الحسين (ع)الرائد الاول لكافة الثورات الاصلاحية

الحسين (ع) الرائد الأول لكافة الثورات الإصلاحية
بسم الله الرحمن الرحيم
تتجدد ذكرى الأربعين الحسينية وكأنها حية وليدة يومها تخلق في نفوس المؤمنين الثبات و الوعي والإحساس بالمسؤولية كما تؤكد على التلاحم و النصر والاندفاع نحو الانطلاق الى التأجج والأشواق الملتهبة التي زرعت في نفوس الأحرار بالقيام ضد الظلم و الجور والاستبداد لما عليه خط الحسين (ع) من الريادة الحقة لإقامة العدل والاصلاح والحرية التي تواكب القيم الإنسانية و الاخلاق التي تتماشى مع اخلاق الأنبياء والأوصياء (ع) و مسيرة جميع الصلحاء فان ما يمثله في اقامة الحرية هو اقامة العدل و المساواة واعطاء كل ذي حق حقه من غير ان يكون هناك اعتداء او سلب كرامة حيث كان طلبه نشر الإصلاح في عامة البشر جمعاء دون ان يختص باقليم او جغرافية وهذا ما يعكس في مسيرتهِ للحركة التاريخية لما يرثه من حركة جميع الانبياء لانه الوارث الشرعي و الناطق لعامة القائمين بثورة الاصلاح ضد الظلم و الجور و الطغيان ليسود الامن و الاستقرار حتى يشعر كل فرد بالطمأنينة و السكون النفسي عنه ورفع الحرمان الذي غطى عليه راية الجبابرة و الأكاسرة و الفراعنة و بذلك يكون كل رائد اصلاحي اذا كان من نيته الخالصة اقامة العدل والنظام الآلهي الواقعي فانه لا يكون الا من سنخ الحقيقة النورانية المحمدية التي ورد التصريح بها من قبل الرسول الاعظم (ص) في قوله (ص) (الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا) وانه مما انطبقت عليه الآية الكريمة ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ) و ان ما يسير عليه زوار الحسين (ع) في مشيهم ينقدح من منطلق فلسفة المشي التي تقع على المناهج آلاتية:
1-الجانب الاجتماعي بما يعكس حالة الترابط بين المجتمعات الفقيرة والغنية والنظر الى التساوي ورفع الطبقية وذلك:
أ-الكشف عن حالة التعايش السلمي و التكافل الاجتماعي.
ب- النظرة الى الجانب البيئي مما عليه السلوك الاجتماعي من حيث الاعراف والتقاليد.
ج- الدوافع الى ا المحبة و البعد عن الانانية.
2- الجانب الاخلاقي بما يثبت طبيعة المشي السلوك العملي نحو وحدة الغاية بين الغاية والمغيّ وحصول الصفاء والمودة في جميع الطبقات و تقديم العون من سائر الافراد الذي تجده من خلاله الايثار والتفاني وقضاء الحوائج في ما بين بعضهم البعض.
3- الجانب النفسي وهو ما يورث طبيعة الصبر و الثبات وقوة العزيمة والمواصلة على المسيرة للوصول نحو الهدف والغاية السامية.
4- الجانب التربوي و هو ما يحقق ثقافة المجتمعات والتطبيق نحو النظم الشرعية والاخلاقية و النفسية والاندفاع نحو تطبيق ما رسمه الحسين (ع) لطلب الاصلاح في امة جده ليكون نبراسا لعامة الاجيال.
5- الجانب الاقتصادي مما يحقق فيه حالة من البذل و العطاء من ذوي النفوس الخيرة للمحتاجين والفقراء لينظروا الى حال التكا فل الاجتماعي وان ما يصرف بمقدار العرض و الطلب و لذا تكتمل الموازنة بينهما عند انتهاء المسيرة في ايامها اا لمحددة و يكون ذلك تطبيقا عمليا لنظرية العرض و الطلب مع ما عليه حركة الانتاج في سقفه ا المحدد له في الزمان و المكان.
6- الجانب الروحي و هذا ما يقوم عليه كل فرد في مشيه التقرب الى الله تعالى في هذا العمل بان ذلك لاجل اثبات الشعار ضد الظلم و الجور و عدم الاستبداد.
7- الجانب السياسي وهو احد مظاهر اظهار الظلامة بطرق سلمية و يكون ذلك نداء صارخا لتحرك الشعوب نحو الدفاع ضد السيطرة والاستبداد والنداء الى الحرية وخروج العدو من اراضيها.
8- الجانب الاعلامي الذي فيه اعلان صوت الحق لعامة الشعوب بان الظلم لا يدوم وان دام دمر فعلى الشعوب الحرة الاستيقاظ من نومتها و سباتها.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطاهرين.
مكتب المرجع آية الله العظمى الشيخ محمدآل شبير الخاقاني دام ظله
حررفي 10صفر1431هج المصادف 25كانون الثاني2010م
http://www.alkhakani.org