أخدم نفسي

cri

أخدم نفسي

http://www3.0zz0.com/2009/05/01/10/465861343.jpg

مع زيادة الجامعات والمعاهد الصينية التى تقبل طلبات الالتحاق بها ازداد عدد خريجيها خلال السنوات الأخيرة. وجاء في احصاءات عام 2009 أن أكثر من ستة ملايين خريج في حاجة إلى التوظيف بعد تخرجهم من الجامعات والمعاهد. لكن توظيف هؤلاء يواجه صعوبات كبيرة بسبب الأزمة المالية التي تجتاح العالم كله الآن.

ورغم ذلك فإن الحكومة الصينية تحاول حاليا اتخاذ مجموعة من الاجراءات لمساعدة هؤلاء الخريجين على العمل. ومن بين هذه الاجراءات تشجيع هؤلاء الطلبة على العمل في الهيئات القاعدية بالبلدات والأرياف ووضع نظام خاص لدعم الخريجين الفقراء. إلى جانب ذلك تدعو الحكومة الصينية الخريجين إلى القيام بمشاريع لخدمة الذاتية ( أى أخدم نفسك بنفسك). والواقع يقول إنه خلال السنوات الأخيرة قد طرق عدد كبير من هؤلاء الخريجين هذا الطريق أى قاموا بتفح مشاريع خاصة. وهناك أغنية صينية شائعة عنوانها " اخدم نفسي " تصف حالات هؤلاء الطلبة. وفي حلقة اليوم نعرفكم ببعضهم لنتعرف على حياتهم السعيدة بعد بدء مشاريعهم الذاتية الخاصة التى تتطلب منهم المزيد من الجهد والمعاناة.

لعل آذانكم قد سمعت الآن موسيقى زفاف العروسين. ومن خلال هذه الموسيقى نتعرف على بعض الشباب الذين شكلوا بعد تخرجهم من الجامعة مؤسسة مسؤولة تضطلع بأنشطة تصميم أزياء الزواج والموضة للعرسان الجدد. يقع مكتبهم في بكين واسمه "دو تشي هو به" ومعناه " كهرمانة ببكين الجميلة". ورغم أن مساحة المكتب ضيقة ألا أن مختلف أنواع أزياء الزواج تعرض فيه وتصدح في أرجائه الموسيقى الخفيفة أثناء وقت العمل. أصحاب المؤسسة هم أربعة من الخريجين والخريجات. الخريج الشاب درس أساليب وفن تنسيق الورود واسمه يانغ مياو. أما الخريجات الثلاثة هن فاسم الأولى بان بان وكانت قد درست علم الجماليات والأخرى لى دان كانت عارضة أزياء أما الرابعة مي زى فقد درست المكياج. وهذا المكتب هو ثالث مكتب لهم. أما أول مكتب لهم فقد كان صغيرا لا تبلغ مساحته إلا عدة أمتار مربعة فقط. تعليقا على ذلك قال بان بان:

" في بداية الأمر واجهنا الكثير من الصعوبات. ولكن بفضل جهودنا وحظنا الجميل وجدنا هذه الغرفة الكبيرة وفتحنا بها مؤسستنا."

http://www10.0zz0.com/2009/05/01/11/555907645.jpg
الوقت يعود بنا إلى الوراء قليلا لنستعرض عام تخرج هؤلاء الطلبة الأربعة من الجامعة. حيث فتحوا مؤسستهم هذهوهم متحمسون جدا. ثم ساروا بعد ذلك في طرق شائكة لإدارة هذه المؤسسة. قال يانغ مياو:
" في بدايات العمل بمؤسستها ليست لم تكن لدينا أموال كافية مثل الآخرين ولم نكن نعرف الذين يعملون في الأوساط الاقتصادية والتجارية ولهم خبرات ومعلومات وافرة. لذلك كان علينا أن نتعلم كل شيء جديد ونعتمد على أنفسنا ونتعود على الأجواء التي سنعمل فيها حتى نكتشف الأسلوب المناسب لإدارة مؤسستنا."

