باسم الشعارات الزائفة ، بالت علينا الثعالبُ

المكر كالكفر ملة واحدة سواء جاء به بريمر أو جاءت به عمامة ولحية وعبارات مشبعة بالمد الكامل بسبب لكنة أعجمية أو جاء به صاحب ربطة عنق حمراء أو هزج به صاحب سحنة سمراء . لقد أكلتنا الشعارات وتكرشت بطون أقوام حمر وصفر وسمر لحومنا التي ترعرت على أكل الشعير . نحن قوم يريدون لنا أن نكون من سلالة الببغاوات في الفكر ومن سلالة الحمير في حمل الأوزار ودائما نحن عند حسن ظن الجميع . كأننا خُلقنا المصداق الفريد والوحيد لنظرية العقل الجمعي . لا ننتبه الا بعد فوات الأوان وخراب البصرة فنكتب تاريخاً لتجارب وأخطاء الماضي لا نأخذ العبرة منها وإنما نطبقها بحذافيرها طالما ظهرت في بورصة الشعارات لافتة أخرى . نهرع اليها , نشد الرحال زرافات ووحدانا , تسري فينا الاشاعة والدعاية والرواية - دون الدراية - سريان النار في الهشيم .

باسم الثورة العربية الكبرى سلم - من كان آباؤنا يهتفون بأسمائهم - ثمار كفاح ثورة العشرين الى صنيعتهم بدءً بالملك الهاشمي وليس انتهاءً بالسعدون والنقيب بل وحتى ساسون حسقيل . وحصدنا نحن توقيع علية قومنا على عدم التدخل بالسياسة لقاء وضع حد للنفي عن مرابع الحوزة العلمية . وجنينا الحشف ليأكل غيرنا الرطب الجنيا .

دافعنا عن كل قضايا اشقائنا العرب , عن فلسطين , والاردن , وسوريا ولبنان , فكانت المكافأة أن زرعوا فينا البعث العربي وكالعادة اعتلت أصواتنا "هلهولة للبعث الصامد" وصمد البعث بحق أروع الصمود , صمد مرتين : الأولى في زج أكبر عدد ممكن من العراقيين في المقاير الجماعية والسجون والمنافي , والثانية في حفرة عمقها سبعة أقدام . وبعد كل الايثار من العراقيين رغم خصاصتهم لم يجن العراقيون اليوم من العرب غير التخوين والهجاء ورثاء البعث وقائده المغوار .

أعلناها ثورات تلو الثورات , وذبنا في الامام الخميني واعتلينا المشانق نردد "باسم الخميني والصدر الاسلام لازم ينتصر" وزرعنا مقابر دولة الخميني بقبور شهدائنا فقابلنا أخوة العقيدة بوفاء تبكي له العيون بدل الدموع دما ومزقونا إربا إربا .

ارتفعت رايات حمراء يحدوها فكر الكرملين راعيا وقائدا ولففنا حول أعناقنا أربطة حمراء نترنم بــ"وطــنٌ حــرٌ وشعــبٌ سعيــد" ولم نلق من يومها الا العبودية والشقاء في الدنيا وبانتظار الآخرة حيث "خلودٌ في جنهم وعمــرٌ مديــد" .

اليوم أيضا نعيش التاريخ نفسه وكم تشبه الليلة البارحة . ديمقراطية وحرية وحقوق انسان شعارات وعدونا بها وجنينا بدلها احتلالاً ونذيرا بالتقسيم وتكالب الذئاب التي لا تشبع والثعالب الماكرة على العراق وأهله .

شددنا أيدينا بأيدي أخوة لنا كان أفضلهم بالأمس وأكثرهم إنصافا لنا ساكتا عن اجرام صدام وإعمال سيفه فينا . كعادتنا في التغافل زغردنا معهم "لا سنة ولا شيعة هذا الوطن ما نبيعه" و "لا سنية ولا شيعية" وبين ليلة وضحاها أعلنوها هيئة علماء السنة في العراق وكأن السنة ولدوا في العراق بعد سقوط صدام ودشنوها باعلانهم عيدهم الخاص دون خلق الله أجمعهم وصاروا لا يخفون خوفهم منا وكأننا مغول العصر الذي وعد صاحب الحفرة بنهايتهم على اسوار بغداد .

