الاغاني الوطنية بين الامس واليوم
اتذكر عندما بدأت العقوبات الأقتصادية على العراق عام 1990 بعد الأجتياح الصدامي للكويت بدأت الأسعار بالأرتفاع والمواد التموينية بالتناقص والأمور تسوء يوما بعد آخر ، حينها هب الشعراء والمطربين في العراق وبتوجيه من رموز السلطة الحاكمة بكتابة الأناشيد والأغاني الحماسية والتعبوية في مواجهة القحط والصبر على المحنة ومن ضمناه كان نشيد ( نعيش على التمرة والخبزة) ومع مرور سني القحط إزداد البلاء والجوع بالعراقيين حتى أننا لم نعد نحصل على التمرة الشحيحة ولاعلى الخبزة من طحين النخال، حيث أصبح ثمن الكيلو غرام الواحد من الطحين 1250 دينار في وقت كان راتب الموظف 7000 دينار وكان طحين الكمية عبارة عن مزيج من حب الشمسي ونواة التمر وقليل من الذرة والشعير بعد ان يعجن يصبح داكن اللون لايصلح حتى للأستهلاك الحيواني وبعد ذلك خرج علينا احد مطربي السلطة ليسمعنا أغنية( لاولايهمك يبو عداي مادام عدنا الهوى والماي)!!! وهاتان النعمتان أقصد الهواء والماء لم تكونا من مكارم القائد بل هي من نعم الله تعالى علينا فما دامتا عندنا نستطيع الأستمرار بالحياة!! ولكني لم أكن أتصور أننا سنعيش الى اليوم الذي يعز علينا فيه حتى الماء في بلاد النهرين وشط العرب ونعيش أزمة الجفاف والعطش وإرتفاع ملوحة ماء أنهرنا وتتلف مزارعنا وتموت مواشينا وتنفق أسماكنا ويصبح العراق بلد السواد صحراءا قاحلة إلى أن بدءنا نفقد حتى الهواء الذي أصبح في معظم الأوقات جاملا للغبار والأتربة والغازات السامة ورائحة ودخان العبوات الناسفة وإشعاعات اليورانيوم المخصب !!!! لك الله ياعراق من بلد تكالبت عليه الأصدقاء قبل الأعداء أما الصديق فحسدا وغيرة وأمل العدو فبغضا وحقدا