وزير داخلية كردستان:نستطيع (رمي) السكان العرب لكنّ الأميركان طالبونا بالانتظار
تنامي التوترات في (القرى والمدن المنسيّة) يغذّي حرب (الانتقامات المؤجلة)
وزير داخلية كردستان : نستطيع (رمي) السكان العرب لكنّ الأميركان طالبونا بالإنتظار
شؤون سياسية - 16/10/2008 - 12:00 am
بغداد-واشنطن-النور: خاص
تنمو التوترات بتسارع في جميع المدن والبلدات والقرى والقصبات النائية و(المنسية) في محافظة الموصل –على وجه التحديد- ولاسيما تلك التي تقع على تخوم الحدود (المفترضة) لإقليم كردستان أو التي امتدّت إليها أذرع ميليشيات البيشمركه والاستخبارات الكردية بعد سنة الغزو 2003.
ويبدو هذا التوتر بارزاً (ويشكل حديث الناس كما تقول صحيفة النيويورك تايمز) في مدن مثل سنجار، والقحطانية (التي تسكنها غالبية إيزيدية) هاتين المدينتين الواقعتين –كما يقول المحليون- تحت احتلال البيشمركه والضغط السياسي الاستخباري الكردي الذي يغيّب أي صوت يعارض (بروبغندا كردستانية) تركز على التثقيف بالولاء للأكراد تمهيداً لاستفتاءات شعبية قد تحصل، وهدفها ضم المزيد من المدن والقرى الى كردستان.
ويلخص هذه (السياسة التكريدية) لمناطق العراق التي تسكنها الغالبية السنية العربية-كما يقول المحلل السياسي في النيويورك تايمز كامبل روبرتسون- قول (كريم سنجاري) وزير الشؤون الداخلية في حكومة إقليم كردستان: ((نستطيع رمي السكان العرب لكنّ الأميركان طالبونا بالانتظار)).
لكن المحلل السياسي الأميركي لم يسأل أو يناقش (ما ينتظره الأميركان كي يحدث) الا ان رأي محللين آخرين يذهب الى أنّ الأميركان يمتلكون أكثر من ورقة للضغط بها ومنها (العلاقة السرية مع القيادات الكردية).
ويعبّر مسؤولون أميركان وسكان محليون في سنجار والقحطانية والبعاج وغيرها من البلدات التي تقع في الزاوية الشمالية الغربية من العراق الممتدة الى الحدود مع سوريا عن استيائهم من (الهيمنة الكردية) التي استطاعت (فرض قبضتها) بحسب تعبير الشيخ المعمَّر في القحطانية (حامد إدو حمّو) الذي لا يخفي هو ومواطنون كثيرون في مدينته أن شبهات حقيقية تذهب الى أنّ القوات الأمنية الكردية (التي قدمت رشاوى لرؤساء عشائر عربية) ربما تكون لها علاقة بالتفجيرات الجهنمية التي قتلت وجرحت أكثر من 1000 إيزيدي في آب 2007، والتي اتهمت القاعدة بتنفيذها، لكن الأكراد طبعاً ينكرون ذلك.
ويؤكد سكان محليون آخرون في سنجار أن العرب ممنوعون من شراء العقارات في سنجار (المدينة العربية مترامية الأطراف والتي تعيش فيها وعلى حافاتها عشائر عربية سنية كثيرة) وأصبح منذ سنة 2003 ممنوعاً عليهم الحصول على وظيفة في سنجار. إن البروبغندا التي يستخدمها الأكراد في مدن مثل القحطانية أو سنجار وحتى في تلعفر أو غيرها، هي أن (العرب السنة، سيئون، متطرّفون، وسينتقمون عندما تكون لهم الغلبة)، مستفيدين في إشاعة ذلك من ظاهرة انتشار (العقيدة البدائية الشاذة) التي ينشّطها إرهابيو القاعدة، والتي باتت مرفوضة ومطاردة في المدن التي تسيطر عليها العشائر السنية التي أعلنت صحوتها على (أخلاقيات السلوك المنحرف للقاعدة).
وبالمقابل هناك فعلا (توجّهات متطرفة بين القبائل العربية) تنتظر الرد على عمليات التطهير التي تعمل بها القوات الكردية وبشكل خاص في الموصل وكركوك وديالى وحتى في مناطق تابعة لصلاح الدين. وهذه التوترات التي تتنامى الآن على إيقاع الاقتراب من موعد إجراء الانتخابات المحلية في المحافظات، أو على هامش (الأمل الكردي بإجراء استفتاءات شعبية) تغذي (الانتقامات المؤجلة) طبقاً لتهديدات (كريم سنجاري) باتجاه حرب إثنية، ربما تكون أشد شراسة من الحرب الطائفية التي مزّقت العراق.
المصدر : النور الصادرة عن الملف برس - الكاتب: النور الصادرة عن الملف برس