أياد جمال الدين-مشكلة الشيعة في العراق تكمن في عدم وجود خطاب سياسي شيعي واضح
بغداد ــــ باسل الخطيب
قال عالم الدين المستقل أياد جمال الدين لـ(الزمان) امس انه يريد ان يري بناء نظام ديمقراطي تكون الدولة فيه ضعيفة والمجتمع قوياً، (دولة علمانية منزوعة الأنياب) كما يكرر دائما، دولة علي وفق آخر ما توصلت إليه علوم الاجتماع والسياسة والاقتصاد في العالم، دولة تكرس الهوية العراقية، ووطن يكون قائدا للعالمين العربي والإسلامي وبؤرة للإشعاع الحضاري لكل الأطياف والأعراق الموجودة فيهما.. وطن يحترم جيرانه ولا يتدخل في شؤونهم مثلما لا يقبل العكس، وطن يأبي ان يكون ساحة لتصفية حسابات دول الجوار مع أحد، وطن يبني علاقة تحالف وثيقة مع أمريكا..
û وحول تقييمه لمجلس الحكم الانتقالي قال:
ــ يتكون المجلس من مجموعة أحزاب وشخصيات سياسية لها تاريخها الخاص وعلاقاتها الخاصة وظروف نشأتها داخل العراق أو خارجه وما ترتب علي ذلك من علاقات مع دول الجوار، وقد أريد لهذه المجموعة ان تشكل مجلسا يكون لكل العراق، ويتحدث باسم العراق، لكنه للأسف لم يرتق لمستوي الآمال المعقودة عليه، وأصبح عبارة عن منتدي لمجموعة من الأحزاب والشخصيات، إذ انه وإلي الآن، لم يتمكن من بلورة موقف سياسي واضح ومحدد.
وعن البديل قال جمال الدين
ــ لابد من إجراء حوارات مفتوحة لمجمل القوي والفعاليات السياسية العراقية لتبديد الوحشة الحالية التي تعاني منها الأطراف والقوي العراقية كافة، وطرح الأسئلة الحرجة والمصيرية، ومحاولة الإجابة عليها علنا بكل وضوح وشفافية، لبلورة رؤية سياسية وطنية موحدة.
وحول المشكلات الموجودة في الوسط الشيعي قال جمال الدين.
ــ لا أظن الرأي العام الشيعي يختلف كثيرا عن الرأي العام العراقي ككل، وهنالك خصائص رئيسة ومعروفة تميز الرأي العام العراقي، لكن النظام البائد عمد الي ممارسة التجهيل السياسي ضد الشعب طوال أكثر من خمسة وثلاثين عاما من حكم البعث، وما نجم عن ذلك من تأثر كبير بالإشاعات، ومن عدم وضوح تصور محدد لما يجري في العراق وحوله، ومن تدمير للشخصية العراقية، بل الهوية العراقية، فبعد أن كان العراق مجتمعا مدنيا أصبح الآن قبلياً، وبات الانتماء إلي القبيلة مقدما علي الانتماء للوطن أو المذهب، بل الانتماء لأي شيء آخر، وربما كان لذلك بعض الحسنات لأن العشائر العربية في العراق تضم الشريحتين (الشيعة والسنة)، ومن هنا فقد يكون الانتماء القبلي أحد الموحدات، ولكن لا يجوز أن يكون هذا الانتماء علي حساب الهوية الوطنية بأي حال من الأحوال.
وقال في تصوري ان مشكلة الشيعة في العراق تكمن في عدم وجود خطاب سياسي شيعي واضح، وعدم وجود طموح سياسي شيعي واضح، أو ممثل سياسي واضح، أو حزب سياسي يمثلهم، أو قائد سياسي شيعي متفق عليه، وانما هنالك تيارات وقوي شيعية، ولكنها لا تتحدث باسم الشيعة ولا تمثلهم.
الزمان