الدعوى القضائية يستحقها السامرائي
الدعوى القضائية يستحقها السامرائي
عدنان فرج الساعدي
كاتب واعلامي
كلما تركنا جراحنا ورائنا وحاولنا تناسي الاثار النفسية التي لحقت بنا خلال العقود الماضية 0 طلع علينا احدهم وارغمنا على تذكر مأسينا
ان تصريحات السيد اياد السامرائي عن تضحيات الجيش العراقي السابق ( جيش صدام ) وعن ضرورة تقديرهم واعطائهم حقوقهم التقاعدية ثمناً لما قاموا به من اعمال بطولية يستحقون عليها الثناء حسب راي السيد رئيس مجلس النواب
عزيزي القارى
قد تتذكر معي ان العلاقات الصينية اليابانية قد ساءت وتكدرت بعد ان ثبت الصينيون في كتب التاريخ للمدارس الابتدائية بعض جرائم الجيش الياباني الذي ارتكبها بحق الشعب الصيني اثناء الاحتلال الياباني للصين .
كما حدث نفس الموضوع بين اليابان وكوريا الجنوبية
نحن نحترم افراد الجيش العراقي السابق وخاصةً الجنود والضباط ذوي الرتب الصغيرة والذين اعيدوا الى الجيش الجديد بل ان الامر وصل الى قبول اعادة ضباط بمستوى مقدم او عقيد في وزارتي الدفاع والداخلية.
ولكن لا يمكننا باي حال من الاحوال ان نقول ان هذا الجيش كان ذو بسالة وتضحية لانه كان حقيقة اداة بيد صدام المجرم
الا تقتنع معي اخي القارى اننا بحاجة الى موسسات حقوقية كبيرة تتصدى لكل من يريد ان يقفز فوق جراحاتنا وينكئها بين فترة واخرى
فتارة ياتينا احدهم وينفي وجود مقابر جماعية والتي ملئت اراضي الوطن حتى وصلت الى اكثر من اربعمائة مقبرة غطت التراب العراقي .
بل لا تكاد محافظة من محافطات الوطن تخلو من هذا المقابر ولا احسب ان يتهمني البعض بالطائفية ان قلت ان هذا المقابر لم تكن تحوي الى اكرادًا وشيعة .
لا ادري ان كان صدام قد جلب مرتزقة من هنداروس حاصروا كربلاء وقصفوها بالصواريخ وكتبوا ( لا شيعة بعد اليوم )
ولا ادري ان كان الجنود والضباط الذين دمروا محافظات البصرة والعمارة والناصرية وقتلوا شبابها وشيوخها ولم يسلم من جرائمهم حتى النساء والاطفال0
اقول لا ادري ان كان هولاء الذين فعلوا كل ذلك هم مجاميع استأجرهم صدام من بوركينا فاسو .
بيد أنني اسأل السيد السامرائي عن جريمة حلبجة وقصفها بالكيماوي وقتل خمسة الاف مواطن كردي00000
واسأله عن جريمة اعتقال واختفاء عشرات الالوف من الشباب الاكراد في عملية الانفال وقصف المدن الكردية من قبل الجيش العراقي السابق خلال حكم الانظمة السابقة .
كما اني اسأل السيد السامرائي00000 من حاصر جامع المحسن وجامع الحكمة في مدينة الصدر عام 1999 وأطلاق الرصاص على الشباب المتجمهر بعد حادثة اغتيال الشهيد الصدر الثاني (قده) ....
هل قام بذلك جيشنا الباسل ام فصائل حركة الشباب الصومالية
يا سيدنا السامرائي اتق الله فينا . والله لقد تنازلنا ثم تنازلنا ثم تنازلنا لا لشي الا تمسكاً برأي مرجعيتنا الدينية الرشيدة المتمثلة بالسيد السيستاني ( دام ظله ) واخماداً للفتنة لان الذي حدث كان حقيقة تشيب له الروؤس .
اقولها وبصراحة ان الجيش العراقي السابق لم يكن يوم ما باسلاً الا على ابناء جلدته وانه كان كالمحبس بيد صدام المجرم .
ولا اخشى من صراحتي ان قلت كيف يكون جيشنا باسلاً وهزامهه مشهودة في طرده من الكويت ومعارك عديدة مع ايران ولا يمكن ان ينسى أي عراقي دورهذا الجيش في قمع الانتفاضة الشعبانية في عام 1991 وانتفاضه صفر عام 1977 وانتفاضات اخرى في العهدين الجمهوري والملكي . ولم يكن هذا الجيش باسلاً يوم ما الا في حالات معدودة واستثنائية منذ تاريخ تاسيسه ولغاية سقوط صدام المدوي سيدي السامرائي .
أعطيني جيشا عربيا واحدة هجم على مدينة في بلده واحتلها ثم أعتبر كل ما فيها من أموال ومقتنيات أعتبرها غنائم كما حدث في كركوك وكربلاء والحلة والبصرة وغيرها من مدن الجنوب العراقي
أخي السامرائي والله انك تستحق اقامة دعوى قضائية ضدك فنحن بالكاد نريد أن نتناسى الجرائم التي أرتكبت بحقنا بعد سقوط الصنم فاذا بك تنكئ الجرح وتشيد بالذي هجرنا وقتلنا وهدم اضرحة أئمتنا وسلب اموالنا .
ثم أني أتساءل ما هذا النغمة النشاز عن البطولات وعن الحقوق . ألم يرجع منتسبوا الجيش السابق وحتى الرتب المتقدمة منهم الى الجيش الجديد 0000 ام انكم لن تقبلوا الا بارجاع قادة الفيالق والفرق كلهم امثال صباح الفخري وماهر عبد الرشيد وغيرهم من الذين كانوا يقتلون الجنود بمسدساتهم ثم يرسلونهم الى اهاليهم جثث هامدة مكتوب عليها ( خائن ) .
اتق الله يا سامرائي فأن الامور لا تحتمل اكثر من ذلك
والسلام .