أبواسرااااااء خويه ... وهل تحتاج الشمس دعاية؟
سأنتخب السيد المالكي برغم كتابات
كتابات - حميد عبد البصري
كم يملؤني الحنين لنكهة موقع كتابات في سالف عصرها الذهبي حين كانت تتربع القلوب لا رابطها على الشبكة العنكبوتية ، أذكر قبل ستة أعوام كيف أن الحاج رأفت يقوم بتحميل صفحات الموقع بواسطة إحدى البرامج ثم يضعه في قرص مدمج يبيعه بألفي دينار ، كانت مهنة رابحة جدا فالكثيرون ممن كان الانترنت لا زال أمنية بعيدة المنال يتهافتون على محل الحجي يوميا في منطقة وسط مدينة البصرة لشراء قرص كتابات ليجدوا فيها فواكه متنوعة و أجمل سؤال و أكثره إثارة حين نرى ذلك التنوع الهائل في معروض كتابات هو : من هذا الزاملي الفلتة ؟ تُرى ما هي ميوله السياسية و الدينية والأيديولوجية ؟؟ كيف لشخص أن يكون بكل هذا التسامح والتحرر من الأفكار و الدوافع السياسية لينشر مقالة تمجد الصدر تقع في مقابلها أخرى تعري مليشيات الصدر غير الشريفة تلتصق بها مقالة تدافع عن الدين تقابلها دراسة تنتقد الإسلام و تحيله إلى حطام ، مقال يتصدر المقالات يدافع بطريقة مخاتلة لكنها مكشوفة عن البعث لنجد تحته مباشرة مقالا يعري ممارسات الدكتاتورية البعثية ، و مقال آخر ينتصر لمجلس الحكم و حكومة علاوي و ينزه الجعفري و يدافع عن العملية السياسية في العراق الديمقراطي يقابله مقال آخر يحيل العملية إلى لعبة جديدة لأمريكا و الاحتلال ، الاحتلال الذي يصبح في مقالة ثانية فتحا مباركا و تحريرا منزها عن كل ما يصمه من موبقات .. و هكذا ثراء وتحرر ، حرية في نشر الأفكار و استيعاب الجميع دون أن يرتفع ضغط الزاملي أو يصاب بالسكري أو انتفاخ الأوداج من الغضب !!
لكن ما كان لهذه الكتابات أن تستمر بهذا التفرد و لا للزاملي أن يبقى ذلك الزاملي و بلمح البصر وفي لحظة خاطفة تنازل الزاملي عن تاريخ مجيد و طوى أوراقا متألقة لحساب ظلمة عابسة و انحياز فاضح و إذا بكتابات دكان جديد بين الدكاكين في زقاق إعلامي سياسي كنا نتأمل أن يتحول و يتطور إلى شارع صحفي واسع بكورنيش على ضفاف العراق الكبير ولكن ما أفدح الخسارة وما أثقل الخيبة ! فبعد أن أثقلت كتابات نفسها بمقالات تسقيطية ضد السيد نوري المالكي ليندفع الأخير في خطوة لا نوافقه عليها ويقاضي الموقع قبل أن يتنازل عن دعواه ، غيّر المالكي والى الأبد مجرى كتابات و أطاح بها من شاهق الرفعة والتألق لتصبح مكبا لمقالات الخصومة والطعن والتسقيط بما لا يخفى حتى على العمي . و الآن تراهن كتابات أن ما تعرضه منذ أشهر عديدة كفيل بتغيير وجهة نظر القراء العراقيين و نسيت أن ما جذب هؤلاء القراء هو عدم انحيازها و بقاؤها على مسافة واحدة من الجميع لا أقله من حيث نشر مختلف وجهات النظر دون استثناء ليحضر بهذا الرقيب المكروه و المعتوه الذي يدفع الناس عكس ما يريده و يتوقعه .
