حجاب وعطور ووعود بالتعيين لشراء أصوات الناخبين
مع بدء العد العكسي لانتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي كثفت القوائم المرشحة حملاتها الدعائية لكن بعضها لجأ إلى أساليب الترغيب والإغواء لكسب أصوات الناخبين، ففي حين قام بعض المرشحين بتوزيع هدايا مادية أو عينية بعضها لا تخلو من طرافة أو غرابة، لجأ البعض الآخر إلى استغلال شيوع حالة البطالة ووزع وعود بالتعيين أو بالشمول بالرعاية الاجتماعية.فقد لجأ بعض المرشحين في بغداد والبصرة والناصرية إلى محاولة التأثير على الناخبين أو “شراء” أصواتهم من خلال تقديم مواد منزلية أو مبالغ نقدية أو تجهيزات رياضية بل وحتى “حجاب” وعطور رخيصة، لكن البعض الآخر تجاوز ذلك إلى قطع الوعود لمن ينتخبه بضمان التعيين بالدوائر الرسمية أو حتى بالشمول بالرعاية الاجتماعية.ففي العاصمة قال عدد من البغداديين إنهم شاهدوا البعض من المرشحين وهم يقدمون هدايا مادية أو عينية في مناطقهم، ومنهم جمال الحديثي (34 عاما) من أهالي حي القادسية غربي بغداد الذي قال : إن “أحد المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات قدم هدايا لعدد من عوائل المنطقة عبارة عن بطانيات وملابس أطفال لقاء التصويت لصالحه أو لقائمته”، مشيرا إلى أنه كان الأولى بهذا المرشح أن “يعطى هذه المواد للفقراء والمحتاجين في المناطق التي تصنف بـالفقيرة”.وذكر أبو ميثم (44 عاما) من أهالي مدينة الصدر شرقي بغداد أن أهالي المدينة “باتوا يدركون معنى الدعايات الانتخابية لأنها عبارة عن وعود كاذبة سبق أن سمعنا بها في الانتخابات النيابية الماضية”، مبينا أن مرشحين من أهالي المدينة “بادروا إلى توزيع هدايا لعدد من المواطنين عبارة عن أقلام أو وميداليات كتب عليها اسم القائمة التي ينتمون إليها وأسماؤهم”.وأفاد : أن الكثير من الأهالي “رفض هذه المواد الدعائية لأنها لا تغني عن جوع ولا تقي من برد”، مستدركا لكن بعض الأطفال “تقبلوها برغم عدم شمولهم بالانتخاب” .لكن محمود محمد (50 عاما) من سكنه شارع السعدون وسط بغداد قال إن أي مرشح “لم يعرض علي هدية لقاء صوته”، وتابع: أنه “شخصيا حزمت أمري بالتصويت لقائمة معينة ومن سأنتخبهم ليسوا بحاجة لإعطاء هدايا لأنهم وهبونا الأمن والأمان”، على حد تعبيره.يذكر أن عدد المواطنين في بغداد هو 7069331 وأن عدد الناخبين هو 4288041 في حين يبلغ عدد المقاعد المتنافس عليها 57 مقعدا في حين يبلغ عدد المرشحين 2400.وفي الجنوب العراقي حيث النخيل وشط العرب لجأت بعض القوائم للترغيب بهدف كسب أصوات الناخبين من خلال تقديم المعونات والهدايا حسب ما ذكره البعض من المواطنين البصريين ومنهم ليث جواد (32 عاما) الذي قال : إنه أثناء “حضورنا لندوة أقامتها إحدى القوائم المرشحة تم توزيع تجهيزات منزلية على الحاضرين تمثلت ببطانيات”، وتابع “تسلمت التجهيزات التي قدمت كباقي الحضور”.وأعرب عن اعتقاده أن القيام بمثل هذه الدعايات “شيء طبيعي لتشجيع المواطنين على التصويت لهذه القائمة أو تلك”، مبينا أن “تصويتي للقائمة التي قدمت مساعدات لا يأتي بسبب حصولي على البطانية إنما لإيماني بمواقفها السياسية”.من جانبه ذكر علي عزيز (24 عاما) من أهالي قضاء الزبير (35كم غرب البصرة) أن إحدى الكيانات المرشحة للانتخابات “وزعت على شريحة الشباب في القضاء ملابس وتجهيزات رياضية وطلبت منهم التصويت لقائمة معينة”، وتابع “تسلمنا هذه التجهيزات لكن ذلك لا يعني أنهم اشتروا صوتي بهذه الأساليب”.