الاعلام الصدري والواقع القسري
لا يختلف اثنان إننا نعيش حالة استثنائية بكل حيثياتها ،والذي يستطيع إن يقيس المسافة بالبعد ألزماني وحركة التغيير في الواقع العراقي يجد إن التيار الصدري متحرك بفاعلية حتى وان سكن،لكن لابد من مصارحة مفادها إن الجميع اخطأ فهل اخطأ الصدر يون؟ والجميع تحرك لتقويم ماهو معوج فهل قوم الصدريون الاعوجاج؟الانطلاقة في الرؤية تنبعث من كونك متحرك أم لا وبالنسب لي اعتبر إن ما طرح من قبل نقاد التيار الصدري ليس بالمستغرب لان الآخرين ماداموا يلبسون نفس الثوب فلن يلتفت إليهم احد إما إذا لبس احدهم ثوبا يختلف، فستكون الأنظار موجهة إليه وهذا ما يسمونه علماء النفس (بالمثير والاستجابة)
ومن ثم يبدأ المدح والذم والنقد والإشكالات. وهذا ما يعيشه التيار الصدري ليس بعد الاحتلال بل حتى في فترة النظام المقبور ولا بد إن لا ننسى إن الولايات المتحدة عدو(غير عادي) ولذا تجدا لكثير (يغلس) إمام مايجب إن يحدث ويكتفي بالبحث عن المبررات لأجل (سلفنه)مشروعه بشكل مقبول للجماهير وقد ساعد الإعلام تلك الخطوط والجهات في إن تثير ما يمكن إثارته ضد التيار. .
ومع الإشكالات التي تورد عليه إلا انه قياسا بالآخرين أفضل بكثير لعدة أسباب منها
.1.إن مقاومته للدكتاتورية كانت من الداخل والكل يعي معنى مقاومة(صدام) في الداخل،مع كامل الاحترام لمن قاوم في الخارج.
، 2.انه يحمل مشروعا يطابق اعتقاداته بخلاف الخطوط الإسلامية الأخرى التي أصبحت بين مطرقة الاحتلال وسندان (ضياع الحلم بالخلافة).
. 3.انه منذ وقت الشهيد الصدر الثاني(قدس)كان يدعو إلى وحدة المسلمين من جهة ووحدة العراقيين من جهة أخرى وقد حققها على الصعيد العملي . فلم تكن دعوات التيار للوحدة الإسلامية أو الوطنية دعوة طارئة أو أنها وليدة الظرف بل حالة متأصلة في مشروع الصدريين.
.4.الاعتماد على الذات في اغلب المواقف وعدم الاتكاء أو الاتكالية وهذا أيضا منذ زمن الشهيد الثاني (قدس)
وهناك أسباب أخرى لعلها واضحة لمن هو جزء من التيار أو (متفرج منصف).
لقد وضح الصدريون رسالتهم الوطنية وثباتهم على المبدأ بخروجهم بتلك الحشود واثبتوا إن الكلمة الفصل لهم ،وعلى السياسيين إن ينتبهوا إلى حقيقة مفادها .قد تنتصر على سياسي أخر يختلف معك وقد يزمر لك المزمرون لكنك بدون الجماهير لن تكون أكثر من (مثال الالوسي)الذي ذاب واضمحل في ليلة وضحاها لأنه لم يعتد له متكئ .ولتتذكر قناة العراقية أنها قناة العراقيين فلتخبرنا ماهية جنسية الصدريين حتى نفهم سبب غيابها!أم إن كل كاميراتهم عطلت ومراسليهم ماتوا بصعقة المظاهرة ذات الفولتية التي عطلت شبكة الاتفاقية من التوقيع وجعلت الكل في حيرة من أمرها.
ألان وبعد خمس سنوات على الاحتلال ينبغي إن يعيد التيار الشريف قراءته للواقع السياسي والتغييرات التي حصلت .وفي إي مربع هو(اقصد التيار) وإلام يطمح وماهية الواقعية في طموحاته؟.وماهية الآليات التي يستلزم وجودها لديه كي يستمر بفاعليته؟ .ولا ننسى هنا ما قدمه أبناءه إليه وما نطلبه إن تقدمه القيادة له،(ولا يخفى ماذا يعني الإعلام في هكذا ظروف) .ومع كل الصعوبات التي تلاقيه نطلب منه إن يستمر باعتماده على الموضوعية ويرمي السنارة الصدرية في إي بحر من بحور الشك والتضليل ليصطاد ا لحقيقة وليطعمها للجميع كي تصل إليهم الرسالة بلا (إضافات)
ويبقى المشروع الصدري من انصع المشاريع الحديثة في مواجهة الاستعباد بكل إشكاله حتى (من يلبس اللباس الإسلامي). لأنه يتبع أفضل من قرء الزمن وشخص علته وأعطاه الجرعة التي لا زالت تمد الخيرين بالاستعداد لمواجهة كل التغيرات المحتملة.
طالب آل طالب