طالباني التمس من السيد السيستاني التدخل لايجاد مخرج لازمة منصب رئيس الوزراء
الواشنطن بوست تحذر من محاولات القاعدة اشعال حرب طائفية
مصادر كردية: طالباني التمس من السيد السيستاني التدخل لايجاد مخرج لازمة منصب رئيس الوزراء
اخبار العراق | 07-04-2010
بغداد/ النجف/ واشنطن/ اور نيوز
فيما يحث مسؤولون اميركيون السياسيين العراقيين على عدم استغلال الوضع واطلاق تصريحات سياسية نارية، تزيد من حالة الالتباس الراهنة في العراق وقد تتسبب باشعال حرب طائفية، لم يجد الرئيس جلال طالباني من حل لمعضلة تشكيل الحكومة وتداعي الوضع الامني خلال الايام الماضية سوى الاستنجاد بالمرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد السيستاني.
ومن المتوقع ان يعقد البرلمان المنتخب جلسته الاولى في الاسبوع الاول من الشهر المقبل وفقا للدستور، فان جميع الوقائع تشير الى ان الجلسة ستبقى مفتوحة اذ لم تتوصل الكتل السياسية الى اتفاق لتشكيل الحكومة، فيما يرى مراقبون ان المرشحين من قادة الكتل السياسية لرئاسة الحكومة المقبلة ربما لن يحظوا برضا جميع الاطراف ما سيؤدي الى البحث عن مرشح تسوية، وهذا الامر، كما يقول المراقبون، لن يكون سهلاً ايضاً.
ودفعت التفجيرات الدموية التي عصفت بالاحياء الفقيرة في العاصمة بغداد امس الثلاثاءالرئيس طالباني الى إيفاد كبير مستشاريه فخري كريم الى النجف للقاء السيد السيستاني، لايجاد مخرج للازمة المستعصية بشأن منصب رئيس الوزراء والكتلة الاكبر.
وبحسب مقربين من الطالباني، نقلت عنهم صحيفة الوطن الكويتية، فان الرئيس العراقي التمس من السيد السيستاني التدخل في طرح مرشح تسوية على الاحزاب الشيعية للانتهاء من معضلة احتيار رئيس الوزراء الجديد، أو دعوة ذات القيادات لقبول آليات التصويت في "الطاولة المستديرة" لاختيار مرشح يحظى بقبول جميع الاطراف، وهو الامر الذي سيمهد الطريق للتوافق على اختيار المناصب السيادية (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، رئيس مجلس النواب) مع عقد اول جلسة لمجلس النواب الجديد، لسد فجوة الفراغ السياسي التي قد يستغلها تنظيم القاعدة لتنفيذ المزيد من الاعمال الارهابية او تأجيج الفتنة الطائفية على غرار ما حدث في الفترة الانتقالية عام 2006 .
وقال كريم في مؤتمر صحفي عقده في النجف بعد لقائه المرجع الاعلى: إن المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني أكد ضرورة مشاركة جميع الفرقاء بتشكيل الحكومة من دون استثناء، فيما بين أنه حمل للسيستاني رسالة من الرئيس طالباني تتعلق بالأوضاع السياسية الحالية التي تمر فيها البلاد.
وأضاف كريم أن "الرئيس طالباني أكد في رسالته الدور المهم للمرجعية خلال المرحلة الحالية التي يعيشها العراق حاليا"، موضحا "دور السيستاني في هذه المرحلة مطلوب بسبب المخاطر التي تتعرض لها العملية السياسية في البلاد".
ولفت كريم إلى أن "السيد السيستاني أكد خلال اللقاء ضرورة مشاركة جميع المكونات السياسية في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة واعتبر أن ذلك يمثل أهمية كبرى لحماية العملية السياسية في العراق وترسيخها"، مبينا أن "دور السيستاني دور إرشادي ولا يتدخل في السياسة بشكل مباشر".