وهكذا تدور بنا اسطوانة الشعارات ولا نتمالك أنفسنا التي تستهويها الشعارات واللافتات فشكلنا جيشاً للمهدي نتيجته أن تسنم البعض مرجعيات بفضله .

وآخرها وليس أخيرها حتما , جمبزة محمد باقر المهري وحواشي مرجعية السيد السيستاني حفظه الله ولفيف من هنا وهناك تقمصت الوطنية باسم العراقيين مستغلين غياباً تاما للحكومة في هذا البلد رافيعن شعارات الانتخابات ومناهضة الاحتلال . أنا ضد الاحتلال جملة وتفصيلاً - حتى لا يتصيد المتصيدون - ولكني ضد المكر والتلاعب بمشاعر الناس . الانتخابات مطلب لا يرفضه أحد وهو مطلب العراقيين قبل غيرهم والعراقيون ما ضحوا كل هذه التضحيات ليعود الاستبداد من جديد , كل أنواع الاستبداد الديني وغيره , لكن ما يثير في النفس شجونها أن يتح دث باسم مرجعية السيد السيستاني وباسمه شخصيا قوم هو غير عراقيين أولاً وهم من ساعد على احتلال العراق ثانيا . المهري - نموذجا - أصدر فتواه قبل الحرب على العراق ونشرتها في حينها وسائل الاعلام وفي مقدمتها الصحف الكويتية ومن يريد يرجع الى الارشيف ليرى أن المهري هذا أول من نادى بالحرب على العراق وبالطريقة التي حصلت بالتمام والكمال ثم هو نفسه من أقام مجالس العزاء على عبد المجيد الخوئي في الكويت وموقع المهري الرسمي في الكويت معروف , ثم يأتينا المهري اليوم ليصرح بأن السيد السيستاني (إن هذا المرجع سيصدر فتوى تحظر على العراقيين مساندة مجلس الحكم الانتقالي إذا ما مضت سلطة الاحتلال في تجاهل مطلبه إجراء انتخابات مباشرة.) .

والقاريء الحصيف لما صرح به آغا مهري سيجد أنه يقطر فتنة ومكراً وخبثاً قل نظيره فالملاحظ أنه لم يقل بأن السيد السيستاني سيصدر فتوى تدعو لمقاومة الاحتلال مثلاً أو التصعيد السلمي للاحتلال أو ما شابه بينما قال ان الفتوى ستحظر على العراقيين مساندة مجلس الحكم الانتقالي ! . ولستُ بصدد الدفاع عن مجلس الحكم فهو أوهن من أن أدافع عنه لكن الحق يجب أن يُقال : ومنه أن حكومتك الكويتية يا مهري هي البوابة الأولى لاحتلال العراق وأن حكومتك وكل حكومات العرب ليست بأفضل حالاً من مجلس الحكم فأضعف الايمان أن مجلس الحكم مؤقت ولم تبق له شهور معدودة . ثم أليس أعضاء في مجلس الحكم هو الذين طالبوا بالانتخابات ولأنهم محكومون بقرارات بريمر استخدموا اسم السيد السيستاني ورقة ضاغطة على قوات الاحتلال . الواضح من تصريح المهري اليوم انه يصب الزيت على النار وإنها محاولة لتفويت فرصة انتقال السلطة للعراقيين بعدما قربت تحت شعار الانتخابات مستظلا بظل المرجعية التي طالما أعلن المهري نفسه احتجابها مراراً وتكراراً وطالب أيضا مراراً وتكراراً بتوفير الحماية لها من قوات الاحتلال . وتصريح اليوم قطع كل الشكوك التي كانت تدور حول تصريح الأمس بل وكل المطالبات والبيانات السابقة حول هذه القضية , على أن أغربها التي ظهرت باسم السيد السيستاني أمس بأنه التقى زعماء عشائر وقال لهم أنكم أولى بحكم العراق وليس اولئك القادمين من الخارج . ولعمري أن هذا التصريح يستحق وقفات ووقفات أولها أن المهري ليس عراقيا فضلاً عن السيد السيستاني نفسه , ولا أدري كيف يقول السيد السيستاني ذلك لأن هذا التصريح فيه ما لا يخفى من الردود . على أني قطعت الشك باليقين من خلال تصريحات الامس واليوم أن وراء الاكمة ما ورائها وأن السيد السيستاني لا علاقة له بما يجري في هذه اللعبة الشعاراتية التي تُدار عبر خط ساخن بين قم والكويت والنجف الله وحده يعلم أن ضحية ارتفاع حرارة هذا الخط أكثر فأكثر هم أبناء الملحة من العراقيين وحدهم . وكعراقي - وأحد أبناء الملحة - ومن هذا المنبر أطلب وأطالب المهري وغيره من المتحدثين باسم مرجعية السيد السيستاني أن يتفضلوا على العراقيين اللاهثين وراء الشعارات - من أمثالي - يتفضلوا باقناع سماحة السيد المرجع بأن يتكرم علينا بخمسة دقائق من وقته على الهواء مباشرة وعبر الفضائيات لنسمع فتاواه الخاصة بهذا الشأن من فمه وبصوته . فهل هذا مطلب صعب , وهل يصح أن يوضع العراق على مفترق طرق في قضية حساسة وهامة كهذه ولا تستحق قراءة لفتوى بالصورة والصوت حتى نقطع الشك باليقين ؟

