معـ قم معـ قم .. لا .. مع عراقكم
معـ قم معـ قم .. لا .. مع عراقكم
كتابات - شهاب طاهر
ليس غريبا على من مرغ القدسية الدينية بالوحل بسبب سلوكياته وممارساته التي يشمئز منها الاشمئزاز نفسه ان يتمادى في غيه ليبث الاشاعات هنا وهناك بتأييد المرجعية الدينية لقائمته الانتخابية ليجهز على ماتبقى من اموال للشعب وما تبقى من احترام للمقدسات في نفوس الناس ، فشعب كالشعب العراقي الذي ما فتأ ان يتعاطى مع الدين ومع تجربة الانسان بنحو يثير الاعجاب والتقدير على مر التاريخ ليس سهلا ان يطول خداعه ، فلا التخلي عن تجربته الذاتية المتراكمة عبر التاريخ ولا رفض الدين بما يملك من رصيد قيمي ومعرفي كان سبيلا لهذا الشعب ، بل استطاع هذا الشعب ان يمازج بين الدين ومفاهيمه وبين تجرته الذاتية ونتاجاتها ويخلق علاقة متوازنة بينه وبين هذين المنبعين لشخصيته وحضارته ، وحينما مسخت التجربة الذاتية بابشع صورة ممكنة ابان هيمنة البعث على السلطة اتكأ الشعب على المنبع الديني ليقدم لنا اروع البطولة والتضحيات تجلت باستشهاد عظماء الفكر والحرية والكرامة وبصور تلامس صورة استشهاد الامام الحسين (ع) ، وبعدما من الله على الشعب بنهاية الحقبة البعثية المظلمة تلفت الشعب ليشهد زمر النخاسين المتاجرين بدماء الشهداء ومواقفهم البطولية والمقدسات الدينية المركوزة في عواطف الناس ومشاعرهم ، وكان القدح المعلى في المتاجرة من بين الاحزاب والحركات الاسلامية هو المجلس الاعمى الذي لم يترك موطن تقديس او احترام في نفوس الناس الا وادعى امتلاكه وامتداده المرتبط به ، بل حتى اوشكنا ان نستيقظ صباحا لنشهد كتب الحديث الشريف تتضمن روايات تشيد بالمجلس وقيادة العائلة وبالتصريح بعدما اشار المجلس واعوانه لأيات قرانية تشيد بهم بالتلويح كما حدث في قائمة خمسة خمسة خمسة رحمها الله ، والمشهد المتواصل منذ سقوط الصنم والى الان لم نجد خلاله من الاحزاب والحركات الاسلامية وخصوصا المجلس الاعمى الا توظيف كل المقدسات الدينية للمصالح الخاصة ، فمن فساد ضرب باطنابه جميع مفاصل الدولة الى تكديس الاموال المسلوبة من الشعب كان السمة المتميزة لأداء من يدعي تطبيق الشريعة السمحاء التي تأبى الا لعن الفاسدين والسارقين والخائنين ، والارتباط الاعمى بمشاريع اقليمية تهدف الى جعل العراق منطقة للصراعات بين هذه الاجندة كان المجلس احد ابطالها ، ومرحى للترويج الذي يمارسه المجلس حتى لادبيات وسلوكيات الممول المادي والمعنوي لهذا المجلس ، فمن ظاهرة الزنجيل والنيران التي ترفع اثناء الشعائر الحسينية الى تقليد اللكنة الغير عربية في اللطم والعويل والخطابات الموجهة لابناء الشعب ، والامل بدأ يتعاظم في ازدياد همة الشعب بكنس الاطروحات والاجندة المضرة بالشعب ونسيجه وثرواته ... وان غدا لناظره لقريب .
والمسؤولين الذين خصصوا لانفسهم رواتب لايمكن ان يقبلها عرف او شرع واقارب واذناب لهولاء المسؤولين الذين قطعوا ضرع العراق بعدما استنفذوه ليحلب دما عبيطا ، معممون في مجلس النواب ولاتجد من ابنائهم او اقاربهم الا ووظف في افضل الوظائف خصوصا في السفارات والملحقيات ، ومدعون اسلاميون اخذوا يشترون البيوت والشقق الفارهة في دول الشرق والغرب ، ووظائف لايجد ابن الشعب المسكين الا الرشوة او التمسح باكتاف هؤلاء سبيلا للحصول على واحدة منها ، بل حتى الحج اصبح من حصة هؤلاء المدعين للاسلامية حصرا ويخرج علينا رئيس هيئة ابتدعوها وبعمامته ليدجل باسم الدين ويوزع حصص الحج لهذا وذاك من المسؤولين واقاربهم والذين يعملون بمعيتهم ، وغير هذا الكثير الكثير والمعروف للقاصي والداني .
وكان موقف المرجعية الدينية رسالة الى الشعب المخدوع ببرائتها المبطنة من هؤلاء المدعين لتثير في نفوس ابناء الشعب تحمل المسؤولية وعدم الانخداع بالشعارات و دموع التماسيح التي لا تسكب الا اذا قربت انتخابات او ازمات تحتاج الشعب للتصدي لها, فهاهو الشعب تفاجأ بتوافد السلاطين القابعة في قلاعها خلف الابواب والحجاب على ساحاته وبيوته المتهالكة ليسمع انين السلطان الكاذب ودموعه المخادعة ، وخذ يافقير البطانيات والدولارات بعدما تقسم بيمين مغلظة لانتخابنا فلازال النفط يتدفق ويصنع الاموال .. لنهديكم سبيل كرامة العبودية وحريتها ، واعلم ان الله ورسوله واله والمرجعية وكل قطرة دم شهيد تصرخ بشرياني مع قم مع قم لا مع عراقكم .