-
تقشمرتوا يا أطراف
المعطيات الحالية تشير الى أن اميركا أستغلت و بكفاءة المعارضة العراقية للضغط على النظام العراقي ليقدم الأستسلام النهائي وعلى طبق من ذهب, أذ يطرح السؤال نفسه لماذا تدخل أميركا في حرب تكلف ما تكلف و تخسر فيها بعض الأصابات لتحقق هدفا هي تستطيع تحقيقه بدون ذلك. وأليك بعض المؤشرات:
المعارضة الملتصقة مباشرة بأميركا تعاني من الأفلاس، صحيفة المؤتمر لم تصدر منذ عدة أسابيع والسبب مالي.
عدم أتفاق المعارضة لا على موعد ولا مكان الأجتماع. حيث أستغلته وربما تستغله أميركا مستقبلا في أعلان أن المعارضة لعراقية غير مؤهلة لأستلام السلطة بعد صدام.
الأعلان المتكرر وبشكل غيلر مباشر من طرف أميركا عن أنعدام كفاءة المعارضة الأدارية والسياسية والأعلامية والعسكرية من خلال طرح دورات تدريب مضحكة وبكلفة قليلة لتدريب أفراد المعارضة على ممارسة الأعلام و والأقتصاد والأدارة والتدريب العسكري.
تم هذا كله في خضم حملة أعلامية مبرمجة كان الهدف منها تلميع صورة النظام لدى الشارع العربي والأنظمة العربية والأخرى. لاحظ التقارب السعودي والخليجي والأيراني القوي مع النظام والذي لولا موافقة ومباركة أميركا لما كان له أن يتم.
في خضم الصراخ الأعلامي والفوضى السياسية والتحشيد العسكري وافق صدام على عودة المفتشين دون قيد أوشرط وربماوافق سريا على أشياء أخرى تتعلق بالفلسطينيين وتوطينهم والتخلص من الكوادر العلمية العراقية عن طريق التصفية الجسدية وأعطاء الموارد الطبيعية العراقية كهبة الى أميركا وحلفائها. كما وافقت الأنظمة المحيطة بتقديم العديد من التنازلات لمجرد سماع قعقعة الحرب الأميركية، لاحظ موقف سوريا في مجلس الأمن.
أدخال بعض المعارضين في المدار الأميركي وختمهم بختم التعاون مع أميركا لحسابات مستقبلية أهمها أن هذه الجهات ستكون دوما تحت تأثير القرار الأميركي المباشر وتحت رحمة المساعدات الأميركية.
تحرك النظام المنسق مع الحملة وذلك بأطلاقه بعض المساجين وتحرك بعض العملاء التابعين للنظام من الذين أسموا أنفسهم معارضين في فترة سابقة للتعاون مع النظام لفتح "صفحة جديدة" تبرز التعددية والديمقراطية ولو أعلاميا.
التصريحات الأميركية والغربية التي تتراوح بين التلويح المباشر بالضربة وبين أمكانية القبول ببقاء النظام أذا وافق الهدف منها سحب أكبر قدر ممكن من الأستحقاقات من النظام.
جعل النظام في طرف والمعارضة التي ركبت القطار الأميركي في طرف آخر وخلق حالة أستقطاب تمسح الرأي الآخر الذي يعارض الطرفين وحلوله وأفكاره. هذا الأستقطاب جعل الناس تظن بأن بقاء صدام له جانب أيجابي في مقابل مجيئ نظام مؤيد للأميركان وما يترتب عليه هذا المجيئ من أستحقاقات. والذي كان غائبا هو موضوع حقوق الأنسان العراقي وتعويضات الأضرار التي لحقت به وموضوع محاكمة المسؤولين عن أرتكاب جرائم بحق العراقيين الخ.
المؤشرات تعطي أنطباعا قويا بأن اميركا وحلفائها غير جادة في توجيه ضربة عسكرية للنظام وأن الغرض من كل هذا الحشد الذي تم خلال الأشهر والأسابيع الماضية ما كان ألا لتوجيه ضربة سياسية للنظام تكفل ضمان مصالحها في العراق والمنطقة وأستغلت بذلك أغلب أطراف المعارضة بنفس الطريقة التي أستغلت بها تحريك بعض القطعات العسكرية هنا وهناك للضغط على النظام. المرحلة المقبلة ستكون أعادة تأهيل النظام وأعلان أفلاس المعارضة سياسيا من طرف أميركا
وأستمرار تدحرج العراق الى الأسفل.
-
طهران - الزمان:
هاجم بيان منسوب الي فيلق بدر التابع للمجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق المتمركز في ايران قيادة المجلس من دون أن يسميها بالاسم وحذر نداء موقع باسم الفيلق تسلمت (الزمان) نسخة منه بوساطة البريد الالكتروني من (بعض المواقف شبه الصريحة من هذا).