أخيرا اكتشف يانغ مياو ومن معه الأسلوب الذى يناسبهم في إدارة مؤسستهم. فقد استفادوا مما تعلموه في الجامعة من أساليب التجميل والمكياج والتصاميم وقاموا بتصميم أزياء الزفاف وهيكل الشعر للعرسان الجدد التى تتناسب مع ظروفهم وطباعهم. بخصوص ذلك قال يانغ مياو بتأثر شديد:

" إن خدمتنا الممتازة التي تتمثل في الجودة والأسلوب قد لقيت تقديرا وثناءا عاليين من قبل الزبائن. هكذا أنشأت الثقة بيننا وبين زبائننا. كانت العلاقات بيننا وبين زبائننا تتمثل في علاقة تجارة لكن في الواقع تحول هؤلاء الزبائن وأصبحوا أصدقاءا لنا. وبفضل ترويجهم وترديدهم الثناء على جودة خدمتنا يأتي إلى مكتبنا المزيد من الزبائن الجدد. هكذا شهدت مؤسستنا تطويرا مستمرا."

بفضل الخدمات الممتازة بدأ مكتب " دو تشي هو به " يحقق الربح. ورغم أن هذا الربح غير كثير إلا أن هؤلاء الشباب الأربعة شعروا بكل سعادة وبأن ثمار نجاحهم بدأت تتوالى عليهم فقال يانغ مياو:

" في الحقيقة لستا سعداء فقط بما نحصل عليه ماديا بل بالعكس نحن سعداء لنجاحنا في عملنا وأسلوب إدارة مكتبنا."

وبينما هذا العمل الجاد يحقق المزيد من التطور حدثت الأزمة المالية العالمية. فارتفعت أسعار القماش. لكن الطلبات عن الأزياء محجوزة ولا يمكنهم رفع أسعار الأزياء المطلوبة. هنا واجهتهم صعوبات مادية. إذن ما العمل أمام هذه المشكلة؟ شعر هؤلاء الشباب بالاحباط وبدأ يانغ مياو الذى لم يواجه مثل هذه المشاكل فيالاحساس باليأس. تعليقا على ذلك قال يانغ مياو:
" كنت في ذلك الحين متململا وحيرانا في موقفى أمام هذه الصعوبات. وبدأت أبحث عن أعمال أخرى من أجل سد رمقي هذا من جهة، ومن جهة أخرى من أجل تخفيف الضغط النفسي حتى أفكر جيد في مستقبلي."

خلع يانغ مياو وهو الرجل الوحيد بالمكتب نفسه. فكيف تتصرف الفتيات الثلاث الباقيات أمام الطلبات المحجوزة؟ مهما تكن الصعوبات عليهن الانتهاء من تشطيب الأزياء المطلوبة. فثابرن على عملهن حتى انتهين من الطلبات. أما يانغ مياو فلم يكن مطمئنا بعد تركه المكتب الذى أسسه بعرق الجبين. فكان كلما انتهى من عمله في وظيفة أخرى توجه إلى المكتب لتقديم النقود التى يحصل عليها إلى الفتيات الثلاث. يقول يانغ مياو:

"كان يمكننا أن نقترض من الأصدقاء أو من البنك أو نطلب النقود من والدينا للمرور من من هذه الأزمة. لكننا كنا نريد الاعتماد علىأنفسنا دون الاعتماد على الآخرين."

هكذا بالاعتماد على أنفسهم تغلبوا على الصعوبات المالية ووجدوا فرصة جديدة لتوسيع مجالات عملهم. وأصبحوا مشغولين في عملهم من جديد. بشأن ذلك قالت بان بان:

" نحن مشغولون جدا خاصة في يومي السبت والأحد. فمن الساعة ال9 صباحا حتى الساعة ال7 أو ال8 مساءا نصبح مشغولين جدا مع العرسان في تجريب الأزياء والمكياج. وعلينا أن نستيقط في الساعة 5 أو ال6 صباحا."

بشأن ذلك قالت مي زى:

" مرة اضطررت إلى الاستيقاط في الساعة ال3 صباحا لعمل المكياج لعروس. كان صعبا علي أن استيقط في هذا الوقت المبكر. لكن بعد أن سمعت كلام اقارب العروس وثنائهم على المكياج شعرت ببالغ السرور والسعادة. وعندما غادرت العروس وأقاربها غرفة المكياج تهالكت على الكرسي ونمت من التعب."

هؤلاء الشباب واثقون أن مكتبهم ينتظره مستقبل واعد. إنهم يشجعون الخريجين الآخرين الذين يبحثون عن الوظائف حاليا على خدمة أنفسهم بأنفسهم وفتح مشاريع خاصة بهم حتى ولو كانت صغيرة. ويرى يانغ مياو أن بدء هذه الأنسطة الذاتية من قبل الخريجين الجدد أصبح تيارا رئيسيا في الصين.

وها هو العريس وقد وصل لتوع مع عروسه لاختيار ملابس الزفاف لأنها سيتزوجان الشهر القادم.