قطارة الكهرباء وطموح الأبرياء..!!
قطارة الكهرباء وطموح الأبرياء/
اكرم التميمي- ذي قار
الأربعاء 01 /7/ 2009
مدينة أغرقها موج الأحلام بين سبات الماضي ووجع الظلم والظلام مسكينة هذه المدينة التي تقتحمها صرخة الفقراء .وحلم العصافير يتدلى على أضرحة تلك الأشباح التي فرضها الصمت اللامعقول .
اللغة لن تتغير والوعود تتزحلق على صفحات الحجر النهري والخوف يزحف على أروقة الاسرة العراقية
لكي تحتفظ بأمنية واحدة هي ان لاينقطع التيار الهوائي فتذوب أحلامها بصندوق خشبي الى اخر مثوى وبعدها نأسف على أرقام العداد السنوي لتلك الحياة التي اغرقتها حروب الامس حتى كتبت على جبين كل عراقي لنهاية الرحلة .
ومع كل ذلك فان الطموحات مشروعة لكي نحتفظ بأدوات التبريد القديمة كالصندوق الخشبي الذي حفظ لنا موادنا الغذائية طيلة فترة الطفولة ومهفة جدتي التي لازالت تهفهف على اخوتي لكي تكتمل غفوة تلك الاسرة التي ذوبتها تقنيات الكهرباء المتطورة .
إنها طموحات مشروعة لمواطن دفع الثمن مسبقا ومع هذا فهو متضرر من .....
قد يلومني البعض حين أتحدث بهذه الصراحة .
فهي سلسلة من المعاناة تتجسد بين طيات الدوائر الخدمية من طرف وخدمة الكهرباء من جانب اخر ناهيك عن التاثيرات الجانبية للمولدات .
حيث تتردد يوميا العشرات من العوائل إلى الدوائر الخدمية للنظر في قضيتهم و هو حق مشروع لكل عراقي وفي ممرات هذه الدوائر ينظرون كيف تتجسد فيها
الوعود الوهمية مترجمة بقاموس الأحلام .
قد يتحير المواطن بين أسئلة لاجواب لها وخدمات تفتقر الجدية والجرأة في المبادرة والسبب واضح لدى البعض ولكن هناك المخفيات من الكادر الوسطي الذي يمتهن اللعب مع المسؤول بتفنن والمدعوم من جهات مجهولة .
مرة يتذرع البعض من المسؤولين في الصلاحيات ومرة أخرى يرمي الكرة في ملعب الدوائر الاخرى .
اليوم نعود خطوات للتراجع لالشيء بل لنعود إلى تراث الآباء والأجداد في استخدام الأدوات التراثية من وسائل التبريد والإضاءة
( المهفة / الفوانيس )
وأمنياتنا تتجدد كل لحظة عسى أن تتحول هذه الفوانيس إلى فوانيس سحرية لكي نحقق أمنية خيالية وهي نعمة الكهرباء .........
ولكن آسف جدا لأنها تضر بالصحة فلا حاجة لها.......
ونحن نتجول بين خبايا الأزمات للاطلاع على أسباب كثيرة ومتداخلة بين الماء والكهرباء وهما خدمتان متلازمتان . وبعد الملل الذي رافقني طيلة ست سنوات فقد شاطرتني السماء يوم بكت في ليلة ساخنة بدموع من الجمر رغم اني تركت منزلي لاعود على طريقة عائلتي القديمة للنوم في السطوح فرفعت راسي لكي انتظر ليلة القدر فيكون مطلبي لهذا العام كهرباء ميسورة وحياة مستورة .