إيران تمنع أهالي الفاو من ماء الشرب والحكومة تعطيها مشروع تصفية المياه
إيران تمنع أهالي الفاو من ماء الشرب والحكومة تعطيها مشروع تصفية المياه
أعرب سكان مدينة الفاو جنوب محافظة البصرة عن استيائهم لإحالة مشروع ماء المدينة إلى إحدى الشركات الإيرانية، في الوقت الذي تسببت فيه السلطات الإيرانية بعطش الأهالي، نتيجة تحويل مصب نهر الكارون الإيراني من شط العرب إلى نهر بهمن شير داخل الأراضي الإيرانية، مما تسبب في جعل المياه غير صالحة للشرب لارتفاع نسبة الأملاح.
وقال عبد الستار عاكف، خبير في مشاريع المياه بالمحافظة، لقد برزت مشكلة مياه الشرب، التي تعد واحدة من معاناة سكان المدينة، التي يقطنها أكثر من ربع مليون نسمة مطلع العام الحالي، بعد قيام الجانب الإيراني بتحويل مصب نهر الكارون من شط العرب، مقابل منطقة سيحان في الضفة العراقية، حيث محطة تصفية المياه المغذية إلىقضاء الفاو، إلى نهر بهمن شير داخل الأراضي الإيرانية، مما تسبب في انخفاض مستوىمياه الشط وصعود مياه الخليج العالية الملوحة إلى منطقة محطة التصفية.
فيما أوضح مصطفى عطية، رئيس لجنة التطوير والإعمار في مجلس المحافظة، أن السلطات المحلية والمركزية أولت اهتماما كبيرا لمعالجة تلك المشكلة، ومن بين تلك المعالجات تخصيص 5ملايين دولار من رئاسة الوزراء لإقامة مشروع إيصال الماء العذب إلى الفاو، وتقوم بتنفيذه شركة إيرانية تبدأ العمل من أراضيها والى الأراضي العراقية، ولم يكشف عطيةعن اسم الشركة الإيرانية المنفذة للمشروع ومتى تباشر في العمل.
من جهته قال حمدان الدوسري من وجهاء المدينة، انه من غير المعقول أن يحال مشروع إيصال الماء العذب لأهالي الفاو لشركة إيرانية، في الوقت الذي كانت السلطات الإيرانية هي السبب في عطش الأهالي، وأضاف أن إجراءات إيران بإغلاق مصب الكارون إضافة إلى قتل واعتقال الصيادين ومصادرة زوارقهم وشباكهم هي استئثار من المدينة، التي شكلت نقطة تحول في الحرب وزفت إلى العراقيين بشرى النصر، وقبول إيران بوقف القتال والرضوخ لإرادة السلام. وقال إن «الفاو تمر حاليا بمرحلة دفع ثمن دورها التاريخي في الحرب العراقيةالإيرانية.
ورسم أهالي الفاو صورة قاتمة لأوضاعهم الحياتية ومعاناتهم المتصاعدة منذ ستة أعوام، وقالوا إن الماء أصبح مالحا والأراضي باتت غير صالح للزراعة،والبساتين يصعب حمايتها من عشوائية أصحاب الجواميس، الذين قطنوا المدينة وكذلك انتشار الخنازير البرية بين القصب والبردي في مناطق واسعة تحولت إلى مستنقعاتواهوار، وان الفلاح ما زال يزرع بالطرق البدائية وسط مئات الآلاف من الألغام، التي ما زالت مدفونة في الأراضي والأنهر، ناهيك عن تعرض فسائل نخيل البرحي إلى عمليات تهريب إلى دول الجوار.