-
كربلاء و الجهاد-شعر
كربلاء والجهاد
كربلاءٌ والجهــــــــادْ * أيقظتْ كلَّ الرُقـــــادْ
قصةٌ يُبنى عليهــــــا * كلُّ مَجدٍ وتِــــــــــلادْ
هيَ تاريخٌ عريـــــــقٌ * وحضاراتُ البـــــلادْ
قد بَدَتْ مِن يوم نادى * لاخضوعاً للعُتـــــــادْ
صَرخةٌ دوّتْ وهـــدّتْ * كلَّ عرشٍ وعِمــــــادْ
سيّدٌ فيها حسيــــــــنٌ * سيدُ الساداتِ ســــادْ
قال هيهاتَ لـِــــــــذُلًّ * وخضوعٍ وانقيــــــادْ
ثابتُ الحقِ ركيــــــنٌ * لمْ تزلزلهُ الشـــــدادْ
مَن أبوهُ مَن أخــــوهُ * هل دريتُم ياعبـــــــادْ
أمّهُ الزهراءُ يومــــــاً * قارعتْ أهلَ الفســادْ
صوتُها أبكى جُموعاً * وتفرّى في الفـــــؤادْ
هوَ شبلٌ مِن أســــودٍ * والأسودُ لاتُقـــــــــادْ
يومَ أعلنها جهــــاراً * حيَّ حيَّ على الجهادْ
لم يلبّوا لنـــــــــــداءٍ * الاّ أصحابُ الرشـــادْ
كلُّهم شوسٌ صِعــابٌ * وليوثٌ في الجِـــــلادْ
كلهم نادوا جميعـــــا * لارجوعاً لاارتـــــدادْ
وهمُ الاصحابُ حقــاً * لم تشابهم فـُـــــــرادْ
نوّر اللهُ قلوبــــــــــاً * باتـَّقادٍ واعتقــــــــادْ
أينَ نحنُ أينَ منهـــمْ * لارشادٌ لاسَـــــــــدادْ
بعضُنا كفّرَ بعضـــاً * بمقولاتٍ شِـــــــــدادْ
كم كتابٍ صَـــــدّروهُ * ضلَّ زيدٌ وزيـــــــــادْ
دارتْ الحربُ عليهم * وفنَتْ كلَّ الحصـــــادْ
ضيّعونا بفتـــــــاوى * ليسَ فيها مِنْ رشـادْ
دمّرونا قتلونـــــــــا * برصَاصٍ وعِتـــــــادْ
كلُّ خمسٍ أكلـــــوهُ * وكروشٌ في إزديــادْ
وقصورٌ شيّدوهــــا * وبناءٌ في كســــــــادْ
باسمِ هذا الدينِ نَهـــبٌ * ويقولونَ إجتهــــــادْ
وجياعٌ تتلــــــــــــــوى * مُنِعوا مـــــــاءً وزادْ
وعويلٌ ونحيــــــــــــبٌ * وثكالى وحِــــــــــدادْ
وجروحٌ وقـُــــــــروحٌ * لم يُضمّدها الضَمــادْ
مَن هوَ المسؤولُ عنهم * وقلوبٌ مِن جمــــــادْ
فإلى اللهِ شكونـــــــــــا * ماجرى مِن ظلمِ عادْ
ونسينا اللهَ حقـــــــــــــاً * وغداً ننسى المَعـــادْ
فعلى الدنيا سَــــــــــلامٌ * وارقدوا خيرَ الرُقـادْ
واسبتوا مثلَ أفــــــــاعٍ * واخمدوا مثلَ الرَمادْ
ذلّ مَن عاشَ بجُبـْــــــنٍ * وخضوعٍ واضطهادْ
فحسينٌ لم يكنْ يومــــــــــــــــــــــــــــــاً أسيراً بِصفادْ
هوَرمزٌ وآبـــــــــــــــاءٌ * هوَعِـــــــــــزٌّ وودادْ
هوَ نورُ اللهِ يســــــري * وضياءٌ في وهـــــادْ
وسيبقى في قلــــــوبٍ * وخلودٌ لايُبـــــــــــادْ
أبو طه القريشي
2004\2\28
-
فداء لمثواك من مضجع تنوّر بالأبلج الأروع
بأعبق من نفحات الجنان روحاً و من مسكها أضوع
و رعياً ليومك يوم الطفوف و سقياً لأرضك من مصرع
و صوناً لمجدك من أن ينال بما أنت تأباه من مبدع
فيا أيها الوتر في الخالدين فذّاً إلى الآن لم يشفع
تعاليت من مفزع للحتوف و بورك قبرك من مفزع
تلوذ الدهور فمن سجّد على جانبيه و من ركّع
شممت ثراك فهبّ النسيم نسيم الكرامة من بلقع
و عفّرت خدّي بحيث استراح خدّ تفرّى و لم يضرع
و حيث سنابك خيل الطغاة جالت عليه و لم يخشع
وطفت بقبرك طوف الخيال بصومعة الملهم المبدع
و خِلت و قد طارت الذكريات بروحي إلى عالم أرفع
كان يداً من وراء الضريح حمراء مبتورة الإصبع
تمدّ إلى عالم بالخنوع و بالضيم ذي شرق مترع
لتبدل منه جديب الضمير بآخر معشوشب ممرع
تعاليت من فلك قطره يدور على المحور الأوسع
فيا ابن البتول و حسبي بها ضماناً على كلّ ما ادّعي
و يا ابن التي لم تضع مثلها كمثلك حملاً ، و لم ترضع
و يا ابن البطين بلا بطنه و يا ابن الفتى الحاسر الانزع
و يا غصن هاشم لم ينفتح بأزهر منك و لم يفرع
و يا واصلاً من نشيد الخلود ختام القصيدة بالمطلع
للشاعر الكبير / محمد مهدي الجواهري
=================
ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم في كربلاء يوم 26 تشرين الثاني 1947، لذكرى استشهاد الحسين .
* نُشرت في جريدة " الرأي العام " العدد 229 في 30 تشرين الثاني 1947 .
* كُتب خمسة عشر بيتاً منها بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي إلى الرواق الحسيني