خطباء المنابر باتوا ألعوبة سياسية....... ايوب العزي
خطباء المنابر باتوا ألعوبة سياسية
أيوب العزي
كل المنظمات السياسية والأحزاب والتوجهات التي تسير على سكة السياسة يمكن أن تكون ألعوبة تحركها الأهواء السياسية والأجندات وترمي بها يمينا وشمالا وحسب الواقع الذي يتحرك دوليا وهذا بالفعل ما نلاحظه في العديد من دول العالم وحتى المتحضرة منها تكون فيها السياسة خبيثة للغاية وتنزل أحيانا الى مستوى الحضيض .
العراق كما هو واضح لكل متابع لأحداثه نجده يغوص كثيرا في
هذه المستنقعات ليتحول الشارع العراقي على إثرها الى برميل من البارود قد ينفجر في أي وقت وهذا يكون بسبب التصرفات الهوجاء والرعناء التي يسلكها العديد من السياسيين وأحزابهم العرجاء التي لا تجد لنفسها موطئ قدم في العملية السياسية إلا من خلال التهريج وتهييج الآخرين بادعاءات كاذبة لا تمت إلى الحقيقة بصلة فيقومون على خلق مفردة أو خبر كاذب ليطبّلوا له وينفخوا فيه أملا في فرض أنفسهم على الساحة عبر تلك الدروب المتعثرة .
الجميع يعرف أن هذه الأيام هي أيام عاشوراء التي لا بد من الاستفادة منها ومن العبر التي رسخها الإمام الحسين (ع) خلال معركة الطف وهذه المبادئ والقيم تشق طريق الحرية لكل بني البشر مهما اختلفت جنسياتهم وتنوعاتهم الفكرية لأن خط الثورة الحسينية لم يكن مقتصر على واقع آني أو قوم من الأقوام وإنما هي رسالة سمحاء لكل البشر بأن يأخذوا زمام المبادرة لتثبيت حرياتهم والتخلص من الظلم والطغيان والاستحواذ ،، في جميع هذه المبادئ لم أجد أن الخطيب على المنبر لديه من الصعوبة أن يتمحور حول تلك الأهداف التي رسمها الإمام الحسين (ع) في كربلاء ،، إن الواقع اليوم على الساحة بدأ يفرض علينا بعض الأفكار العمياء التي لا تمت بصلة الى واقع الثورة الحسينية حيث نلاحظ بأن الخطباء أصبحوا اليوم مخترقين بتلك الأجندات السياسية التي تعمل على سحب البساط من تحت أرجلهم لينساقوا في أتون الدعاية المغرضة التي تحاول تمزيق العملية بالكامل ولعل الأحداث التي جرت في العام الماضي في كربلاء كانت دليلا على استهتار البعض واستغلالهم لهذه المناسبة الأليمة والمقدسة لأغراض ومصالح أجندات تعمل بتوجيه خارجي .
ما أود الاشارة اليه هنا هو أن هنالك موجة من النقد المغرض للحكومة العراقية والافتراء عليها كذبا وزورا!! ومن أين تنطلق هذه الأصوات وهذه الحشرجة؟ إنها تنطلق من على منابر عاشوراء ومن الخطباء الذين باتوا اليوم ألعوبة سياسية بيد بعض التوجهات التي تريد استغلال هذه المناسبة ليكون هؤلاء الخطباء معبرا لمخططاتهم وفي النهاية سيكون المواطن العراقي البسيط هو المستضعف لأنهم يدغدغون مشاعره في هذه الأيام من باب أن الحكومة تمنع الشعائر الحسينية وهو أمر كاذب وإدعاء لا يمكن إلا أن نطلق عليه افتراء في غير محله وهو ما قام به الشيخ عبد الحميد المهاجر الذي استغل عشرات الآلاف من محبي الحسين (ع) وهم يمتزجون بعاطفتهم لحب الحسين فيرمي ادعاءاته بأن الحكومة والمالكي بالذات قد منع السيد القزويني من أن يحاضر في الروضة الكاظمية وبمنع من قبل الحكومة ولكن الحكومة نفت ذلك بشكل رسمي وأصدرت بيانا بذلك ولكن علينا أن نقف عند مسألة واحدة وهي الخطاب الذي بدأ يتحول إلى حالة من التجاوز في العبارات داخل حضرات