المدارس الحكومية بلاء وعناء
المدارس الحكومية بلاء وعناء
ابو نور الكوثر
بدأ العام الدراسي الجديد وبدءت معه رحلة المعاناة . معاناة الاب لتوفير اللوازم المدرسية وغيرها من المستلزمات ومتابعة تحضير دروس ابناءه . كانت له بنت في السابعة من العمر . استيقظ صباحا ليجد زوجته قد نهظت قبله وهي سعيدة بتسريح شعر ابنتها بعد ان البستها الملابس الجديدة . يوم مهم في حياتهم ملؤه الامل ، ها قد كبرت ابنتهم وها هو اليوم الاول في بداية المدرسة والتي لاتبعد عنهم كثيرا . ودعهما الاب للذهاب الى عمله بعد ان انحنى على ابنته يقبلها ثم اوصاها بان تنتبه الى نفسها كما اوصى زوجته بذلك . أخذت الام ابنتها التي كانت تبدو كالفراشة وهي تحلق الى حديقة من الازهار ، وصلتا الى المدرسة وكانت الضجة في ادارة المدرسة اكثر منها في الصفوف اتجها الى الصفوف عبر ساحة الاصطفاف وفي تصور البنت انها حديقة الازهار التي حلقت اليها الفراشة ذات السن السابعة من العمر في اول يوم دراسي جديد لها واذا بها عبارة عن ساحة من النفايات بعثرتها الرياح على مدى ايام العطلة الصيفية ، مرتا بأماكن المرافق الصحية واذا منها تفوح الروائح الكريهة ويعربد الذباب في مداخلها . اوصلت ابنتها الى الصف الى الذي كان من المقرر ان تبدء فيه اول يوم مهم في حياتها ، باب مكسور بدون (كيلون) وشبابيك يتيمة تبكي على الزجاج اما الرحلات المدرسية فقد كانت مليئة بالتراب وكان على الامهات ان يمسحن بعباءاتهن الرحلات لجلوس فلذات اكبادهن . هذه حال مدارسنا الحكومية بالمقابل فأن المدارس الاهلية فتحت ابوابها بعد ان جهزت صفوفها بكل وسائل الراحة من تكييف وغيرها من خدمات تشعر التلاميذ بان هناك من يهتم لامرهم ويتعب من اجل تعليمهم . كل ذلك مقابل مبلغ مادي يدفعه ولي الامر لتعليم ابناءه بالصورة الصحيحة ولكي يوفر لهم سبل النجاح والتفوق ، هناك مشكلة كبيرة في ان الكثير من اصحاب الدخل المحدود لايستطيعون تأمين المبالغ اللازمة للمدارس الاهلية ولكن هل الحل ان تبقى المدارس الحكومية على هذا المستوى الردئ من الخدمات أم عليها ان تشعر بدورها في بناء جيل هي مسؤولة عليه كمؤسسة تربوية . ان المدارس الحكومية بما فيها من اهمال هي السبب في انتشار ونجاح المدارس الاهلية ، من هذا وذاك ندرك ان هناك خللا كبيرا في ادارة المدارس ومن هذا وذاك نريد ان نعرف من المسؤول ؟؟؟