مقال لاحد الاقلام الماجورة في المجلس الاعلى وستراتيجيتهم لتخريب العراق
كيف فازت قائمة ائتلاف دولة البطانيات ؟
كتابات - امير الكاتب
تحاول بعض الاقلام والاصوات هنا وهناك توصيف نتائج الانتخابات بانها تمثل هزيمة منكرة للمجلس الاعلى ونهاية لدوره في العراق لصالح قوى جديدة وقديمة فرضت وجودها على الشارع العراقي بالرغم من ضعف ومحدودية امكاناتها والواقع فان مثل هذه الاراء تحاول مجافاة الحقيقة او القفز عليها او تجاوزها فالنتائج باي حال من الاحوال لم تعني غياب المجلس وعدم حصوله على المركز الاول لايعني خسارته او هزيمته او تراجع مكانته .نعم ان النتائج لم تاتي بالشكل المطلوب نتيجة لاخطاء واسباب عديدة تقف في مقدمتها عدم نضج البرنامج الدعائي للقائمة وعدم ضم قائمة المرشحين لشخصيات اجتماعية وعشائرية ومهنية معروفة على مستوى بغداد والمحافظات وتملك تاثيرا ملموسا وواضحا ودخول المالكي على خط المنافسة عبر قائمته الانتخابية ائتلاف دولة القانون التي ضمت خليطا متنوعا وواسعا من شخصيات ووجاهات عشائرية وحزبية وسياسية وماكينة الدعاية الحكومية الضخمة التي استغلها ووظفها لصالح قائمته الانتخابية ,حيث حصل مرشحو القائمة على امكانية مالية ضخمة مكنتهم من الترويج لصالح قائمتهم وكسب اكبر عدد ممكن من الاصوات لصالحهم ,بل قام عدد كبير من هؤلاء المرشحين بتوزيع الهدايا على المواطنين وخاصة في المناطق الفقيرة تضمنت البطانيات والمدافيء النفطية والكهربائية من اجل شراء اصواتهم وبكميات كبيرة بلغت احداها في احد المناطق مبلغ 250 مليون دينار عراقي فيما كانت اقل ميزانية لاقل مرشح في قائمة المالكي حوالي 100 مليون دينار وهي امكانيات مالية ضخمة لم تتوفر لاي مرشح من القوائم الاخرى مما جعل مرشحي المالكي يحصدون الاصوات باعداد كبيرة ,فضلا عن ان المالكي قد استحدم بذكاء ورقة النجاح الامني بعد قيامه بضرب ميليشيات جيش المهدي في مدينة الصدر والبصرة وميسان والناصرية والكوت والحلة وغيرها وهو ما اعتبره الناخبون انجازا كبيرا يستحق عليه المكافاة في الوقت الذي يجهلون فيه امرا مهما وهو ان المالكي لم يكن صاحب هذا الانجاز ,بل ان هذا الانجاز تحقق نتيجة لتدخل جهات عدة لدى مقتدى الصدر واقناعه بايقاف عناصرجيش المهدي عن مواصلة القتال ضد القوات الحكومية ,خاصة وانها قد الحقت بقوات الجيش الحكومية خسائر كبيرة وقامت بالاستيلاء على عرباتها المدرعة واسلحتها كا رفض اكثر من الفي عنصر من قوات الجيش والمغاوير القتال ومواجهة عناصر جيش المهدي واعلنوا التمرد على قوات الحكومة ,بل وكان المالكي نفسه على وشك السقوط اسيرا بيد عناصر جيش المهدي في البصرة والتي كانت على مسافة امتار قليلة من مقر العمليات في البصرة .حصول المجلس الاعلى على المركز الثاني في غالبية المحافظات الجنوبية لا يعني باي حال من الاحوال تراجع دوره ومكانته ,بل بالعكس فانها تؤشر وجوده بشكل واضح وصريح والتراجع في الاداء امر معتاد في تجارب الشعوب ففي الهند كثيرا ما يخسر حزب المؤتمر الهندي الذي اسسه غاندي الانتخابات لصالح الخصوم وفي تركيا شهدت ذات مرة خسارة الاحزاب الاسلامية للانتخابات وصعود احزاب قومية ويمينية متطرفة بدلا عنها ,وفي فرنسا هناك تبادل في المراكز بين الجمهوريين الديغوليين وبين الاشتراكيين مما يعكس تبدل مزاج الناخب ورغبته في التغيير وتجريب كل الموجودين والتي من الواضح ان هذه الاحزاب تستفيد من تراجع نتائجها لاعادة حساباتها وتصحيح اخطائها والعودة من جديد .ان انتخابات مجايس المحافظات رافقتها في الواقع الكثير من التجاوزات والانتهاكات ,لكنها في النهاية تؤشر رغبة الشارع العراقي وارادته ولاباس في اختياره وتفضيله لقائمة على حساب اخرى ما دامت العملية تجري ضمن مناخ ديمقراطي حر .