اجمل هدية تقدمها لطفلك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحد أهم و أفضل الأشياء التي ممكن أن نعطيها إلى أطفالنا هو الحب الغير مشروط و هي عامل رئيسي جدا في نموهم بشكل مستقر تماما و تقوية شخصياتهم و منحهم الثقة بالنفس و الشعور بالسعادة للعمر كله.

ماهو الحب المشروط؟
هو أن تربط حبك للطفل بشرط ما. مثلا أن نقول للطفل، أنا سوف أحبك جدا لو أنك أكلت هذه الوجبة كلها. أو أنا سأحبك إن أنت طلعت من ال3 أوائل في المدرسة. أو أن نقول، بما أنك لم تسمع الكلام أنا لا أحبك و لن تراني بعد ذلك.

لماذا الحب المشروط هو ضار؟
لأنه يعطي شعورا للطفل بأن عليه أن يسعى جاهدا لإرضاء الوالدين أو إحداهما (طبعا هذا غير رضا الوالدين الواجب الديني المقدس). فيشعر الطفل بأنه ليس كفؤ لأن يحصل على محبة الأب أو الأم، و أنه أصلا شخصا غير مناسب، فتبدأ عملية فقدان الثقة بالنفس و الشعور المستمر بالقلق و التوتر و الإحباط، و يدخل في دوامة مغلقة في البحث عن السعادة. الكثيرون من هؤلاء الأطفال يكبرون و ينجحون في حياتهم، لكن التعاسة تبقى ملازمة لهم، فهم في حالة دائمة في البحث عن السعادة، و لا يعرفون عما يبحثون عنه. تجده قد يصبح مدير شركة أو عالم كبير أو حتى يفوز بجائزة نوبل لكنه دائما تعيس و يركز على كل الأمور السلبية قبل الإيجابية و يتشاءم و حتى إن كان كل شيء من حوله في أفضل حالة.

لماذا يحب الأطفال الجد و الجدة في حالات كثيرة؟
لأن الجد و الجدة يعطوا في أكثر الحالات الحب الغير مشروط، فهم يكونوا قد مروا بالكثير من الحياة و يدركون أن أفضل المشاعر هو الشعور بالحب و السعادة و الدفئ، و كل ماعدا ذلك لا يهم، فتجد الأطفال يشعرون بالكثير من الراحة مع الجد و الجدة.

هل يعني الحب غير مشروط ممكن أن يدلع الأطفال؟
أبدا، الحب الغير مشروط هو أن نعاقب الأطفال عند إرتكابهم للأخطاء لكن دون العبارات القاسية التي تبتز الطفل عاطفيا مثل (أنا لن أكون أمك بعد الآن. أنا لا أحبك. أنا سوف أذهب و أنت ستبقي بلا أم و لا أب). علينا أن نعلم أن الأطفال يأخذون كلامنا مأخذ الجد و نحن قد نعرضهم لضغوط نفسية كبيرة و نعرض شخصياتهم للكثير من الإهتزاز و عدم الشعور بالأمان. العقاب لا بد منه، لكن دون الخروج عن موضوع الخطأ و العقاب، دون أي إبتزاز عاطفي آخرأ.

الحب الغير مشروط قد يكون سببا لقناعة لا تفنى و لسعادة تدوم و لتفاؤل في مختلف الظروف و المصاعب لأطفالك في مستقبلهم.

و على العموم الحب الغير مشروط هو طريقة تفكير لا تقتصر على تربية أطفانلنا فقط، بل ينطبق على شريكة العمر بدرجة أخرى و طريقة مماثلة. كما أنه ينطبق على نظرتنا للحياة و تعريفنا للسعادة. فكثير من الناس يعيشون في دوامة من التعاسة، و تراهم دائما يبحثون عن المثالية الصعبة، فتراهم دائما عندهم 10 أسباب جاهزة للتعاسة، فإن حصل على الشهادة، فهناك الوظيفة، و إن حصل على الوظيفة، فهناك الترقية، و إن جاءت الترقية، فكيف فلان يترقى بشكل أفضل؟؟ هناك دائما سببا للتعاسة، فهم يضعون شروطا للسعادة، و هذه الشروط لا تنتهي مدى العمر كله، أو أنه يدرك خطأه بعد فوات الأوان و مضي السنين.

و قد ينطبق على أشياء أخرى في العمل،

الحب غير مشروط هو أحد أفضل الهدايا التي بيدنا أن نمنحها لأطفالنا إن كنا بالفعل نحبهم و نرجوا سعادتهم

دمتم بخير

تسلم اخي على المشاركه القيمه

تسلم اخي على هذا الموضوع الرائع

شكرا اخي الفاضل على هذا الموضوع

معظم الحالات التي رأيناها لشباب قد سببوا مشاكل لآباءهم هو بسبب أنهم أغدقوا عليهم الحب والدلال منذ الصغر ولم يرفضوا لهم طلب وتساهلوا معهم في امور حياتهم ودراستهم، الحب ان زاد سبب الدمار لحياة الاولاد وان قل سبب العقد النفسية لهم ،