إمسك أنفاسك حيث أن عاماً من الديمقراطية قد بدأ
إمسك أنفاسك حيث أن عاماً من الديمقراطية قد بدأ
خالد ابراهيم
٢٩/٠١/٢٠٠٩ الخميس ٠٣-صفر-١٤٣٠ هـ
الإنتخابات العراقية: إختيار حقيقي للناس
إمسك أنفاسك حيث أن عاماً من الديمقراطية قد بدأ
ان من السهل بمكان ملاحظة الاهتمام االعالمي الذي تحظى به الانتخابات المحلية في العراق وينعكس هذا ايضاً على مختلف وسائل الاعلام المعروفة التي تقوم بنشر المقالات او بث الرسائل الصوتية المباشرة من العراق حول الجوانب المختلفة المتعلقة بهذه الانتخابات.
نشرت مجلة الايكونوميست تحت العنوان المذكور اعلاه في عددها الصادر يوم 22 كانون الثاني 2009 تقريراً خبرياً عن الانتخابات المحلية التي ستجري في المحافظات العراقية يوم السبت المقبل 31 كانون الثاني 2009.
ويصف التقرير كيف ان الجدران التي اقيمت سابقاً لحماية نوافذ المحلات التجارية من السيارات المفخخة قد تم تغطيتها باعلانات وملصقات الدعاية والبوسترات الانتخابية حيث يتنافس المرشحون في هذه الانتخابات التي يمكن اعتبارها اختباراً إنتخابياً لقوتهم جميعاً.
ان هذه الانتخابات لمجالس المحافظاتِ ستكون مقياساً لمدى شعبية الائتلافات العراقية السياسية الرئيسية وستحدد الطريق الى الانتخابات العامة المزمع اجراؤها نهاية العام الحالي على حد تعبير المجلة.
وتمضي المجلة فتقول ان العراقيين في الانتخابات العراقية اتجهوا للتصويت على اساس طائفي او عرقي حيث اختار الشيعة الاحزاب الشيعية، السنة صوتوا للاحزاب السنية، الاكراد صوتوا للاحزاب الكردية وهكذا. ولكن في هذه المرة فان كثيراً من السياسيين والاحزاب يحاولون تجاوز الخطوط الطائفية والعرقية بالرغم انه من غير المتوقع على سبيل المثال ان يحصل حزب سني على اصوات كثيرة في محافظة شيعية كالبصرة مثلاً او ان يحصل حزب شيعي على الكثير من الاصوات في الانبار السنية غرب بغداد.
وتشير المجلة الى ان الفساد هو موضوع كبير في هذه الانتخابات حيث ان كثيراً من العراقيين يتهمون رجال السياسة في الحكومة الجديدة باثراء انفسهم في نفس الوقت الذي اخفقوا في توفير الحاجيات الاساسية للناس. وتقرالمجلة ان الولاء العشائري يملك قدرة اكبر على الثأثير في اصوات الناخبين من الجدارة الشخصية للمرشحين خاصة خارج المدن كقرية سعدة احدى المناطق العشائرية السنية شرق ديالى حيث ان مرشحاً واحداً هو الذي يهم: الشيخ محمد تركي . ”انه شيخنا و جيد لنا جميعاً“ هذا ما يقوله المواطن محمود طارق محمود القروي والعاطل عن العمل والبالغ من العمر 24 عاماً.
وتضيف الايكونوميست بقولها انه كلما تتصاعد حمى الانتخابات كذلك ترتفع معها حرارة الاتهامات بالقيام بخدع قذرة كتوزيع كارتات الاتصال الهاتفي ووضع النقود في كتيبات الدعاية الانتخابية. واحياناً يقوم المساتدون لمرشح ما بتمزيق بوسترات القوى المنافسة او تشويه ملصقاتها. ولقد حصلت بعض اعمال العنف حيث يعتقد الكثيرون ان اعمال العنف قد تتصاعد مع اقتراب يوم الانتخاب. ان العامل الدقيق الآخر على حد تعبير المحرر هو امنية مراكز الانتخاب وخاصة في المناطق المختلطة كمحافظة ديالى ،التي تجاور مناطقها الشمالية اقليم كردستان، حيث يتبادل ممثلوا العرب والاكراد اتهامات تخويف الناخبين في وقت يخوضون فيه مباحثات مغلقة مع الجيش الامريكي حول كيفية حفظ الاستقرار في يوم الانتخاب الذي سيكون فيه الجيش العراقي والشرطة العراقية في المقدمة.
وختمت الايكونوميست التقرير بقولها اذا كانت الانتخابات وبدرجة معقولة سلمية، شفافة، و عادلة فانها ستشكل خطوة كبيرة من التفاؤل نحو الانتخابات العامة المقبلة في نهاية هذا العام حيث تستعد القوات الامريكية للرحيل في الوقت الذي يجب فيه على العراقيين ان يقتربوا اخيراً من حكم انفسهم بانفسهم.
وقامت اذاعة البي بي سي 5 يوم الاربعاء 28/01/2009 ببث تقرير خبري مباشر من النجف الاشرف تحدث فيه مراسلها واصفاً الوضع الامني في هذه المدينة المقدسة بالاكثر استقراراً وكمية البوسترات والدعاية الانتخابية فيها بانها اكثر من كميتها في العاصمة بغداد بالنظر لاهمية هذه المدينة التي تشبه اهمية الفاتيكان لدى المسيحيين على حد تعبير المراسل.
التصويت المبكر في العراق عموماً سلس
الصورة نشرتها جريدة النيويورك تايمز في عددها الصادر هذا اليوم، ضمن تقرير اخباري حمل العنوان اعلاه، وهي لناخب يغمس اصبعه بالحبر بعد ادلائه بصوته يوم الاربعاء 28/01/2009 في مدينة الطب بغداد.
وذكرت الجريدة ان الآلاف من افراد الجيش والشرطة والمرضى والسجناء قد ادلوا باصواتهم يوم امس الذي خصص لهم واضافت ان الاتتخابات وبشكل عام قد جرت بسلاسة حسب ماصرح به مسؤولوا مفوضية الانتخابات.
هذا غيض من فيض مماتم نشره حيث لايمكن الاحاطة به في هذه الالمامة السريعة ولكن الذي ُيثلج القلب ان ترى هذا الاجواء الانتخابية الحرة في بلدنا والامل ان يحظى المواطن العراقي بانتخابات نزيهة فهذا اقل مانستحقه بعد كل سنوات الحرمان والاضطهاد. ولايهمنا من يفوز فالفائز الاكبر هو شعبنا العراقي الذ ي ُيثبت يوماً بعد يوم جدارته وقدرته على بناء وطن مزدهر تسوده مبادئ العدالة الانسانية والازدهار الحضاري.
التقرير من اعداد:خالد ابراهيم
ibrahimk12@hotmail.com