرى شهادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في مسجده ، والذي يحضره عشرات الآلاف ، كان له دوره في وئام أبناء البصرة جميعاً شيعة وسنة ومسيحين وصابئة ، حيث كانوا يحضرون ويشاركون بفاعلية في ذلك المهرجان الكبير .
• نال احتراماً وتقديراً من علماء الدين والشخصيات العلمية والسياسية والأدبية في كل من العراق وسوريا ودول الخليج العربي وغيرها .. وكان إذا أقام في النجف الأشرف زاره مراجع الدين في مقر إقامته ، ومنهم سماحة الإمام الفقيد السيد أبو القاسم الخوئي ، وسماحة الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر .
• كان لعميد المنبر الحسيني سماحة الفقيد الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ، والمرجع الفقيد السيد حسين بحر العلوم ، والسيد الشهيد السيد مهدي الحكيم، والسيد الدكتور مصطفى جمال الدين ، وأمثالهم العظماء ، كان لهم صداقة عميقة وأخوّة وثيقة مع الشيخ الفقيد ، وكان للمجالس الحسينية التي تعقد في جامع الشيخ السهلاني الكبير والتي يحييها الدكتور الوائلي وأعمدة المنبر الحسيني ، كان لها إسهامها الكبير في بثّ الوعي الإيماني والثقافة الإسلامية في ربوع البصرة الفيحاء .
• بعد أن قدّم خدمات جليلة لشعبه العراقي ووطنه العزيز ، حاول نظام الجريمة والإرهاب الطاغوتي الذي تسلّط على رقاب الشعب العراقي ، حاول استمالة الشيخ السهلاني ، لكنه رفض أن يخون مبادئه وشعبه ووطنه وقضيته ، مما اضطره إلى مغادرة وطنه الحبيب عام 1982 ، ليقاسي الغربة والبعد عن الأهل والوطن .. لكنه كان يعيش أحداث العراق أولاً بأوّل ، وقلبه يتقطع حزناً واسى على بلده المنكوب ، وشعبه المظلوم ، وهذا ما نقرأه واضحاً في اشعاره الشجية المؤثرة .
له شعر كثير ، ضاع قسم مهم منه ، ومن شعره المطبوع قوله في أمير المؤمنين:
ذكراكَ تبقى إلى ما لا نهاياتِ
وذِكْرُ غيرِكَ يفنى بعدَ ساعاتِ
ذكراكَ مولايَ آياتٌ مُخلّدةٌ
هيَ البطولةُ قد صيغتْ بآياتِ
حارتْ عقولُ الورى في فَهْمِ حيدرةٍ
إلاّ النبيّ وخلاّق السماواتِ
قد جئتَ في زمنٍ لم يفهموكَ بهِ
وكُلُّ جيلٍ يُحيلُ الفهمَ للآتي
وقال في رثاء الإمام الحسين عليه السلام :
ماذا بحقّـِـكَ تسطرُ الأقلامُ
وبحدّ ِ سيفِكَ اُنقِذَ الإسلامُ
يا ابنَ النبيّ فدتْكَ مِنـّـا أنفسٌ
لولاكَ ما خُلِقتْ لها أجسامُ
لولا بنو الزهراءِ ما عمَّ الورى
خيرٌ ، ولا جادَ البلادَ غمامُ
وقال في حق شعبه الذي عانى الظلم والحصار :
رأيتُ النخيلَ نخيلَ العراق
على جانبِ الشط شطِ العربْ
فحامَ فؤادي على مائهِ
أ هلْ شُربةٌ منكَ تُطفي اللهبْ ؟
فشوقي إليكَ كشوقِ الرضيع
على ثدي اُمّ ٍ هوى واحتلبْ
فؤادي ، وماذا يكونُ الفؤاد
فلو كانَ مِنْ صخرةٍ لانشَعبْ
سلاماً على أهليَ القابعين
بأرضِ البطولةِ أرض العرَبْ
فما حالُهمْ يا تُرى في الحصار ؟
أ ماتوا جياعاً لفرْطِ السغبْ
فيا ليتني قد عَدِمْتُ الحياة
وعُمْريَ مِنْ بعدِهمْ قد ذهبْ
سأرسِلُ قلبي لإطعامِهمْ
إذا ما طعامٌ لهمْ قد نضبْ
http://www.akhbaar.org/wesima_articl...013-55447.html