-
:elaking: هدايا العرس
rri
هدايا العرس
:elaking:
أن قائمة الهدايا التي يتم تبادلها في حفل الزفاف متوارثة من الأجداد و إلزامية إن صح التعبير وقد كرسها العرف الاجتماعي وبكل محتوياتها كما كانت قديما فلا يتجرأ أحد على استبدال هدية بأخرى أو تقليص القائمة على هواه .. نجد محتويات قائمة الهدايا في بحث عالم التراث سيميون ماريان والتي تبدأ بالأشياء التي يقدمها العريس للعروس فعليه اقتناء صندوق ضخم من الخشب و إرساله إلى العروس ببضعة أيام قبل العرس لكي تضع فيه جزئا من مهرها .. وجرت العادة أيضا أن تهدي الشاب إلى عروسه حذاء أو جزمة بالإضافة إلى مشط ومرآة صغيرة و ثوب من الصوف أو الحرير .. كما توجب عليه أن يشتري لها الحجاب الذي ستضعه على رأسها في مراسم الزواج إضافة وكذلك المنديل الذي تغطي به العروس رأسها بعد إزاحة الحجاب في نهاية حفل الزفاف كإشارة إلى انضمامها إلى مجتمع النساء المتزوجات . ويشتري العريس أيضا باقة الزهور التي تحملها العروس في مراسم عقد الزواج .. وإن كان ثريا يهدي إلى عروسه أيضا صدرية مطرزة فاخرة من الصوف أو الجلد أو فرو الخروف و يقتني لها حجابا مزركشا مطرزا بخيط الذهب و الفضة بدلا من الحجاب الأبيض البسيط .. و كان على العريس أيضا أن يقدم لحماته حذاء أو جزمة
ما الهدايا التي تشتريها أو تعدها العروس فهي أكثر عددا وأغلى ثمنا فإلى جانب ما تهديه إلى العريس ووالديه يقع على عاتقها أيضا إعداد أو اقتناء الهدايا التي ينبغي تقديمها للأشبين و زوجته و لوكيل العريس و المنادين و سائر الشباب الذين يساعدون العريس في استعداداته لحفل الزفاف .. تتصدر القائمة القطع التي تشكل زي العريس في يوم الزفاف وأهمها القميص الذي تقوم هي بنسج قماشه وقد يكون من القطن أو الكتان أو حتى الحرير وذلك حسب إمكانياتها المادية ثم تقوم العروس بخياطته و تطريزه .. ومع القميص تهدي إليه أيضا حزاما فاخرا من الجلد وزهرة ليثبتها الشاب على قبعته في يوم الزفاف .. وإضافة إلى هدايا العريس على الفتاة أن تعد قميصا لحميها و آخر لحماتها التي تستلم منها أيضا منديلا مطرزا .. والحقيقة أن قميصي الحم و الحماة لا يقلان أناقة من قميص العريس وهما من القماش الرقيق المطرز .. و تهدي العروس إلى وكيل العريس ومناديه و سائر مساعديه في حفل العرس مناشف صغيرة مطرزة .. وتحرص على إرسال قميص العريس وحزامه إلى بيته عشية العرس أما سائر الهدايا فبإمكانها توزيعها أثناء حفل الزفاف و بعده كذلك .
احظ سيميون ماريان أن الفتيات نادر ما كن ينتظرن الخطوبة ليباشرن في إعداد تلك الهدايا إذ أن أغلبيتهن كن يقمن بحياكة القماش قبل عقد خطوبتهن بكثير ذلك أثناء أمسيات الأشغال اليدوية التي كانت تنظم في القرى في موسم الشتاء .. وكن بعد الخطوبة يقمن بخياطة القمصان وتطريزها فقط .. ومع ذلك كان عبء الاستعدادات أثقل من أن تتحمله العروس وحدها ففي الأسابيع السابقة لحفل الزفاف كانت تطلب من فتيات أخريات من القريبات والصديقات أن يساعدنها في تطريز المناشف الصغيرة وصنع قميصي الحم و الحماة . فكانت كل عروس تدعو مساعداتها إلى بيتها طيلة الأسابيع السابقة لحفل الزفاف ليحكن ويخيطن و يطرزن وأثناء العمل كن يغنين و يقصصن الحكايات و الطرف . وجمع سيميون ماريان في بحثه كلمات مختلف الأغاني التي كانت الفتيات يؤدينها أثناء العمل و التي كان قد حصل عليها أثناء بحوثه الميدانية في مختلف أنحاء البلاد وقال إن النساء و الفتيات كن يخترن الأغاني التي يؤدونها لتتناسب كلماتها مع وضع العروس وحتى مع أوضاعهن مساعداتها .. فإذا كانت العروس تتزوج من الشاب التي تحبه كانت الأغاني تهنئها على حظها السعيد أما إذا كانت تتزوج إطاعة لوالدها من شاب لا تحبه فكانت الأغاني ترثي عليها .. وأما المساعدات المتزوجات فكانت أغاني السعيدات منهن في حياتهن الزوجية مرحة ومتفائلة و تبشر للعروس بحياة بهية أما إذا كن تعيسات كفكن يؤدين للعروس أغاني حزينة تحذرها من مصائب الحياة الزوجية . وتقول واحدة من تلك الأغاني :
غني يا بنتي وافرحي وأنت في بيت أبيك
ففي بيت الحماة ستنسين الغناء
على شرفة حميك ينساك حظك
فالحم غير أبيك و الزوج غير أخيك
طعام الحم غير العسل و الكعك
وحب الزوج كالغصن الجاف
تستنين إليه فيوقعك
و هذه أغنية زفاف للمطربة فاليريا بيتر بريديسكو تقول كلماتها :
ما اجمل الأعراس في قريتنا.. و ما أبهجها ..
لنحضرها ونرقص و نغني و نصيح ..
لا يهمنا الطعام و الشراب
فلدينا في البيت ما فيه الكفاية منهما
وإنما نريد أن نرقص و نغني و نصيح ..
ماذا تبقى من قائمة الهدايا في يومنا هذا ؟ الحقيقة أنه تبقى منها القليل من الهدايا التي يقدمها العريس للعروس فعليه أن يشتري لها باقة الزهور في حين أن حجابها أصبح شراؤه من واجب زوجة الإشبين ..وتشتري العروس فلا للعريس قميصا ليوم الزفاف أما سائر الهدايا المخصصة لوالدي العريس و العروس فلم يعد تقديمها إلزاميا . وإن كان العريس ميسورا يقدم للعروس خاتما في يوم زفافها .. وتجري العادة أن يتبادل العريسان و الأشبين وزوجته بعض الهدايا الرمزية