اشتباه

اشتباه جبار قاسم
بعد أجراء عملية استبدال صمام قلبي بقطعة صمام صناعي مطلي بالبلاتين قمت بشراء ساعتي الجديدة والغالية فهي ماركة عالمية ليعلو ضجيجها فوق تكتكة وخرخشة قلبي المستهلك.
كنت أسير مهرولا تحت حرارة الشمس والتي تزيد من تدفق دمي وازدياد ضربات قلبي التي ترافقها ضربات الصمام المعدني .
لم البس ساعتي الجديدة عندما أشرت لصاحب سيارة الأجرة لإيصالي إلى البيت والذي يبعد عن مكاني هذا عشرين دقيقة.
عندما صعدت شعرت بالملل من السائق وأسئلته الكثيرة والمملة وهو يقول : كم الوقت ألان ؟ : هل لديك ساعة
وان أجيبه لا لا .
: إذن ما هذا الصوت الذي اسمعه وهذا الصرير الذي يشبه صوت ساعة جدارية؟
كنت مشغولا في قراءة الجريدة وهو مشغول في تصفح محرك السيارة وربط أسلاكها الكهربائية لم يجد عطل او عطب فيها فقال: هل تشعر بالعطش ؟
فأجبته لا لا.
:عندي قنينة ماء بارد في صندوق السيارة الخلفي سوف اذهب لاجلبها
- يا أخي المفروض ان اصل للبيت منذ ساعة وانت السبب في تاخري
: لحظة دقيقة من فضلك
- حسنا
تصفحت كل وجوه الجريدة وصاحبي لم يعد وباب الصندوق الخلفي للسيارة ما زال مفتوحا. هل يشرب الماء كل هذا الوقت ؟ هل ما زال خلف السيارة اين تراه ذهب؟ سوف اتحقق من هذا الامر. وعندما هممت بالنزول اسمع مكبرات الصوت وعشرات السيارات من الشرطة والمطافئ والإسعاف وهي تطوقني وانا أراهم في جميع المرايا :سوف تموت اذا نزلت من السيارة قبل ان ترمي كل أسلحتك وحزامك الناسف وسوف نمهلك الى العشرة وألا سنفجرك داخل السيارة ... كانوا بعيدين عني فلا صوتي يصل أليهم ولا استطيع نزع صمامي لألقيه لهم كنت اصب اللوم على نفسي لا ني نسيت ساعتي الجديدة وأنا اسب واشتم السائق الذي استعجل باتصاله بالشرطة وكيف لم اخبر السائق المشئوم بعمليتي الجراحية كنت مشغولا بالشتائم وأنا اسمع نداءات الشرطة وتحذيرهم بانتهاء المهلة وبدء العد.

هل هي قصة حقيقية ام ساخرة؟؟؟؟؟

واذا كانت ساخرة فهي جميلة والى الامام