مقتدى الصدر يتهم الحكيم بمصالح مع الاحتلال ومعاداة المقاومة
PNA - في أول خلاف علني من نوعه بين زعيمي أكبر فصيلين في الائتلاف الوطني العراقي "الشيعي" هاجم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، متّهمًا إيّاه بمصالح مع الاحتلال ومعاداة المقاومة والترويج لعودة البعثيين.
قال الصدر في بيانين ردًّا على استفسارات من قياديين وعناصر في تياره عن موقفه من مهاجمة الحكيم خلال ندوة حوارية في بيروت لما تسمى بالـ"مقاومة العراقية" ودعوته إلى عودة البعثيين، إن للحكيم مصالح مع الاحتلال. ولذلك فهو يعادي المقاومة .. واشار الى ان دعوة الحكيم إلى مشاركة البعثيين في الانتخابات التشريعية العراقية في اذار (مارس) المقبل غير منطقية وغير معقولة، على حد قوله.
وكان الحكيم الذي يختتم زيارة لبيروت اليوم الجمعة استمرت اربعة ايام، حيث عقد اجتماعات مع القادة اللبنانيين السياسيين والدينيين، قد شارك امس الاول في لقاءٍ حواري نظمته مؤسسة الإمام الحكيم تحت عنوان "العراق.. والواقع والطموح" عقد في بيروت بمشاركة شخصيات سياسية وإعلاميين مهتمين بالشأن العراقي.
وتحدث الحكيم في كلمة له حول " العراق الجديد" داعيًا كل التيارات السياسية العراقية إلى المشاركة في العملية السياسية من أجل مستقبلٍ زاهر وواعد. واشار الى ان علاج المشاكل العراقية يبدأ في البيت العراقي، مشيدًا بنظرية "الربح للجميع" والتي تعني أن لا إقصاء لأي تيار سياسي في العراق بل على العكس الكل مدعوون إلى المشاركة في العملية.
وحول سبب عدم تبني ما تسمى بالمقاومة العراقية بشكلٍ كامل من قبله قال الحكيم "فيما يرتبط بالمقاومة المسلحة فإننا نقاوم ونثمن المقاومة في لبنان وفلسطين إلا أن المشكلة في العراق أنه لا توجد أطراف واضحة أو رموز لهذه المقاومة. ففي لبنان مثلاً نجد من يتكلم باسم المقاومة أما في العراق فهناك أشخاص يتبنون عمليات يقتل فيها الأبرياء. لسنا ضد مبدأ المقاومة ولكننا لم نجد كيانًا يبرز هذا الدور ويعبر عن نفسه".
ورذًا على سؤالٍ حول موقفه من الاعتداءات التي يتعرض لها مسيحيو العراق اعتبر الحكيم أن المسيحيين يمثلون ثروةً وطنية عراقية وليس إضافةً عددية وقال "نحن جاهزون لأن نصد عنهم الأذى ونتلقاه بصدورنا".
وعن دور حزب البعث المنحل في العراق اشار الحكيم الى أن هذا الحزب كيان محظور في الدستور ولا مجال للانفتاح عليه أو التفاوض معه ضمن العملية السياسية لكنه فَصَلَ بين أركان وقيادات النظام البعثي البائد وبين مليون ومئتي ألف مواطن عراقي"ساقتهم ظروف الحياة إلى التوقيع على ورقة هذا الحزب الدكتاتوري".
مشيرًا إلى أن هؤلاء مدعوون شأن غيرهم إلى المشاركة في العملية السياسية.
وفي الشأن الإقليمي استغرب موقف الذين يدعون إلى خصومة مع إيران معتبراً أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في العلاقة مع إيران وإنما في غياب الدور العربي مع العراق.
ويخشى مراقبون ان ينتقل الخلاف بين الصدر والحكيم الى قواعد تياريهما ويعيد المواجهات المسلحة بينها والتي شهدتها بغداد ومدن اخرى بين مسلحين من التيارين العام 2006 وادت الى مقتل واصابة العشرات من عناصر الطرفين. ويتوقعون ان يؤدي هذا الخلاف الى شق وحدة الائتلاف ويؤثر بشكل سلبي على اقبال المواطنين للتصويت لهما في الانتخابات المقبلة.
والتيار الصدري والمجلس الاسلامي الاعلى يعتبران من القوى الرئيسة المنضوية في الائتلاف العراقي الوطني الذي اعلن في اب (أغسطس) الماضي لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة في اذار المقبل . ويضم الائتلاف الوطني إضافة الى المجلس الاعلى والتيار الصدري كل من تيار الإصلاح الوطني وكتلة التضامن وحزب الدعوة جناح العراق ومنظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى ومجلس إنقاذ الانبار والمؤتمر الوطني العراقي وشخصيات ليبرالية وأخرى دينية.
http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=56443