على المهري وغيره ممن يصرحون باسم سماحة السيد أن يقدموا لنا الدليل على دعواهم فهي بكل صراحة تفتقر الى الدليل . والدليل اليوم ليس الختم الذي تبين أكثر من مرة أن المكاتب استخدمته سابقا فإن كان ذلك يصح في فتوى تتعلق بمسألة حول الخمس وغيره فلا يصح بأي نحو في مثل هذه القضية التي ترتبط بمصير أمة .

إنه حقنا أن نطالب بسماع رأي السيد مباشرة في هذه القضية وحقنا أن لا نقبل أي فتوى من غير مصدرها الأساس ومباشرة كي نعرف ما لها وما عليها وما لنا وما علينا وحتى لا نُلدغ من نفس الجحر للمرة المليون . وللموضوع صلة .
الموضوع منشور في موقع كتابات
وكذلك هنا
http://www.iraqsawad.net/modules.php...rticle&sid=683

اقتباس:

---

ومن هذا المنبر أطلب وأطالب المهري وغيره من المتحدثين باسم مرجعية السيد السيستاني أن يتفضلوا على العراقيين اللاهثين وراء الشعارات - من أمثالي - يتفضلوا باقناع سماحة السيد المرجع بأن يتكرم علينا بخمسة دقائق من وقته على الهواء مباشرة وعبر الفضائيات لنسمع فتاواه الخاصة بهذا الشأن من فمه وبصوته . فهل هذا مطلب صعب , وهل يصح أن يوضع العراق على مفترق طرق في قضية حساسة وهامة كهذه ولا تستحق قراءة لفتوى بالصورة والصوت حتى نقطع الشك باليقين ؟

---

أحسنت عمي صيهود. ما تحدثت به هو الحقيقة التي لا تشوبها شائبة.

الاخ صيهود حياكم الله

الحقيقة انك مثل مايقولون باللهجة العراقية (جبت الزبدة ) .
كلامك كله صح * صح
وبما اننا لم نقرأ لك منذ وقت طويل فأقول (غاب دهرا ونطق صدقا)

وننتظر منك المزيد :=

الاخ العزيز صيهود هلا ومرحبا والله بهالطلة العزيزة الي افتقدناها منذ فترة طويلة00

وموضوعك بالفعل فيه غصص والآم حقيقية وكل الاحرف المصفوفة فيه تعبر عن الكثير من التساؤلات المطروحة وانتم صغتموها في هذا القالب الرائع من المقالة00وبغض النظر عن الاشتراك بشكل كلي في التحليل والاستنتاج00

واخص بالذكر هذا المقطع الذهبي00

((((نحن قوم يريدون لنا أن نكون من سلالة الببغاوات في الفكر ومن سلالة الحمير في حمل الأوزار ودائما نحن عند حسن ظن الجميع . كأننا خُلقنا المصداق الفريد والوحيد لنظرية العقل الجمعي . لا ننتبه الا بعد فوات الأوان وخراب البصرة فنكتب تاريخاً لتجارب وأخطاء الماضي لا نأخذ العبرة منها وإنما نطبقها بحذافيرها طالما ظهرت في بورصة الشعارات لافتة أخرى . نهرع اليها , نشد الرحال زرافات ووحدانا , تسري فينا الاشاعة والدعاية والرواية - دون الدراية - سريان النار في الهشيم )))