وتابع كبير مستشاري رئيس الجمهورية : ان المرجعية الدينية العليا ليس لديها موقف سلبي ضد أي طرف من الاطراف السياسية وترى ان مشاركة جميع الكتل السياسية في تشكيل الحكومة ضمانة للعملية السياسية وضرورية ايضا.
في غضون ذلك حذرت صحيفة واشنطن بوست من ان القاعدة تسعى لاشعال حرب طائفية مستغلة تراشق السياسيين العراقيين بالاتهامات والاتهامات المتبادلة والتصريحات النارية، التي يرى مراسل الصحيفة انها تدفع البلاد نحو هاوية العنف من جديد.
وبالفعل، كما تقول الصحيفة، أطلقت كتلة اياد علاوي، التي فازت بالأغلبية في البرلمان العراقي، تصريحات نارية ملقية باللائمة على رئيس الوزراء نوري المالكي، لفشله في وقف العنف. وكلاهما، علاوي والمالكي، يسعيان للفوز بما يكفي من الحلفاء لتأمين هذا المنصب في الحكومة.
اما المالكي، كما تتابع الصحيفة، فقد أصدر بيانا امس الثلاثاء قال فيه ان خطة وضعت "لمضاعفة" الأمن في منطقة بغداد، مضيفا "كما أدعو جميع الأطراف والقوى السياسية لتوحيد الصفوف والوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية وعدم صب الزيت على النار".
ورات الصحيفة ان "الهجمات زادت من مخاوف من محاولات الجماعة السنية المتطرفة، القاعدة، استغلال حالة الالتباس في أعقاب انتخابات 7 من اذار مارس البرلمانية، وبدء حرب طائفية. واضافت ان العراق قد استهلك بسبب العنف الطائفي خلال فراغ السلطة الذي حدث بعد انتخابات كانون الاول ديسمبر من العام 2005".
وكان مسؤولون في المخابرات الاميركية، كما تذكر الصحيفة، اعلنوا قبل عامين عن هزيمة هذه المجموعة المسلحة. وقال بروس ريدل، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية CIA والمساعد الخاص السابق في البيت الابيض في شؤون الشرق الاوسط، ان الهجمات الأخيرة قد تعكس "انتعاشا تدريجيا" لمجموعة القاعدة، و "لا تعني العودة إلى وضعها الذي كانت عليه في العام 2006، لكنها عودة من دركها الاسفل الذي هبطت اليه في العام 2008".
مسؤولون استخباريون اخرون، سابقون وحاليون، وخبراء في مكافحة الارهاب، راوا ان العنف قد يعكس ببساطة محاولة جديدة من جانب قادة مجموعة القاعدة لاستغلال الانقسامات بعد الانتخابات. ويقول بروس هوفمان، وهو خبير في مكافحة الارهاب بجامعة جورجتاون، "انك لا تحتاج الا لحفنة من العناصر والمواد المتفجرة، كي تتمكن بسهولة كبيرة من ان تسبب ألما".
ويخشى محللو الاخبار في الواشنطن بوست من تحول عراقيين الى متمردين وميليشيات اذا شعروا بعدم وجود حكومة تحميهم. ويقول البعض ان الجيش الاميركي قد يحتاج إلى إعادة النظر في خطته بخفض قواته إلى 50.000 جندي في العراق بحلول آب.
وقال بريت ماكغرك، مسؤول مجلس الأمن القومي في ادارة الرئيس جورج بوش ويعمل حاليا مع مجلس العلاقات الخارجية، "اعتقد انه امر مثير للقلق"، موضحا ان "نوعية الاهداف مختلفة، ووتيرة الهجمات تسارعت. وايضا نظرا الى احتمال عدم تشكل حكومة على مدى الشهور الأربعة المقبلة في العراق، فقد يعاد النظر في حدة خفض القوات حسب الجدول الزمني في اب ".
