طارق عزيز على القناة السويدية
د. مؤيد عبد الستار
muayed1@maktoob.com
بثت القناة التلفزيونية السويدية الاولى ، وهي القناة الرئيسة لعموم السويد ، مساء اليوم 4 كانون الاول 2002 مقابلة مع نائب الرئيس العراقي صدام حسين ، على أساس أنه الرجل المقرب من صدام حسين منذ اربعة عقود .أجرت المقابلة الصحفية المعروفة ستينا لندبيري .
افتتحت الطاميرا لقطاتها الاولى بصور لمكتب طارق عزيز ، ثم أظهرته وهو يتناول السيكار الكوبي ، يقطع عقب السيكار ويشعلة بعود كبريت .فكانت لقطة ذكية اظهرت التناقش الذي يدعيه النظام من فقر للناس ورفاهية السلطة .
لقد مرغت هذه المرأة الشجاعة أنف طارق عزيز في الوحل باسئلتها الجريئة ، التي لم يجرأ طارق عزيز على رفض الاجابة عنها كما كان يفعل أيام زمان ، يوم كان يتبجح بعضلاته الوهمية أمام عدسات التلفزيون وفي قناة الجزيرة ، حين كان يصف العراقيين بأسوأ النعوت.
من بين ما سألنه من الاسئلة المحرجة ، سؤال عن حلبجة ، وشهدائها ، وعرضت صورا عن المدينة الشهيدة . فلم يستطع طارق عزيز الاجابة الا بكلمات متلجلجة ، محاولا القاء الامر على ايران .
ومن طريف ما قالت له ، انهم سلبوا تلفونها النقال منها في المطار حين وصلت بغداد . فقال لها انهم في حرب ولايسمحون بمثل هذه الاجهزة .فقالت له ، انها تستخدم تلفونها كساعة للوقت ايضا ، وانها اضطرت لشراء ساعة ، ولكن الساعات كلها فيها صور صدام .
سألته عن الاستفتاء 100 / 100 لصدام ، مما أحرجه ، ولكنه أجابها اجابة مضحكة ، عن التقاليد والفرق بين السويد والتقاليد العراقية ، ومن أنه لايؤمن بديمقراطية الغرب .
ومن النكات روت له ما يتناقله ابناء الشعب عنه ، فقالت له : ان الناس يثولون انك كنت مع صدام حسين في المكتب حتى وقت متأخر من الليل ، فسألك صدام حسين : طارق كم الساعة الان ؟ فأجبته : مثلما تريد سيدي .
كما قالت له : انك لاتقول لصدام سوى كلمة نعم ؟
في هذه المقابلة التي دامت نصف ساعة استطاعت هذه الاعلامية السويدية اللامعة ، تغرية ورقت التوت التي يختبأ خلفها صدام ورجاله الامعات ونظامه المشرف على النهاية ....
الاربعاء 4 / 12/ 2002
_:-