-
" الوالدان الشابان"
" الوالدان الشابان"
ترى السيدة ميرويو : أن الإنسان يكون خلوقا حقا عندما يتمكن من اختيار بحرية ما يريد فعله . ومن بين هذه الحريات - إنجاب الأطفال . فأصبح الشباب اليوم يعيشون وكأنهم في كوكب آخر ، والنساء يتألقن فرحا عندما يحملن ، عندما يقررن أن الوقت قد حان ليصبحن أمهات . ويصيب الفرح الأزواج أيضاً مفتخرين بالحدث ، فتراهم يحضرون جلسات التصوير الصوتي ويشاركون في الدروس الخاصة بعملية الولادة وواجبات الوالدين القادمين ، كما يحضرون فعلا عملية الولادة الحقيقية ، حتى أن بعضهم يأخذون ما يسمى بالإجازة الأبوية . ولا يعرف هؤلاء أن كل ما يعتبرونه الآن طبيعيا إنما هو نتيجة صراع عقود من الزمن ، حيث نجحن النساء في جعل أزواجهن شركاء في فترة الحمل وحضور لحظة ولادة الطفل . ربما لا يعرف هؤلاء أن كل ذلك سيجعلهم أكثر تعلقا بأولادهم وأقل رغبة في مواجهة المصاعب مع زوجاتهن . وهكذا ، يدرك الرجال الآن القيمة الحقيقة لذلك الكائن الذي يلد ويكبر ويحد من افتعال المشاكل والصعوبات كما كان يحدث في الماضي عندما كان الجميع صامتين بشأن الحمل ، وكانت النساء خجلات ، بسبب العادات والتقاليد العائلية ، إذ كان الرجال يبقون خارج الغرفة التي تلد فيها النساء ، منتظرين ليروا إن كان المولد ولدا فتعم الفرحة أكثر من أن يكون بنتاً .
عاشت النساء اللواتي في فترة النظام الشيوعي وخصوصا في الثمانينات من القرن الماضي في خوف وهلع ، إذ لم تكن الفتاة الحامل تفرح كونها حامل الى أن تتعود على الوضع الجديد . فكان الرجال قلقين والنساء مرعوبات حتى وإن كان الحب في فترة شبابهم قيما جدا ، إذ كان شكلا فريدا من الحرية . فلم تكن لا الدولة ولا الشرطة السياسية السابقة السيكوريتاتا قادرتين على مراقبة عواطفهم والسيطرة عليها . فكان الحب مخدر لهم ، يجعلهم يتحملون حياتهم المغلقة في معسكر شمولي . وحتى غ، كان الحب يربط بينهم ، إلا أن الحمل لم يكن يعتبرونه ثمرة حبهم ، إنما مصيبة نجمت عن عدم شعورهم بالمسؤولية خصوصا وإن عن الطفل كان سيلد في عالم يصبح فيه عبدا خاضعا لنظام استبدادي . و كان الخوف يهيمن عليهن بسبب الفحوص الإجبارية عند طبيب النساء وبسبب احتمال فقدانهن لعمل .
أصبحت النساء في أيامنا هذه يتألقن إذا ما حملت إحداهم . فالوالدين الشابين الآن يتمتعان بظروف حياة جيدة في رومانيا الحديثة ، وأصبحت حرية الإنجاب بالنسبة لهم خيرا وعملا اكتسبته النساء بصعوبة مع مرور السنين . فلا يمكن تخيل حرية المرأة دون حريتها في إنجاب طفل ، وأن تختار بنفسها إذا ما أرادت أن تصبح أما . وهذا أفضل مما كان سابقا حيث كانت الدولة تجبر النساء على إنجاب الأطفال من أجل الوطن - كما كان يقولون أو لأن هذا كان مصيرهن ، خصوصا وأن النظام لم يكن يتحمل أية مسئولية عنهم وعن تربيتهم . ولكن في ديسمبر/كانون الأول من عام 1989 ، تم تعليق القانون الذي كان يمنع الإجهاض وكانت النساء قد أفرطن في استعمال هذه الحرية ، حيث لجأت مليون امرأة إلى هذه الممارسة في عام 1990 فقط . ولكن الحرية بدأت شيئا فشيئا تقترب من الأخلاق وظهر في تاريخ رومانيا التخطيط العائلي ومعها تحمل الوالدين للمسؤولية العائلية .
نقلا عن rri الرومانية
-
المال والبنون زينة الحياة الدنيا فمن لا يفرح اذا كان سيأتي له مولود الا من يخشى من رزقه والرازق هو الله