وهذا المقطع00

(((على أني قطعت الشك باليقين من خلال تصريحات الامس واليوم أن وراء الاكمة ما ورائها وأن السيد السيستاني لا علاقة له بما يجري في هذه اللعبة الشعاراتية التي تُدار عبر خط ساخن بين قم والكويت والنجف الله وحده يعلم أن ضحية ارتفاع حرارة هذا الخط أكثر فأكثر هم أبناء الملحة من العراقيين وحدهم . وكعراقي - وأحد أبناء الملحة - ومن هذا المنبر أطلب وأطالب المهري وغيره من المتحدثين باسم مرجعية السيد السيستاني أن يتفضلوا على العراقيين اللاهثين وراء الشعارات - من أمثالي - يتفضلوا باقناع سماحة السيد المرجع بأن يتكرم علينا بخمسة دقائق من وقته على الهواء مباشرة وعبر الفضائيات لنسمع فتاواه الخاصة بهذا الشأن من فمه وبصوته . فهل هذا مطلب صعب , وهل يصح أن يوضع العراق على مفترق طرق في قضية حساسة وهامة كهذه ولا تستحق قراءة لفتوى بالصورة والصوت حتى نقطع الشك باليقين ؟ )))

وهذا00

(((على المهري وغيره ممن يصرحون باسم سماحة السيد أن يقدموا لنا الدليل على دعواهم فهي بكل صراحة تفتقر الى الدليل . والدليل اليوم ليس الختم الذي تبين أكثر من مرة أن المكاتب استخدمته سابقا فإن كان ذلك يصح في فتوى تتعلق بمسألة حول الخمس وغيره فلا يصح بأي نحو في مثل هذه القضية التي ترتبط بمصير أمة . إنه حقنا أن نطالب بسماع رأي السيد مباشرة في هذه القضية وحقنا أن لا نقبل أي فتوى من غير مصدرها الأساس ومباشرة كي نعرف ما لها وما عليها وما لنا وما علينا وحتى لا نُلدغ من نفس الجحر للمرة المليون)))

فعلا المسالة ليست في ان نكون مع هذا الراي او ذاك الاقتراح لهذه الشخصية السياسية او تلك الشخصية المرجعية المسالة هي ان تخرج هذه الاراء بشفافية ووضوح يلائم خطورة الاوضاع وتطوراتها المتسارعه والمعقدة في العراق وذلك لكي تكون المسؤولية من الناحية التاريخية ملقاة على عاتق اصحابها لا ان تخرج بهذه الطريقة الشبحية (نسبة للاشباح) والتي لا يعرف مصدرها ولا الدليل عليها لكي ناتي مستقبلا لنكرر مانعيده في الحاضر من البحث عن صاحب المسؤولية عبر البحث عن هذه الخطوط فيصدق هذا ويكذب ذاك ويتكرس الغموض وتككاثر الخطوط والانتماءات حتى نقول لاخلاص ولامخرج00


تحياتي ومودتي لكم

الحبيب الطيب الذي لا تأخذه في قول الحق لومة لائم المحترم العقيلي
يا أخي المشكلة أن جماعتنا صاروا يركضون وراء كل صيحة والمفروض اليوم هو أصدق مصاديق زمن السوء وعليه العمل بما يُنسب لإمام المتقين علي عليه السلام (حسن الظن في زمن السوء بلادة) . فلاحظ ما أبلدنا حفظنا الله وإياكم من البلادة الشرعية _:-

الاخت الفاضلة أم محمد
شكرا على المرور والاطراء
وللمزيد ومن أجل العراق المُبضع سأضع بين أيديكم موضوعا في صفحة منفردة

السيد المرحوم دنيا وآخرة
شهادتك عندي لها مغزى كونك ليس عراقي - الهوية - وكونك منصف في زمن تبخر فيه المنصفون ومتدين حيث قل الديانون ولا أريد أن أزيد في المديح الذي أمقته , لكني حقا أقرأ لك من الموضوعية ما لم أجده الا عند القليل .
لقد اختصرتم الموضوع يا سيدي بكلمة واحدة وفعلا المسألة هي حاجتنا الى الشفافية والوضوح خاصة في أخطر مرحلة نمر بها وفي مثل هذه القضايا الحساسة حتى يعرف كل منا ماله وما عليه وكل يتحمل عواقب عمله . فالتاريخ لم يرحم ونحن والتاريخ ندور في حلقة مفرغة , ولم نأخذ من التاريخ الا كتابته .

شكرا لكم