( نصير شمة وموسيقى النفاق )
بتاريخ 25/3 من هذا العام ألتقت الفضائية السومرية مع الفنان عازف العود نصير شمة الذي يقيم حاليا خارج البلاد وعلى ما يبدو أنه يقيم في تونس . وانني على وجه الصدفة شاهدت هذا اللقاء وكانت دقائقه الاخيرة تعلن عن نهايته أذ كان يبين للمشاهدين عن روح معزوفاته التي يؤلفها انها تربطه بالخالق ولا نعلم من هو الاله الذي يقصد به أهو الله الواحد الاحد أم اله الموسيقى الروماني ويضيف بأن هذه الرابطة التي تربطه مع هذا الاله يستلهم منه معاني الاخلاق والتسامح وغيرها من الصفات الحسنة . واود بالاشارة هنا الى ان هذا التعبير أو هذا الالهام الالهي الذي يصفه نصير شمة في هذا اللقاء كان معلمه الفنان عازف العود منير بشير يصف هذا الوصف ايضا ففي أحدى اللقاءات الاذاعية المرئية مع منير بشير كان يقول انني أعزف لله سبحانه وتعالى وكانت هناك سخرية من الحاضرين على ما يدعيه وقد نشب بينه وبين احد الموسيقين اللبنانيين والذي كان حاضرا معه في هذا اللقاء جدلا طويلا حول هذا الموضوع والواضح هنا أن نصير شمة تتلمذ على يد الفنان منير بشير وتعلم منه طريقة عزف الروح الاندلسي التي تفرد بعزفها منير بشير وشقيقه الراحل الفنان جميل بشير وبرزوا كعازفين منفردين لالة العود وكلاهما اضافة الى نصير شمة تأثرا بموسيقيين عالميين أمثال ( موزارث ) و ( دييغو بغنيني ) الايطالي والتي تعرف سنفونياته بموسيقى الشيطان ولا بأس اننا سوف نتطرق عن موسيقى الشيطان لبغنيني سيأتي فيما بعد . ثم استطاع الفنان منير بشير ان ينقل هذا الابداع الى بلدان خارج الوطن العربي وبالتحديد في بلدان اوربا وبعد بروز نصير شمة كعازف لالة العود سلط الاعلام البعثي الصدامي اضوائه تجاه هذا الفنان الشاب آن ذاك بعد أن أللف معزوفة ( حدث في العامرية ) وحدث في العامرية هو الملجاء الذي قامت بقصفه الطائرات الامريكية في حرب الخليج الثانية ( تحرير الكويت ) الكائن في منطقة العامرية حي الجهاد في العاصمة بغداد وان قصة قصف هذا الملجاء معروفة لدى جميع العراقيين أذ راح ضحيته عشرات الاطفال الابرياء والنساء وغيرهم عن طريق الخطأ بورود معلومات غير صحيحة للمخابرات الامريكية تفيد بلجوء الطاغية هدّام العراق المقبور مع بعض من زبانيته الى هذا الملجأ وبما ان النظام كان يراهن في حربه مع قوات التحالف بقيادة اميريكا على تقديم المواطنين العزّل كدروع بشرية لكسب الحرب اعلاميا لصالحه وكانت الوسيلة المفضلة لديه لمواجهة تلك الحرب كي يستطيع من خلال هذا الاسلوب الاجرامي تأليب الرأي العام العالمي ضد اميريكا وحلفائها وقد استخدم هذا الاسلوب ايضا في معركة أم المهالك أذ قام بوضع آلياته من الدبابات والدروع في الازقة الضيّّقة لمدينة بغداد كي تقوم الطائرات بقصفها داخل الازقة وتكون هناك ضحايا من المواطنين الابرياء كورقة سياسية رابحة لبقاء نظامه ( مهارة في القتل ليس الاّ ) . وان الواضح كوضوح قرص الشمس الساطعة ان قصة قصف ملجأ العامرية كانت لعبة مخابراتية لعبها النظام المباد مع المخابرات الامريكية استطاع ان يوصل الى أذهان الامريكيين على أن الطاغية متواجدا في هذا الملجأ فوقعت فيما بعد تلك الكارثة وتبين انَ القتلى المساكين في هذا الملجأ هم اطفال بعمر الزهور كانوا ضحية هذه اللعبة المخابراتية البعثية القذرة وبعد الضجّة التي احدثتها وسائل الاعلام والتي كانت معدّة مسبقا قبل قصف الملجأ بيّن الامريكان حصول هذا الخطأ وتم استدعاء الطيارين الذين شاركوا بهذه العملية على شاشات التلفاز وافصحوا عن حقيقة الامر وأتضح للرأي العام العالمي فيما بعد أن النظام هو الذي تسبب بأرتكاب هذه الجريمة وانا بدوري لا ابرر للامريكان هذا الفعل المشين ايضا فقد كانوا اداة القتل لهذه الجريمة . ونحن نقول لنصير شمة اين انت من حدث في حلبجة وحدث في جنوب العراق وحمامات الدم وعمليات القتل الجماعي على يد عصابات البعث الفاشية لابناء هذا البلد . والحقيقة الاخرى ان النظام استخدم نصير شمة كأداة اعلامية ليبرر ويبعد الشك عن فعله لهذه الجريمة فأوعزالى السيد شمة ان يقوم بتأليف معزوفة النفاق هذه وبعد ان ظهرت معزوفة النفاق هذه على شاشة تلفزيون الشباب على ما نتذكر ( تلفزيون الشباب من صنع المقبورعدي ) ركز اعلام البعث على نصير شمة واعتبر افضل موسيقي وعازف عود في العراق والوطن العربي والعالم كذلك وتفوق على استاذه منير بشير ثم اصبح سفيرا للموسيقى العراقية خارج البلد وما يدريك لعل النظام استخدمه أداة للتجسس ايضا على العراقيين الذين يعيشون خارج العراق فهذا الاهتمام والرعاية من لدن بعث الطاغية المقبور له يدل على ذلك , فأن نصير شمة يستحق هذه الرعاية الخاصة أكرما له على معزوفة النفاق هذه . وأما الان اصبحت سنفونيات شمة موسيقى ألاهية يستلهم من خلالها روح الاخلاق والتسامح ونكران الذات ليصلح بها واقع المجتماعات الفاسدة وقد اختارته السماء بأن يكون حبل الالفة مابينها وبين اهل الارض عكس الموسيقار البارع ( دييغو بغنيني ) الذي ولد قبل بداية القرن العشرين والذي كان يستلهم موسيقاه من روح الشيطان التي عاشها فعلا وكان يترجمها على آلة الكمان والعجب كان جمهوره يرجمه بالاحذية ويقول له اخرج انك شيطان . وفعلا أن بغنيني كان يجسد روح الشيطان بمعزوفاته وكانت حياته كلها عبارة عن مأساة ابتدأت من ولادته حتى مماته وعاش قصة حب جميلة مع احدى الاميرات الايطاليات انتهت تلك القصة بهلاكه ولكنه لم يكن منافقا بلّ كان فنانا حقيقيا اوصل الى أذهان العالم حقيقة الشيطان التي جسّدها بسنفونياته الجميلة ليقول لهم هذا هو الشيطان فاحذروه .
ابو ايمان السيد 13/11/2009 :sticky: