هل أخطأ المالكي في دعوة البعثيين
[grade="4b0082 000000 4b0082"]هل أخطأ المالكي في دعوة البعثيين[/grade]
وليد سليم
لقد أثيرت حزمة من الاعتراضات والتساؤلات حول قيام المالكي بدعوة البعثيين المضطرين للانخراط في صفوف حزب البعث يوم كان هذا الحزب يسيطر على جميع مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق ،،، لقد كان المواطن العراقي محكوما ببعض القواعد والتصرفات الحزبية الفردية دون أن يكون له رأيا في هذا الأمر أي لا يحق له الاعتراض على أية مسألة تدخل في سياق تعاليم البعث لأن ذلك قد يسوقه إلى المصير المجهول وهو أمر عاشه جميع أبناء الشعب العراقي دون استثناء ومن أراد أن يثبّت موقفه ويدعّمه كموقف يخالف رأي السلطة البعثية الحاكمة عليه أن يفكر بمغادرة العراق لأن لا مكان لمن يريد أن يعترض على نظرية الحزب الحاكم آنذاك وهي قاعدة ونظرية رصينة عند البعثيين ولا يمكن المساس بها في حال من الأحوال ولن ينسى المواطن العراقي مقولة البعث السخيفة التي تقول أن العراق بكل تعداده السكاني يجب أن يكون حلقة بعثية واحدة ومغلقة أي لا يمكن أن يكون عراقيا خارج نطاق هذه الحلقة المغلقة ، وعمليات التعرّض للتغييب والقتل والسجن كانت بانتظار جميع من يعارض الانخراط في هذا الحزب المشئوم حيث كانت هذه النظرية قائمة من اجل تخويف جميع أبناء الشعب العراقي وهو أمر يعلمه الجميع دون استثناء.
اليوم نرى هذه الضجة الإعلامية التي تتأجج ضد السيد المالكي رئيس الوزراء العراقي الذي يدعو جميع من لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين في العودة إلى الصف الوطني وهم من الذين أجبروا على السير في طريق النظام السابق كبعثيين مسجلين في صفوف الحزب وإلا لو كان جميع من يرفض التسجيل عليه أن يغادر العراق أو يختفي لكان ثلثي الشعب العراقي سيغادرون العراق وعند ذلك لم يبقى غير البعثيين الموالين حقيقة لهذا الحزب الشوفيني ،،، ومن هذا المنطلق إن رئيس الوزراء وكونه مسئول عن جميع العراقيين عليه أن يكون وطنيا ويعرف أن هناك عوائل خلف هذا العدد من البعثيين الذين أجبروا على العمل مع البعث ولو كان أي إنسان غير المالكي في منصب رئاسة الوزراء فسوف يتحتم عليه اتخاذ هذا الإجراء وإلا سيكون عرضة لنقمة الكثير من الشرائح الاجتماعية وتعرضه لانتقادهم ،، ثم لماذا لم ينتقد من طالب منذ البداية بإعادة هؤلاء وعلى نطاق واسع لأن يعودا إلى سلطات القرار وهؤلاء الذين طالبوا هم من المتصدين اليوم في الدولة وفي مراكز القرار الأولى بل ينتمون إلى أحزاب سياسية دينية وطالما نجد أن أحزابهم تطالب باجتثاث البعثيين أليس ذلك تناقضا أيها المطبلين بأقلامكم ،، أنا متأكد أن الذين يكتبون حول هذا الموضوع لهم غايات النقمة على ما فاتهم في الانتخابات المحلية الماضية فيطبّلون بأسماء وهمية تارة من آل غلام وتارة باسم المبرقع كي يوهموا الناس أنهم من ذيك العائلة الكريمة التي قدمت العديد من الشهداء ،، يجب أن يعرف هؤلاء أن الألاعيب وسياسة القدح قد أصبحت واضحة لدى عموم الشعب العراقي وهذه الحقائق التي يتحدثون عنها هي قبيل الانتخابات المحلية الأخيرة ونتائج الانتخابات هي مبدأ واضح ورد قوي على هؤلاء المطبلين لجهة سياسية أصبحت خاوية ببرنامجها السياسي المرفوض من قبل الشعب العراقي .