السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ليس العراق من يتعرض الى عاصفة ترابية , بل ان حاضر العالم يعاني من هضذه المشكلة .
kbs
"أسوأ عاصفة ترابية صفراء على كوريا “
عادت الرياح والعواصف الترابية الصفراء - التي تهب من الصين - مرة أخرى هذا الربيع إلى كوريار ، وقد اشتدت كثافتها في الجو، لتغطي كامل الأرض الكورية فيما عدا جزيرة جيجو في البحر. وقد بدأت بشائر الربيع تنبئ بقدر وافر من العواصف الترابية الصفراء ، وهو ما أدى إلى إطلاق إنذار لكل الأمة حول مخاطر تلك العواصف يوم أمس الاثنين. الرياح الصفراء القادمة من أعماق الصين هي المسبب الرئيسي للالتهابات الرئوية والمخاطر الصحية الأخرى ، بالإضافة إلى إسهامها في تعطيل أجهزة الرصد الالكترونية الدقيقة ، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية وعدد لا يحصى من الخسائر نتيجة لانزواء الناس خوفاً منها. ولتجنب واتقاء مخاطر هذه الرياح يجب أن يلبس الناس الكمامات والنظارات الشمسية لدى خروجهم إلى الشارع ، و المحافظة على الأبواب والشبابيك مغلقة لحماية الأطفال في المنازل ، ولكن كل هذه الحلول تعتبر حلولاً مؤقتة حيث يتوجب أن نتجه إلى مصدر المشكلة ومعالجتها معالجة جذرية ونهائية. في الأصل الرياح الصفراء تبدأ من الصين في الربيع من كل عام ، ومن منغوليا ، حيث تهب الرياح العاتية لتحمل ذرات الرمال الدقيقة من صحراء غوبي متجهة عبر البحر إلى كل من كوريا واليابان. في الواقع لا يمكن صد هذه الرياح أو ذرات الرمل ، وبالتالي يلجأ الناس إلى استعمال الكمامات، والقبعات وإغلاق الأبواب وتغطية الأجهزة الحساسة لحين انقشاع العاصفة. وأفضل الطرق أن تظل بعيداً عن العاصفة أو أن تستعمل كمامة لتنقية الهواء بحيث تسمح بدخول الهواء النقي بعد تصفيته ، بالإضافة إلى غسل اليدين والوجه جيداً عندما تعود من الخارج ، وتغطية الأجهزة الحساسة حتى لا تتعطل نتيجة لدخول ذرات الرمل الصغيرة. وكل هذه الحلول تعتبر ، كما أشرنا ، حلولاً مؤقتة ، أما الحل الجذري والفعال فهو أن نتجه إلى أصل هذه المشكلة البيئية ، أي أن الأهم هو أن نعالج أصل المشكلة. والمشكلة ناشئة عن عوامل التعرية والتصحر الذي أصاب الصين وإقليم منغوليا، إضافة إلى عوامل أخرى منها الرعي الجائر والمشاريع التنموية الطائشة الغير مدروسة ، التي أدت إلى إزالة الغطاء النباتي وعمّقت مشكلة التصحر. باختصار وقف التصحر هو الحل الوحيد والفعال لوقف هذه الرياح بصورة دائمة، وقد يكون من الصعب جداً وقف معدل التصحر الحالي، ولكن هناك وسيلة أخرى تتمثل في غرس الأشجار ونقل الغابات الجاهزة وتثبيتها، وهو إجراء يمكن أن يعيد للتربة رطوبتها وغطاءها النباتي. وربما تأخذ هذه العملية الكثير من الوقت، ولكنها في نهاية المطاف تمثل الحل الوحيد الناجح والفعال. الجهود في هذا المجال متعددة ولكن أهمها جهود كوريا واليابان والصين التي تضافرت من أجل معالجة المشكلة ، وإعادة الغطاء النباتي إلى أعماق الصين ومنغوليا. فالعاصفة الترابية تنتج عن التصحر ، الذي يسببه التعامل البشري غير المسؤول تجاه البيئة ، وعدم اكتراثه بتدمير الطبيعة. ومن ثم فإن الحل الوحيد لإعادة الطبيعة إلى ما كانت عليه ، هو في اتباع قانون الطبيعة نفسه ، بصرف النظر عن المدة التي سيأخذها والصعوبات المتوقعة.