وأفاد “لا أضمن أن أعطي صوتي خلال الانتخابات لهذه القائمة لعدم قناعتي بالأشخاص المرشحين فيها”، لافتا إلى أن هذه القائمة “مرتبطة بحزب معين وتروج له عن طريق توزيع برنامجه الانتخابي مع التجهيزات الرياضية”.لكن سامي عبد الرزاق ( 49 عاما) ذكر أنه “لم يصادف خلال الحملات الانتخابية أن عرضت علي جهة ما مساعدات أو هدايا”، مشيرا إلى “أنني كثيرا ما سمعت أن هنالك قوائم ومرشحين في البصرة يقومون بإعطاء المواطنين مساعدات ومبالغ مادية لكني لم أشاهد مثل هذه الأمور برغم علاقتي ببعض المرشحين للانتخابات”.لكنه ذكر أن أقرباء له في مدينة أم قصر (70كم غرب البصرة) “تسلموا مبالغ مادية من أحد المرشحين مقابل ضمان تصويتهم مع عوائلهم له”.ويتنافس في البصرة 81 كيانا سياسيا وائتلافا ومرشحا مستقلا على 35 مقعدا هي مجموع مقاعد مجلس محافظة البصرة، عبر 1281 مرشحا بينهم أكثر من 300 امرأة، ويشارك في هذه العملية التي ستجري نهاية شهر كانون الثاني يناير الجاري، أكثر من مليون و435 ألف ناخب.وتقع مدينة البصرة، مركز محافظة البصرة، على مسافة 590 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد.أما في محافظة ذي قار فيبدو أن ظاهرة شراء الأصوات أكثر شيوعا، إذ قال تحسين علي (45 عاما) من أهالي الناصرية (مركز محافظة ذي قار وتقع على بعد 380 كم جنوب العاصمة بغداد) لوكالة (أصوات العراق) إن مجموعة من الأشخاص “أوقفوه أمس الاثنين بالشارع وقاموا بإعطائه كيسا به حجاب ومصلى وكفوف نسائية سوداء وعطر نسائي رخيص”، مبينا أنهم “اشترطوا علي قبل أن آخذها أن أقسم يمينا بالإمام العباس (ع) أن أنتخب شخصية نسائية معينة”وأردف “رفضت أخذ الكيس لأنني لن أذهب للانتخابات أصلا”، والأنكى من ذلك أضاف علي بلكنته الجنوبية “أنة ما متزوج (غير متزوج)”.ويوافقه بالرأي أحمد مطشر (35 عاما) مضيفا أنه خلال زيارة أحد أعضاء مجلس النواب البارزين “نظموا لنا تجمعا وأعطوا كل امرأة من المنطقة تدخل الساحة 25 ألف دينار وأحنا أخذوا منا معاملات تعيين”، مبينا أنه شاهد المرشح “أخذهن لما خلص الاحتفال (أي أخذ المعاملات بعد انتهاء التجمع)”.وأوضح بلكنته الجنوبية أيضا “كانت المعاملات كومة كبيرة وانة راح انتخب كيانه لعل وعسى بلكت لما ينجحون بالانتخابات ما ينسونة (أي أن المعاملات كانت كبيرة جدا وأنه سينتخب المرشح عسى أن يفي بوعده لهم بالتعيين)”إلى ذلك قال الصحفي (م ع) إنه “مع زيارات المسؤولين للمحافظة تزايدت مع قرب الانتخابات هذه الأيام”، منوها إلى انه “يوجد متعهد للصحفيين يختاره حزب المسؤول ويأخذ مبلغا من المال لتوزيعه علينا بعد أن يقدم قائمة باسمائنا والجهات التي نعمل لصالحها”.وأفاد أن “قسما من الصحفيين لا يعرفون بوجود أسمائهم ضمن هذه القوائم والبعض بدأ يحول الأمر إلى تجارة”.وذكرت أم علي أن “جيراننا المرشحة وعدتنا إذا ما انتخبناها ولم ننتخب معلمة المدرسة التي يدرس بها أولادي أن تسجل أسمائنا بالرعاية الاجتماعية لنحصل على راتب شهري يساعدنا على ظروف الحياة الصعبة والغالية”، بحسب قولها.هذا ويبلغ عدد المواطنين في ذي قار 1749494 وعدد الناخبين 913686 في حين يبلغ عدد مقاعد مجلس المحافظة 31 مقعدا في حين يبلغ عدد المرشحين 1074