بيان العلامة الحجة الشيخ عبد الرضا الجزائري/الحوزة العلمية العراقية
أصدر آية الله الشيخ عبد الرضا الجزائري من كبار اساتذة الحوزة العلمية
العراقية وكان تلميذا مقربا من المرجع الراحل اية الله محمد باقر الصدر ،وتتلمذ
على يديه العديد من العلماء والفضلاء، البيان التالي حول مؤتمر المعارضة
العراقية الذي سيعقد السبت في لندن
مؤتمر المعارضة أم سلطة المؤامرة
رقم 1
بسمه تعالى
ياشعبنا العراقي المظلوم والمنكوب بجور وقمع وعدوان واستبداد حاكمه السلطان
تعقد المعارضة العراقية المتوافقة مع قرار السياسة الأمريكية المتخذ حول الشأن
العراقي،مؤتمرها الائتلافي في لندن، تلملم فيه اطرافها المتخالفة، بموجب
الأوامر الصادرة لها من قبل الادارة الأمريكية.
ويهدف المؤتمر الى ترتيب المواقع السياسية المطلوبة لهذه الادارة وتشخيص
الأدوار التمثيلية المرسومة في الادارة المدنية التي تشكل حكومة صورية انتقالية
مؤقتى للعراق.
ويجئ برنامج عمل هذه الحكومة كخطوة تجميلية للاحتلال الأمريكي العسكري المقبل
للعراق، وهو ما يهيء له مؤتمر لندن لأن الحاكم العسكري الأمريكي الذي سيقيم مع
لجانه السياسية المنصوبة ، يحتاج في أداء مهام جكومته الاستعمارية الى ادوار
وظيفية تمثيلية تحددت معالهما الأساسية في إطار الأهداف التوسعية المنظورة
حاليا للسياسة الأمريكية.
وستتكفل الحكومة المؤقتة المنبثقة عن المؤتمر في وقت لاحق ،في القيام بمهمة
تشكيل الغطاء المدني العراقي الذي يضفي المشروعية الوطنية على الاحتلال
العسكري الأمريكي بعد الاطاحة بالنظام البعثي ،من خلال الهجوم العسكري الذي
ستشنه القوات الأمريكية والبريطانية وحتى الاسرائيلية، المتجحفلة حاليا في
مواقع عسكرية متآخمة لحدود العراق الاقليمية.
واننا نجد من الواجب علينا أمام الله ربنا العزيز الجبار والمالك الحق الديان
أن نعلن عن حقيقة هذا المؤتمر الذي ينعقد تحت مظلة المافيا السياسية الأمريكية
ومن ورائها الصهيونية العالمية:
1--ان هذا المؤتمر لايمتلك أية مشروعية وطنية أو قومية أو اسلامية أو شيعية،
وانما هو وليد الأهداف السياسية الأمريكية الصهيونية،وقد وجد المؤتمرون في
حضوره تحت هذه المظلة فرصة لنيل الحصص السياسية وتحقيق المصالح الشخصية
والحزبية.
2--ان حضور اطراف من المعارضة العراقية هذا المؤتمر انما ياتي على حساب السيادة
الوطنية للشعب العراقي ،ومصالحه الاجتماعية وكرامته الانسانيةوحقوقه
المدنية،والسياسية لأن المطلوب هو ان يتمخض المؤتمر عن تشكيل الادارة المدنية
للحكومة المقبلة والتي تتعهد بتشكيل الغطاء الوطني لحاكمية المندوب الأمريكي
العسكري في العراق،ولتصبح هذه الحكومة من آليات تحقيق الأهداف التوسعية
والاستعمارية الامريكية الصهيونية بعد احتلال العراق.
3--ويجب أن يعلم المؤتمرون أن الادارة الأمريكية تريد أكبر من تغيير النظام في
العراق،وذلك أن الوثائق الخطية التي تمتلكها هذه الادارة حول امتلاك العراق
لأسلحة الدمار الشامل،تكفي من ناحية القانون الدولي لادانة النظام،والتمكن
سياسيا من الاطاحة به ومحاكمته في محكمة العدل الدولية دون الحاجة الى اللجوء
الى العمل العسكري،بعد اعترافه العلني باستعمالها ضد الشعب العراقي في حلبجة أو
ضد ايران أثناء حرب الخليج الأولى.
وفي ضوء الادانة الدولية للنظام يمكن تغيير هذا النظام وتشكيل ادارة وطنية
باشراف دولي تهيء لتشكيل حكومة شرعية وطنية تنتخب من قبل الشعب.
4--ويجب أن نؤكد ان تمخض هذا المؤتمر عن ادارة سياسية للعراق، يعني ابقاء
اشكالية الاستبداد والتسلط في العراق،وبقاء العراق منتك السيادةلأن الحكومة
المقبلة ستكون ملزمة أمريكيا بتنفيذ القرارات الدولية التي قبلها النظام رغم
أنها تخل بالسيدة الوطنية للعراق وبكرامة شعبه وباستقلاله.
5-- وان معظم المشاركين في هذا المؤتمر هم من كانوا من رجال النظام
الأساسيين،وقد تلطخت أياديهم بدماء الشعب العراقي لأنهم كانوا من قادة أجهزة
النظام القمعية والتي لولاها لما امتد العمر به كل هذا الزمان،وأن بعضهم فارق
النظام لاختلافات شخصية على المصالح لشعورهم بقصر عمره،والبعض الاخر استجابة
لمؤامرة دولية.وبدلا من يساقوا الى الحساب ويقعوا تحت طائلة العقاب،هاهم يعاد
تأهيلهم من خلال مؤامرة لندن، ليعودا الى العراق حكاما فاتحين!.
وفي الختام نأمل أن يكون هذا البيان والذي ستتبعه بيانات، كتابا مفتوحا
لأبنائنا واخواننا من بعض المشاركين،الذين نصحناهم من قبل أو الذين لم نتمكن من
نصيحتهم،فيتذكروا ولايسمحوا للضعف النفسي أو التغرير الشيطاني أن يجد اليهم
طريقا،فعليهم ان يعمدوا فورا الى تغيير مواقفهم المنافية لتعاليم السماء،وينجوا
بذلك من سقطات الزمان.
وليتذكر الآخرون معهم وعود الاستعمار البريطاني الموثقة المعسولة التي منحوها
عن طريق مراسلات مكماهون الى الشريف حسين ثم غدروا به فذهب ضحية التواطؤ مع
الانجليز الخائنين للوعود..وما أشبه اليوم بالبارحة فهل أنتم منتهون !؟.
(فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا انه بما تعملون بصير.ولاتركنوا الى
الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون) قرآن
كريم
عبد الرضا الجزائري/الحوزة العلمية العراقية
في الثامن من شوال 1423 على مهاجرها السلام