الأئمة المعصومين وذلك من اجل أن ينقل رسالة سياسية ما، فيبدأ بإطلاق العبارات الفجة التي لا تصلح بأن يتحدث فيها الخطيب من على منبر صحن الإمام المعصوم مثال ذلك ما قاله السيد القزويني وأنا أحترمه كثيرا واستمع الى محاضراته وهي تنقل من كربلاء ولكن عندما يخطئ يجب أن يقف عند خطأه حيث قال أخيرا وهو ينتقد وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس وفي الصحن الشريف ليقول عنها (بربوك أو بربوق) أنا شخصيا لست مع عدم نقدها وأمقت هذه المرأة الى حد الكره لها وأكره مزاجيتها وأسلوبها ذات الوجهين ولكن هل يصح بأن يكون خطيب ويعتم بعمامة رسول الله (ص) ليلوث لسانه بهذه الألفاظ ويلوث المنبر الحسيني بأمثال هذه المرأة التي لا يليق ذكرها في مجلس الحسين(ع) ولذلك كان أمثال الشيخ المرحوم الشيخ الوائلي(قدس سره) يتحاشون ذكر مثل هؤلاء الناس فكان منبره ومحاضراته تخترق القلوب ولا زالت خالدة وستبقى محاضرات الشيخ الوائلي المدرسة الحقيقية لأهداف أهل البيت (ع) وليس ثقافة شق الرؤوس بالحراب ولا المشي على الجمر وغيرها من البدع هي التي تقوم على تخليد الثورة الحسينية بل ستدمر المفاهيم التي ثار من أجلها الحسين ع وأهل بيته وأصحابه .
أما ما ادعاه الشيخ المهاجر بأنه مُنع من المحاضرات في كربلاء لهذا العام فهو الكذب بعينه لأنه لا يوجد أصلا منع ولم يكن للمالكي أو غيره تدخلا في منع المهاجر والأمر بكامل حقيقته أن المهاجر يحاضر في عاشوراء هذه السنة في البصرة وهو ما كان تم الاتفاق عليه قبل محرم بفترة فكيف تم منعه ليأتي بهذا الحديث ويدخله مباشرة في الانتخابات إن لم تكن هنالك أجندة تم ترتيبها له ليتحدث بها على المنبر وأنا أأسف لأن يكون الشيخ المهاجر ألعوبة بيد بعض السياسيين ويكون بوقا إعلاميا لهم وأنا كنت من المتابعين بشكل منظم لمحاضراته منذ سنين طويلة ولكن لم أكن أتصور بأنه سينساق الى هذه المرحلة السياسية الخاصة في الانتخابات وأعتقد أنها ستغيّر الكثير في وضع سماحة الشيخ ومن يدخل في عالم السياسية متجاوزا عمامته ومنبره سيكون عرضة للنقد كما هو حال الكثير من السياسيين وكان الأفضل له أن يبقى على محاضراته ومنبره الذي يعطيه المساحة الواسعة في قلوب الجماهير وتوجيهها بدل الخوض في تلك الأحاديث التي لا صحة لها ،، وقد يكون المهاجر سمع من أحد المقربين له ولديه دوافع معينة فقال له بأن المالكي منعه من المحاضرة في الصحن الحسيني ودون أن يعرف أنها كذبة فانساق وراءها فتحدث عنها بهذا الحديث وتحامل على السيد رئيس الوزراء الذي لا أعتقد أنه يقدم على هكذا فعل سوى أنها ترويجات البعض الذين لديهم أهدافهم ليورطوا فيها بعض الخطباء ،، فحذاري حذاري من الوقوع في الفتنة وتأجيج المشاعر في هذه المناسبة لأنها ستكون وبالا على عامة الناس كما حصل واستغلها الكثير من المغرضين في العام الماضي.
عليكم بإرشاد الناس الى ما يدعوا الى الأمن والاستقرار وأن تمر هذه الزيارة على خير لأن المتربصين بها كثيرون ولا يحتاجون الى أكثر من فتنة صغيرة يخلطون بها الأوراق وما تناوله موقع إيلاف لتأجيج الخبر كان واضحا وكذلك ما تناقلته الجزيرة قبل يومين كان واضحا يراد منه التثوير على شيعة العراق وعلى هذه المناسبة بالتحديد وأعتقد أن الشيخ المهاجر يعي جيدا هذه الخطورة