حدث غدا .. ماذا بعد " الإنتخابات " !! ..
وإنتهت عملية التصويت بسلام والحمد لله .. ورحم الله الشهداء الذين قضوا هذا اليوم دفاعا عن العراقيين .. ونأمل أن تنال عوائلهم بعض ما تستحق من إهتمام بعد هذه التضحية الجسيمة أيا كانت الحكومة القادمة .. فلا تركب على ظهورهم وتعبر في بحر دمائهم .. ثم تنساهم ..
لاشك أن كل مرشح يحبس أنفاسه ويمسك قلبه بإنتظار يوم النتائج .. والإعلان عن النتائج وخلافا لكل البلدان الأخرى يأخذ وقتا طويلا أكثر بكثير مما تستحق عملية الفرز والعد .. وإحتساب النتائج .. ذلك لأن الأوراق هي مواد الطبخة .. وسيجري عبر المفوضية " المستقلة " للإنتخابات إعادة تركيب نتائج الإنتخابات وفقا لسيد المفوضية .. أي السفير الأمريكي في العراق .. وحيثما ترى كلمة " مستقلة : فأعلم بأنها مرتبطة بالإحتلال وإن إستخدام كلمة إستقلال هو من باب توظيف صفة الضد النوعي ..
سيعاد التركيب والتوليف ربما عدة مرات للوصول الى نتيجة نهائية في البرلمان القادم بحيث لا تكون هناك قائمة تكتسح مقاعد البرلمان .. وتبقى القائمة الفائزة بحاجة الى غيرها لتشكيل الحكومة .. وتظل القوائم كلها بحاجة الى وسيط يقرب وجهات النظر .. وهو السفير الأمريكي أو قائد قوات الإحتلال أو مبعوث ترسله واشنطن عند الحاجة الى العراق ..
سنسمع كثيرا عن التزوير .. وخاصة من الكتل أو الأشخاص الذين لم يواكبهم الحظ بحيث يحصلون على مقعد في البرلمان .. وستوجه الإتهامات الى الحكومة .. والأمر من هذه الناحية مستبعد جدا والمتباكون غدا إنما يحاولون ستر هزيمتهم وفشلهم وعزوف الناس عنهم .. كما أن أمريكا من المستبعد بإعتبارها تمتلك مفاتيح التحكم بالعملية " الإنتخابية " أن تقوم بتزوير الإنتخابات بحيث تقلبها رأسا على عقب فيتحول فائز الى مهزوم .. ويصير فاشل منتصرا .. ولكنها من المؤكد ستقوم بتعديل النسب بحيث تخدم النتائج في إستمرار قيام حكم ضعيف في العراق تتنازعه تجاذبات الأطراف السياسية ولا يستطيع أن يقوم بأي دور مميز في حل مشاكل العراق وكوارثه .. وسيختلف الوضع لو أن الفائز كان من المحسوبين أساسا على الطرف الأمريكي حيث ستفتح أمامه مصاريع كل الأبواب كي ينال رضا المواطنين بعد أن حققت أمريكا هدفها خلال السنوات السابقة منذ الإحتلال وحتى اليوم وذلك بإسقاط التيار الإسلامي بطرفيه السني والشيعي وإظهاره فاسد مقصرا لا يستطيع تحمل المسؤولية ولا يمكنه أن يقدم تصورا للبناء وإرتبطت به وباسمه أسوأ مرحلة مر بها العراق في التأريخ إذا إستثنينا خصوصة مرحلة حكم آل المجيد ..
من سيكون رئيس الحكومة القادمة .. كيف ستمضي الأمور نحو تشكيل الحكومة .. وما هو دور أمريكا وإيران .. في هذه الأمور صلة الكلام ..