الانتخابات القادمة وضرورة المشاركة فيها
الانتخابات القادمة......... وضرورة المشاركة فيها
من أهم مقومات الحكم الرشيد أو المعتدل هو إن يرتكز على قاعدة ديمقراطية أساسية هي الانتخابات التي تلعب الدور الأساسي لتعزيز مبادئ المشاركة والرقابة والمساواة والوضوح والشفافية، إن ترسيخ هذه القاعدة وإقرارها دستورياً يعد ضمانة لتثبيت مبدأ المشاركة في الحكم الجديد,وكما هو معلوم إن العراق شهد مرحلة جديدة في تاريخه بعد سقوط نظام الطاغية صدام طفرة تعتبر نوعية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر فبعد الظلم والطغيان وسلب الإرادة والرأي الذي كان يعاني منه تغير كل ما في ذلك حيث عاد كل ذلك تدريجياً للشعب العراقي فحدثت انتخابات نيابية ومحلية وتمكن الشعب من اختيار حكومة منتخبة تحقق له ما يريد نعم أنها مرحلة أستطاع بها الشعب العراقي أن يعبر عما في داخله ليختار ممثلاً عنه في مجالس البرلمان والمحافظات بحرية تامة بعدما كان محروماً ومجبراً إن يختار شخصاً واحد في زمن الهدام .
شهد العراق بحلة الجديدة انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات في عام 2005م بعدما تم التصويت على الدستور العراقي من قبل الشعب العراقي الذي تم أقراره من قبل غالبية الشعب العراقي الذي كان يعد نصراً كبيراً لهذا الشعب المظلوم ولكن هذا الدستور لا يعمل إلا بحكومة منتخبة وشرعية تكفل وتحقق حقوق المظلومين والمحرومين , الشعب أدى ما عليها وضحى بالغالي والنفيس بكل ما يملك وترك الباقي لحكومته الشرعية المنتخبة مدعوماً بمرجعية حكيمة ورشيدة ممثلة بمرجعية آية الله السيد علي السيستاني (دام ظله) هذا المرجع الذي يعجز اللسان عن وصف مواقفه الشريفة والوطنية وحفظه لكرامة الوطن والشعب حيث كان الرجل الأول في العراق وكان توجه الشارع العراقي نحوه فما كان قول السيد علي السيستاني (دام ظله) ″المشاركة في الانتخابات واجب شرعي ووطني مقدس″ وأيضا قال ( اختاروا من تأتمنوه على دنيكم ودنياكم) والمقولة واضحة لا تحتاج لتعليق .
ولكن لا يخفى على الجميع إن هذه المرحلة لم تخلوا من الأخطاء وعدم الدقة حيث رافقتها اختيارات غير موفقة قد تكون غامضة بعض الشيء واليات انتخابية غير مفهومة سوغت لها بعض الكتل السياسية منها القوائم المغلقة ومنها إذا أراد الشخص إن يختار شخصية معينة من عدة أسماء الموجودين في قائمة ما فانه يتحتم عليه إن يرشح القائمة ككل وأيضا مجيء بعض الشخصيات السياسية غير المعروفة( الوهمية) الذي ليس لها في سياسة البلد شيء { لا ناقة ولا جمل } مجرد تحقيق مصالحهم هم في وادي والشعب في وادي أخر.
نعم أنها إفرازات لحقبة جديدة في تاريخ العراق الحديث اليوم بعض مجالس المحافظات والمجالس البلدية هي غير كفؤة وغير جيدة بيد أن التجربة العملية لمجالس المحافظات خلال الفترة الماضية أثبتت أنها غير قادرة على لجم العنف وإحداث التنمية في محافظاتها وهي تتحّمل مسؤولية الفساد الإداري وان معظم أعضاء مجالس المحافظات هم غير مؤهلين وتعوزهم التجربة ولا يملكون الخبرة الكافية.
فإذا أردنا إن نبني الوطن ونقدم عجلة التطور وندفعها نحو الإمام لابد إن تعاون ونتكاتف كما قال الشهيد السعيد آية الله محمد باقر الصدر(فلتتوحد كلمتكم ولتتلاحم صفوفكم) وبرسم الأجواء الانتخابية الخاصة بمجالس المحافظات المقرر إجراؤها مطلع السنة المقبلة من عام 2009م , فاليوم نحن نحتاج إلى شخصيات وطنية وعملية وصاحبة قدرة وتمتلك مؤهلات قيادية قادرة على تحمل المسئولية والنهوض بواقع المحافظة .
وإن يكون عمل المجلس أكثر ديناميكية ويلاءم الحالة المستقبلية للمحافظة وذات خبرة أدراية وعلمية كفؤه وغيورة وذات حس شعبي رصين يطالب بكل حقوقه الشرعية ومبادئ السامية من اجل العيش الرغيد نعم نحتاج إلى شخصيات تحترق دماءها حباً في وحدة العراق وتماسكه من جنوبه إلى شماله وتعمل ليلا مع النهار لكي تحقق مايريد منها الشعب , وعليها إن تحقق النجاح مثلما حققه رئيس الوزراء نوري المالكي لذا فإن خطوات رئيس الحكومة بتحريك عمليات فرض القانون وضرب العناصر المخلة بالأمن في الوقت الذي تمثل ضرورة وطنية، جعلت الناس أكثر التصاقا بالحكومة لأنهم شعروا من خلال إجراءاتها الحاسمة باستعادة الأمن المفقود.
اليوم من جديد هناك واجب شرعي ووطني يحتم على الناس المشاركة في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات واختيار من هو الأكفى ومن هو أهل للمسؤولية ويجب إن يكون حكم الشعب من قبل الشعب وان تكون المنافسة ديمقراطية بين الكتل السياسية المرشحة وتكون المنافسة بصندوق الاقتراع بدل السيف .
وفي الخاتمة فان علينا جمعيا بذل الجهد لتجاوز كل ظاهرة شأنها اعتراض هذه الحركة وتجنيد الجهود من اجل الخير والبناء الصحيح لكي نضمن لنا ولأجيالنا القادمة وطنا مزدهرا أمنا لا مكان فيه إلا للخير والتقدم.
