التاسع من نيسان اطاحة بدكتاتور وولادة آخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هو التاسع من نيسان
كان يوم للمفاجأة
مفاجاة الشعب العراقي والعالم على السواء
فقد حل فيه إعلان ساعة الاصلاح
بعد عشرات من سنين خطأ قد غادرت
حدث هذا الصلاح في سرعة مذهلة ... في ساعة قصيرة من عمر الدهر
ساعة الخلاص والصلاح , أجتمعت تحت خيمتها عيون الارض والسماء
فكانت لوقعتها أثر عظيم , فقد أثقلت موازين الدهر بشفقيه الدمويتين
ساعة أخترقت جدار الاحداث الدكتاتورية , أخترقت ذلك الجدار ... ريشة مباركة عجزت الابصار الميته ان تتابع خطواتها , وإنهزمت أفئدة الضلال حال وقعتها , حتى أعلنت فشل تدابيرها .
إنها ساعة مباركة , قطعت أوتار تاريخ فاسد , ساعة دمرت خطوط المحن ... لكن : يا للعار .. ثم يا للعار ... للذين كانوا وما زالوا يعيشون في الدنيا نفاقا , فما زالت في أفقنا غبار عذاباتنا , حتى أرتد جهلتنا وأخبثنا منبعا ....
كان الأولى بالمردة أن تسجن أرواح أنفسها أو ترجمها لتطهرها من دائها الساكن فيها , نفوس مريضة وصغيرة آثرت على نفسها ان تزحزح يوم الخلاص عن مقامه , وتجرده من أكاليل الفرح وألوان استجابة الدعاء ....
آثرت تلك النفوس المريضة ان تستكمل عدة موت ولي نعمتها وأباها , لكن القدر أشبعها هزيمة أقبلت عليهم , وهزيمة أدبرت عنهم , فإذا بعددهم الخارج من الغاب والمعزز من الصحراء يتبدد , كأنهم غيمة في الظهيرة .
وينتبه العالم بعد الفاجعة الكبرى على النفوس , فإذا صفوف ابناء الغاب والصحراء تنهار شاردة , وهي تطوي المسافات أما قفزا أو طفرا , باحثة عن ملجأ تأوي إليه , فيما أخذت أخرى تلعق جراحها ويسيل لعابها , وأخرى أستضل تحت فيء وهو يلهث وآخر قد قعى على ذيله وترك فاه مذهولا من شدة الهزيمة التي لم يحسب لها حساب .
إنها شراذم من هنا وهناك , فلول ألتصق بها الوهن والعار , أينما أتجهت أنظارها , أبصرت النكبة والهزيمة القاصمة ., حتى عصف الهوان في شرائع أرواحهم .
وفاز من كان الخير في طائفتهم , وأخذت أجنحة الصبر والثبات لا تبارح سعيهم في ميدان التقدم والاقتحام , يشقون طريقهم حاسرين الجسد بلا ترس , وإيمانهم لأجسادهم درع , لا يحترزون من الردى المتربص والمتدرع بالاحقاد والجاهليه .
ويبقى العراق قسيم الجنة والنار , العراق بلد محمد المصطفى " صلى الله عليه واله وسلم " , يعرف به المؤمنين من المنافقين , يعرف به الفائزين من الخاسرين , تطلب الانسانية فيه رضى السماء عنهم وعن أقوامهم , فمنها - الانسانية - أظهرت الكفر ليزداد أهل النفاق نفاقا ومرضا , وأخفت الايمان طمعا في مرضاة الله عز وجل .
وجاءت رسل الانسانية تلك تقطع الفيافي والجبال والسهول , وتعبر المحيطات والخلجان , سابحة نحو الاهوال , تطلب الظفر والرحمة لما بقي لها حساب في الدنيا , فغاصوا في حرب هشمت العظام , وعجن الدم مع الثرى , وأصوات الظفر يرددها الصدى , فهوى الجهال والبدو صرعى , وشاء حقدهم الاسود ان يتذوق من دمائهم أيضا .
