سياسة الكويت الخارجية و دكتور عمران حسن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و كفى و الصلاة و السلام على محمد و آله الذين اصطفى ..
اما بعد،
يمثل اعتقال الدكتور عمران حسن انتكاسة جديدة في سلسلة انتكاسات الديمقراطية و الحرية المزعومة في الكويت.
فبعد ايقاف العمل بالدستور عام 85 و حل مجلس الامة و بعد حل المجلس لمرات عديدة في عقد التسعينات، ناهيك عن ما صاحب فترة الثمانينات من مصادرة للاراء و اضطهاد للبشر، كل ذلك سببه تخبط سياسة الحكومة الكويتية الخارجية و التي تأثر سلبا على سياستها الداخلية.
فعندما كانت الحكومة الكويتية تقف مع صدام و تطبل له و تدعمه ماديا و معنويا كانت الاراء المضادة تصادر و تسجن خلف الزنازين و تعذب، و حين كانت دواليك الاعلام الحكومي تمجد ببطل العروبة و القومية صدام كان المعارضين العراقيين يهجرون من الكويت و يحاربون.
و الان و بعد ان انقلبت الحكومة الكويتية على اعقابها بعد فشل سياستها الخارجية الذريع و انتكاسها الكبير المتمثل باجتياح الكويت من قبل الطاغوت الهدامي عاد نفس الاشخاص و بدون اي محاسبة تذكر لتولي دفة قيادة الكويت و بدل من ان يأنبوا على فشلهم نجدهم يترقون في سلم السلطة في الدولة.
و أتى الخطأ الكبير متمثلا في مراهنة الحكومة على الخيار الامريكي كخيار يحمي مصالحها بالدرجة الاولى و مصالح البلد بالدرجة الثانية، و ليعود العك الاعلامي من جديد ليروج لهذا الخيار، و كأننا لم نتعظ من الخطأالرهيب الذي أوقعنا فيه وزير الخارجية في الدخول في رهان خاسر على صدام الرجيم لنعود ندخل في رهان خاسر على امريكا الرجيم!
ان هذان الخياران كانا بالدرجة الاولى خيانة للاسلام و مبادئ الاسلام و خيانة للامة و للشعب الكويتي الذي ما انفك يجمع ماء وجهه من قبح الرهان الاول ليعود ليسكبه بسبب الخيار الثاني.
و يأتي تأثير اعتماد الحكومة الرشيدة الرهان الامريكي كأساس لتحقيق مصالحها و مصالح شعبها و كمبدأ في سياستها الخارجية، يأتي تأثيره على سياستها الداخلية و يتجلى واضحا في اعتقال الدكتور عمران حسن.
فالدكتور معروف بجهاده القديم لصالح القضية الفلسطينية و اعتراضه العلني على امريكا و اسرائيل و في مجلس الامة و في مختلف المحافل و بشكل لافت للنظر مما عكر مزاج الحكومة اكثر من مرة سجن على اثرها الدكتور في سراديب امن الدولة.
و ما تخشاه الحكومة ان يشكل الدكتور قاعده شعبية من خلال تحركاته ليعود يشكل خطرا كبيرا على استمرارية الحكم الوراثي لآل الصباح، لهذا تجد الحكومة تحارب الدكتور و تضطهده لتسكته و تقمعه و تخرس هذا الصوت النشاز الذي يعكر صفو حكمها، نشاز لانه لا زال وحيدا مخذولا من الجميع، الجميع الذي اغرته الدنيا و خاف عليها.
نسأل الله ان يفك قيد الدكتور عمران المظلوم و ان يلهم اهله الصبر و السلوان.
و ان آخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.
اللهم صل على محمد و آل محمد.
أبو مرتضى العابدي.
10- يناير - 2004.