وحذر النداء (من هذا المسلك الخطير)، وعبّر عن شديد أسفه من قيام هذه الاتصالات وقال (في هذه اللحظة أصبحت الاتصالات مع الادارة الامريكية بشكل علني ورسمي علي مستويات عالية وباسم جهة تمثل موقعاً مهماً في الساحة.
وكان عبد الحكيم شقيق محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الأعلي قد ساهم في اجتماعات عقدت في واشنطن شاركت فيها ست جماعات عراقية معارضة التقت نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وعدداً آخر من المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع ووكالة الاستخبارات الامريكية.
وقال نداء فيلق بدر (الذي تعذر الحصول علي تأكيد عن اسم الشخص الذي وزعه) في معرض انتقاده للقاءات مع مسؤولين أمريكيين (الأدهي أن يقوم بذلك أشخاص يحملون علي رؤوسهم العمامة الشيعية التي عرفت بمواقفها ضد القوي المستكبرة).
وقال النداء (ويتعاظم القدح عندما تنخرط احدي الشخصيات البارزة مع مجموعة الستة للتحقيق من قبح المشاركة واعطائها طابعاً أوسع).
وكان حامد البياتي ممثل المجلس الأعلي في لندن الذي يمثل المجلس ايضاً في اجتماعات اللجنة التحضيرية التي تضم المشاركين الستة في اجتماعات في واشنطن قد شارك في لقاءات عقدها أربعة من المسؤولين الامريكيين يمثلون وزارتي الدفاع والخارجية الامريكيتين.
واضاف النداء (ان بعض الجهات المهمة عقدت في لندن اجتماعاً مع مسؤولين أمريكيين مما يعني ان الاستمرار بالسكوت قد يؤدي إلي استسلام الساحة شيئاً فشيئاً للمخططات الامريكية).
وكان المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق قد أخذ علماً أن الولايات المتحدة لن تسمح لفيلق بدر بأي عمل عسكري خلال ضرب العراق وبعده.
وقال البيان (اننا نرفض وبكل قوة فكرة هدفنا إقامة حكم وطني ديمقراطي يحترم الاسلام نعده انحرافاً واضحاً وخطيراً عن مبادئ حركتنا الجهادية والسياسية). وأضاف النداء إننا (نصر علي ان هدفنا اقامة حكم الاسلام في العراق). وأكد البيان (من الواضح ان مثل هذه القضية الحساسة والخطيرة علي فرض وجود مصالح معينة وضرورات خاصة لابد ان تحظي بتأييد العلماء الاعلام والمرجعية الدينية بشكل واضح وهذا ما لم نجده بل ثمة مواقف هنا وهناك يظهر منها المخالفة، والعجيب ان من يحمل لواء الحوار مع أمريكا كان يتشدق أبداً ودائماً بشعار الولاية وقيادة ولي أمر المسلمين دام ظله ولا ندري هل نسي هذا الشعار أو تناساه فإن موقف الولاية من هذه القضية واضح جداً وبامكان الاخوة الذين يعدّون أنفسهم متمسكين بهذا الخط السؤال والتحقيق فان من المقطوع به انه لا يوجد من الولاية أي تأييد لقضية الحوار بل توجد اكثر من قرينة علي ان الموقف سلبي).
وقال اننا لا ندعو إلي الوقوف في وجه أمريكا في ما تزعم القيام به من اسقاط صدام بل نعدّ يوم سقوطه يوم عيد لنا ولشعبنا مع غض النظر عمن يسقطه ولكننا نرفض المشاركة في أي مشروع تتصدي له أمريكا المجرمة ولسان حالنا يقول: (اللهم اشغل الظالمين بالظالمين) نعم علينا الاستعداد التام للقيام بواجبنا فيما لو سقط النظام وسنحت لنا فرصة للوجود مع شعبنا والدفاع عن حقوقه ووحدته واستقلاله أمام أطماع الاجانب ومؤامراتهم.
وأفاد (لاشك ان الذين ذهبوا للتحاور مع أمريكا يتصورون ان في ذلك خدمة لقضيتنا وشعبنا وهم في ذلك مخطئون بلا ريب ولذا ندعوهم لاعادة النظر والانسحاب بشكل رسمي وعلني والتوجه بدلاً من ذلك إلي توثيق علاقتهم بشعبهم وجماهيرهم فانهم القوة الاساسية بعد التوكل علي الله سبحانه وتعالي التي يمكن بواسطتها حماية الشعب ودرء الاخطار عنهم وليعلموا ان الكلمات المعسولة والاحترام المزعوم الذي لاقوه ما هو إلا فخ وضع لهم لجرّهم إلي الحضيض وتمرير المخططات المشؤومة من خلالهم.