برغم كل ما يقوله كتاب كتابات الذين يسكن أكثرهم نشاطا و حماسة ضد المالكي في أبراج الهدوء و الهناءة و الدعة في خارج العراق ، برغم كل ما يقولونه فلن أسمح لنفسي بأن أساهم في عودة المليشيات ولن أنسى ما فعله جيش المهدي بأخي رحمه الله لمجرد أنه سهر مع أصدقائه وتناولوا البيرة لا غير ليقيم رعاع مقتدى أنفسهم أولياء لله في أرضه و يستلوا أرواح الناس من أجسادهم بأبشع الطرق ، أما الأخ الزاملي حفظه الله فهو جالس في ألمانيا و لم يقلقه لحظة واحدة أزيز صواريخ جيش مقتدى الصدر و لم يضم زوجته بين ذراعيه وهي ترتجف خوفا من ضربات المقاومة الشريفة التي تتساقط قذائفها على رؤوسنا لتصاب بالرهاب العصبي فيمضي أشهرا يتنقل فيها بين الأطباء والعرافين و الكشافات وأضرحة الأئمة ، و لم يقضِ ليلة واحدة فقط ليلة واحدة فقط وهو يحاول تسكين صراخ أطفاله ( لا أعلم إن كان للسيد الزاملي أطفال ليقاسمنا شعور الأبوة أم لا ؟ ) وطبعا لم ينقطع عنه معاش الرعاية الاجتماعية و لا الانترنت في بيته كما قطعت أرزاقنا و احترقت دكاكينا ... ترى هل نختلق لنا حكاية من نسج الخيال ؟ أليس هذا ما حدث فعلا و أمام أعيننا فهل بالمستطاع نسيانه بهذه السهولة ؟ لكن الأخ الزاملي حفظه الله كان يكفيه أن يقوم المالكي بنصيحة غير موقفة من أحد مستشاريه ( وهذا يحدث مع كل رؤساء العالم الذين يخفقون لسبب أو آخر في اختيار موضع ثقتهم ) بتقديم دعوى ضد كتابات نفعت كتابات أكثر مما أضرت بها و زادتها شهرة على شهرة على أقل تقدير من حيث التعريف بها و عندها انقلب المالكي من ملاك رحمة إلى شيطان نقمة و من رمز للوطنية إلى نموذج سيء للفساد والطائفية والعمالة و الضعف و غيرها مما تكال للرجل يوميا على صفحات كتابات و تمتدح أناسا لا يختلفون على الأقل في شيء مما لدى المالكي لو أردنا أن نماشي قناعة بعض الكتاب ..
سأنتخب المالكي لأنني مدين له وحسب .. مدين له بالكثير و أولها أنه كسر ظهر المليشيات و أشاع الأمن النسبي الممكن تحقيقه في ظروف المرحلة السياسية الحالية بكل تحدياتها و إشكالياتها و تعقيداتها .. سأنتخب المالكي لأنه افشل طموحات المجلس الأعلى في تقسيم العراق وجعل منه أضحوكة حين رمى نفسه في أحضان أشد أعدائه و صار طوع أمرهم ، سأنتخب المالكي لأن كتابات عادته عداء مفرطا مجنونا فوقعت في التزييف و الاختلاق و الكذب واتهامات لا تنتهي بلا أدنى دليل واضح و مقبول سوى تلك الأوراق التي تسمى وثائق يمكن لأي مبتدئ في استخدام الحاسوب أن يفبرك مثلها المئات و هي منتشرة في الانترنت انتشار الكذب على ألسنة الناس ، و كل مقالة تنشر في كتابات تزيدني ثقة بحسن اختياري و سداد رأيي في دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي . سأنتخب المالكي لأن أعداءه أثقل الخلق على نفسي و أشدهم دناءة و أكثرهم عمالة و أبشعهم فسادا و أحفلهم بتاريخ العار والشنار و أحرصهم على الملك ولو كان طريقه بطن الشيطان .. سأنتخب المالكي لأنني اعلم ان نواحي الفشل التي منيت بها حكومته بفعل فاعل أراد الوصول إلى هذه اللحظة التي يحّمل فيها المالكي كل ما حدث من إخفاق رغم أن الحكومة ليست المالكي وحده .. سأنتخب المالكي لأن أعداءه أشد الخلق تناقضا فهم دعاة أشاوس للديمقراطية واحترام حرية الرأي والرأي الآخر و لكنهم سيجدون حرجا بالغ الصعوبة في نشر مقالة واحدة بين عشرات المقالات التي تسب الرجل الكريم و الرمز الوطني في زمن قلت فيه مروءة الرجال و ناقض قولهم فعلهم و انعدمت نخوتهم وغيرتهم . سأنتخب المالكي لأن الخيارات الأخرى هي أسوأ ما يمكن أن اختاره .. و لتذهب كتابات إلى حيث شاءت فحتى الحاج رأفت عزف عن تحميلها و حين سألته قال إنه لم يعد يفتح الموقع إلا نادرا فهو لم يعد ذلك الموقع الذي قضيت ساعات طويلة في نسخه و توزيعه على الناس .