يا سيدي الجنوب : علي حمزة الربيعي
[align=center][align=center]لأنني من الجنوب قادم ٌ
أحمل في كلتا يدي َّ قبضة ً
من عبق التاريخ والحضارة
لأنني الحضارة *
لأن عمري ست آلاف سنة
مغمس بالحب والسلام والنظارة *
يريد ذاك الأحمق القميء
القادم المجهول من غياهب المغارة
يريد أن يطمس زهوي تارة ً
وتارة ً يريد سلب عزتي وقدرتي
وعالمي الجميل والزهور والنخيل والعمارة *
يريد أن يغير التأريخ
يمحو بجرة القلم زقـّورتي
عمارتي وبصرتي وحلتي
وكلِّ ما يوما روته جدتي .
فيكتب المزيف الكبير
(( من غرب ِ ذاك العالم المخيف
انطلقت مواكب الحضارة ))
لأنهم تعودوا أن يسلبوا الضياع
ويسرقوا المتاع
لأنهم لا يعرفون إلا الموت
والإدمان والدعارة .
فيكتبوا عن غرب ذاك العالم المخيف
فيجعلوه قبة مزينة تحيطه المنارة .
لكنها حتى وإن كتبت ستبقى دائما ً
عبارة .
يمكننا تغييرها وشطبها ورفضها
لأننا الوجود ومكمن الخلود والــــ ... طهارة .
حتما ستبقى دائما ً عبارة
يمكننا تغييرها لأنهم
قوم ٌ بلا جذور
لأنهم قشور
أجدادهم كانت أبابيل رمتهم سالفا ً
بوابل ِ الحجارة
لذا تنحوا جانبا ً لأنني
لن انحني
لأنني الجنوب
لأنني الحضارة .
.[/align][/align]