المالكي رئيسا للوزراء ..... شاء من شاء وأبى من أبى
:flower::flower::flower: منقول
أياد السماوي / الدنمارك
aiad.alsamawi@gmail.com
ها هي ملحمة الانتخابات قد انقضت والشعب العراقي قد كتب أروع ملحمة في تأريخه القديم والحديث , وعزف أجمل لحن وأنشد أنشودة الحياة والتحدي .فهذه الانتخابات قد عكست الصورة المشرقة للشعب العراقي وعكست أيضا شجاعة هذا الشعب وبطولته وتضحيته وتفانيه من أجل مستقبله ومن أجل بناء وتعزيز نظامه الديمقراطي , بالرغم من كل التحديات والمخاطر وإرهاب المجرمين وأعداء الحياة .
فشجاعة هذا الشعب وتضحيته قد أبهرت الدنيا بأسرها وارتفعت بالعراق والشعب العراقي إلى الأعالي , ولم يبقى من هذه الملحمة الخالدة سوى تقبل الكتل السياسية لنتائج هذه الانتخابات والإذعان لإرادة هذا الشعب .
فالنتائج الأولية تشير إلى تقدم كبير وساحق إلى قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي , وهذا الفوز الساحق يمكنه وبموجب الدستور العراقي من تشكيل الحكومة العراقية القادمة , وإن صحّت الأرقام المتداولة عن نتائج هذه الانتخابات فهذا يعني أن ائتلاف دولة القانون لا يحتاج إلا إلى تحالف بسيط لتشكيل حكومة أغلبية برلمانية , وهذا جدا متوقع وفق المعطيات المتوفرة .
وأما ما يشاع بالأوساط السياسية عن رغبة الكتل السياسية بعدم تولي السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء , فلا اعتبار لهذه الرغبة إذا ما استطاع السيد المالكي أن يحصل على الأغلبية المطلوبة في البرلمان والبالغة مئة وثلاث وستون صوتا .
والقضية هي ليست رغبة هذا الطرف أو ذاك بقدر ما هي إرادة الشعب العراقي والتي ستفرض نفسها على الجميع , فهذه الإرادة هي الفيصل واحترامها غير خاضع لرغبات هذا الطرف السياسي أو ذاك وإنما هي حق وواجب دستوري وقانوني وأخلاقي .
وأما القول بأن هذا الطرف أو ذاك هو رقم صعب في المعادلة السياسية ولا يمكن تجاهله , فهو أيضا قول يحتاج إلى قدر من التأني , حيث أن باستطاعة أي تكتل سياسي إذا ما حصل على عدد الأصوات المطلوبة في البرلمان أن يشكل الحكومة بغض النظر عن صعوبة وسهولة أي طرف في هذه المعادلة .
وأما ما يشاع من كلام فارغ عن عدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بتولي السيد المالكي رئاسة الحكومة المقبلة , فهو كلام سخيف ولا يستحق الرد , فإرادة الولايات المتحدة ليست فوق إرادة الشعب العراقي , وعلاقة السيد المالكي ليست سيئة بالولايات المتحدة الأمريكية كما يحاول البعض أن يصورها , والعلاقات الدولية لا تدار بالرغائب والأمزجة , ولا أعتقد أن السيد المالكي والذي وقع اتفاقيتي الإطار الإستراتيجي وانسحاب القوات لا يدرك أهمية هذه العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية .
فالمالكي سيشكل الحكومة القادمة بموجب التخويل الذي منحه إياه الشعب العراقي من خلال صناديق الاقتراع وعلى الجميع أن يروض نفسه لتقبل هذه الحقيقة .
وأنا شخصيا أهنئ السيد المالكي كما هنأته قبل بدء الانتخابات بالفوز وثقة أبناء شعبه به وأبارك له نجاحه الباهر في هذه الانتخابات متمنيا له النجاح في مسعاه بتشكيل الحكومة القادمة , وأقول للجميع المالكي رئيسا للوزراء شاء من شاء وأبى من أبى .