أول مأذونه في العالم الاسلامي
تقرير: عمر الكدي
28-10-2008
شهدت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية يوم السبت الماضي، أول عقد قران يتم على يدي المأذونة أمل سليمان عفيفي. ولم يستقطب حفل عقد القران عائلتي العريس والعروس فحسب، وإنما أيضا عددا كبيرا من الناس، معظمهم كان يبارك هذه الخطوة التي يشهدها العالم الإسلامي للمرة الأولى، لذلك ازدحم مسجد الفتح حيث أقيم الحفل بعدد كبير من وسائل الإعلام، حيث غطى الحفل خمسون قناة فضائية بين محلية وعالمية، كما أرسلت عشرات الصحف والمجلات بمندوبيها. وكانت محكمة الأسرة في الزقازيق قد حكمت في شهر فبراير الماضي بأحقية أمل سليمان في العمل كمأذونة شرعية، حيث تمكنت من الفوز على عشرة رجال نافسوها في تولي الوظيفة، وأستغرق القرار من المحكمة عدة جلسات قبل أن تحكم لصالح أول مأذونة في العالم الإسلامي، ولعل حصولها على شهادة ماجستير في القانون أهلها أكثر من منافسيها في الحصول على هذه الوظيفة.
أمل سليمان عفيفي مواليد محافظة الشرقية 33 سنة، تحصلت على ليسانس حقوق من جامعة الزقازيق عام 1998، والماجستير عام 2005. في 25 فبراير 2008 تقدمت بطلب لشغل وظيفة المأذون الشرعي، بعد وفاة المأذون السابق بمدينة القنايات، ونجحت في امتحان المنافسة على الوظيفة، وفي 4 سبتمبر 2008، صادق وزير العدل المصري على قرار محكمة الأسرة، ويوم 25 أكتوبر الماضي شهد مسجد الفتح أول عقد قران تجريه أول مأذونة في العالم الإسلامي.
القران الأول بين أهل الصحافة
وكانت المأذونة الشابة البالغة من العمر 33 عاما، قد دخلت إلى المسجد وهي تحمل حقيبتها التي تضم دفاتر المأذونية، وجلست على المنصة لتعقد القران بين محرر ومحررة في إحدى الصحف المحلية بمحافظة الشرقية، ويبدو أن المأذونة أرادت أن تكافئ الصحافيين على موقفهم المؤيد لها، والذين نظموا حملة متواصلة جعلت الرأي العام يقبل بهذه الخطوة، كما حضر والد العروس بالنيابة عن ابنته، وتعمدت المأذونة عدم لمس يدي العريس ووكيل العروس، بحجة أنه لا يوجد نص شرعي يفرض ذلك، وبعد أن قرأت الفاتحة، قامت بتدوين بيانات العروسين، طلبت من العريس ووكيل العروس ترديد صيغة عقد القران ورائها، ولم تتقاض المأذونة أي مبلغ مقابل عملها لأنها المرة الأولى، وقال العروسان لوسائل الإعلام أنهما كانا متفقان على عقد قرانهما العام القادم، ولكنهما غيرا رأيهما بعد أن أصبحت أمل سليمان مأذونة، وحرصا أن يكونا أول عروسين تعقد قرانهما مأذونة لإيمانهما بحق المرأة في تولي مختلف الوظائف طالما أنها الأجدر.
الحيض لا يمنع عقد القران
ليست أمل سليمان أول سيدة مصرية حاولت الحصول على هذه الوظيفة، فقد سبقتها في المحاولة المحامية أمل عبد الغني، ولكن دون نجاح، حيث رفضت إحدى المحاكم في عام 2003 تعيينها في هذه الوظيفة، وقالت المحامية عقب فشلها أنه لا يوجد أي نص قانوني أو شرعي يمنع المرأة من تولي هذه الوظيفة، بينما قالت أمل سليمان ردا على بعض الشيوخ المحافظين، الذين يرفضون أن تصبح المرأة مأذونة بحجة الحيض، أن الحيض ليس عائقا للقيام بعقد القران، وأنه يمكنها أن تعقد القران في المكتب الذي افتتحته والمجاور لبيتها بدلا من المسجد، إذا تصادف عقد القران مع دورتها الشهرية، كما نفت أمل سليمان أن يعتبر عقد القران اختلاطا، لأن عددا كبيرا من الناس يحضر حفل عقد القران، وهو ما أيده مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، الذي قال أنه لا يوجد مانع شرعي يمنع المرأة من العمل في وظيفة المأذون.
نخشى أن تكون أمل استثناء
وفي مكالمة مع إذاعة هولندا العالمية قالت السيدة لمياء لطفي، من مركز دراسات المرأة الجديدة في القاهرة إن:
"موضوع تعيين أمل سليمان كمأذونة استغرق وقتا طويل من العمل، فقد حصلت على حكم من محكمة الأسرة بتعيينه في هذه الوظيفة، وقد استقبلنا الخبر بشيء من القلق خشية أن تكون أمل استثناء، ثم ننتظر سنوات ونحن نناضل من أجل تعيين مزيد من القاضيات أو المأذونات، ونأمل أن لا يكون مجرد قرار من وزير العدل بتعيين المأذونة الأولى والوحيدة، ونأمل أن يكون القرار هو أن كل النساء الصالحات لشغل هذه الوظيفة يمكنهن القيام بذلك بدون أية مشاكل، مثل رفض الموظفين الرجال استلام أوراق وطلبات السيدات اللواتي يرغبن في شغل هذه الوظيفة. المفروض أن يكون هناك قرارا إداريا ينص على أن هذا حق من حقوق النساء، ويجبر الموظفين على الانصياع له، ولا يكون الأمر مثلما حدث مع أمل التي ساعدتها الضجة الإعلامية الكبيرة."
ولا ترى لمياء لطفي أن هناك معارضة من المجتمع لمثل هذا القرار:
"البلد مهيأة لمثل هذه الخطوة، بعد صدور فتاوى من الأزهر من مفتي مصر تؤيد تعيين نساء في وظيفة المأذون الشرعي، وأيضا منصب القضاء."
